3 شبان سعوديين يطلقون مشروع دوبلاج للرسوم المتحركة اليابانية

محمد إسماعيل الحلواني

قرر فريق من ثلاثة شبان سعوديين في أوائل العشرينات التعبير بطريقة عملية عن إعجابهم وحبهم للغة اليابانية عن طريق إطلاق مشروع لتنفيذ الدوبلاج للرسوم المتحركة اليابانية، حيث يسجلون المواد اليابانية الأصلية باللغة العربية، أو العكس.

بدأ طلال عبد اللطيف، وفيصل حمود، وعامر عبد الرحمن مشروعهم الذي يحمل اسم ” نبرادوب” عندما اقترح حمود على أصدقائه التعاون لاطلاق منصة واحدة تجمع جهودهم الفردية.

وفي عام 2017، أطلق الثلاثة قناتهم على موقع “يوتيوب” ثم انتقلوا لمشاركة مقاطعهم عبر انستجرام.

وقال عبد اللطيف، خريج هندسة الكهرباء، البالغ من العمر 23 عامًا، من جامعة حائل: “لقد بدأنا المشروع لأننا أحببنا الدوبلاج، أو بالأحرى  المبالغة في الأداء الصوتي، وأردنا المساهمة وتقديم شيء مختلف للعالم”.

عمل الثلاثي على مشاريع تنفيذ الدوبلاج لمدة ثلاث سنوات حتى الآن، وأشبع هذا العمل لديهم حبهم للرسوم المتحركة والثقافة اليابانية. وبدأ ارتباطهم باليابانية منذ طفولتهم عندما اكتشفوا أنمي مدبلج على قنوات تلفزيونية مثل القناة السعودية الأولى وسبيس تون. وأثارت طريقة أداء التمثيل الصوتي فضولهم، وبدأوا في البحث عن إجابات للعديد من الأسئلة عن تنفيذ الدوبلاج لسلسلة الأنيمي المفضلة لديهم على المنتديات الشعبية ويوتيوب.

بدأ عبد اللطيف دروس اليابانية عبر الإنترنت، لكنه يعترف بأن الرسوم المتحركة ساعدته هو وأصدقاؤه في إثراء مفرداتهم. من خلال مشاهدة الحلقات الجديدة، كانوا يتبادلون الكلمات الجديدة معًا. وقال: “ما زلت لا استطيع تحدث اليابانية بطلاقة، وأنا أتعلم كل يوم من خلال مشاهدة الرسوم المتحركة والتعرف على الثقافة اليابانية، لمجرد أنني أحب ذلك”.

ينصب تركيز “نبرا دوب” بشكل أساسي على تقديم محتوى الرسوم المتحركة للمشاهد العربي، والتركيز على ما يسمى بـ “العامية البيضاء”، وهي مزيج من اللغة العامية والرسمية التي يمكن أن يفهمها الكثيرون في المنطقة، وليس فقط المملكة العربية السعودية. كما أنهم يستمتعون بتنفيذ الدوبلاج لأعمال أخرى مثل ألعاب الفيديو والدراما.

وفي الآونة الأخيرة، انتشر أحد أعمالهم انتشارا واسعًا عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بسبب تنفيذ الدوبلاج مقطع قصير مضحك من المسلسل السوري الشهير “باب الحارة”، وعشقت الجماهير السعودية النتيجة التي تم تنفيذها بشكل جيد.

وكشف العقل المدبر للفكرة لصحيفة عرب نيوز كواليس التجربة قائلاً: “كنت دائمًا من المعجبين بتمثيل مصطفى الخاني في شخصية النمس، وخاصة بعض اللزمات التي أتقنها في الدور،  وقال عبد اللطيف: “لقد مارست مهارة نقل الأداء بهذا الأسلوب في التحدث وحتى إيقاع اللهجة السورية إلى اللغة اليابانية”.

كشف عبد اللطيف إنه صادف مقطع “باب الحارة” باللغة العربية وشعر أنه كان عليه تنفيذه بطريقة الدوبلاج، وأضاف: “بصراحة، كنت أتوقع أنه يعجب الناس لكن لم أتخيل أنه سيحوز على نسب مشاهدة عالية مما أعطاني حافزًا لمواصلة الدوبلاج، وآمل حقًا في أن نتجاوز توقعاتنا في المحتوى القادم”.

“نبرا دوب” هو جهد تعاوني صغير بين ثلاثة شبان سعوديين يعملون سويًا خلال أوقات فراغهم – كل من عبد الرحمن وحمود يبلغان من العمر 22 عامًا فقط، ومقرهما في القصيم ومقاطعة الخرج على التوالي، ولا يزالا طالبان يدرسان اللغة الإنجليزية. ويعملون بجد وسط التزاماتهم الأخرى، يحاولون تحميل ثلاثة إلى خمسة مقاطع كل شهر وفقًا لقاعدة الأغلبية، واختيار البرامج والمشاهد المفضلة لديهم.

وقال عبد اللطيف إنهم يعملون حاليًا بجد على تنفيذ الدوبلاج لفيلم رسوم متحركة ياباني كامل، لكن الأمر قد يستغرق بعض الوقت.

وتطمح المجموعة إلى تطوير فريقهم والوصول إلى مستويات أعلى في المستقبل. وقال عبد اللطيف: “نريد المشاركة في نشر المحتوى العربي والدوبلاج العربي على وجه الخصوص ونود التعاون والعمل مع شركات تنفيذ الدوبلاج في المنطقة وتحقيق هذا الهدف”.

اقرأ أيضا: كيف يحاول صحفيو “التايمز” الحفاظ على الحيادية ؟