20 كتابًا يجب عليك قراءتها في بداية مشوارك الصحفي (1 - 2)

طاهر عبد الرحمن

مسيرة طويلة وحافلة عاشتها الصحافة منذ أن بدأت وحتى الآن، فلم تعد مجرد قصاصات ورق تنشر النميمة والفضائح المثيرة، ولم تعد كما كان يقال – في المجمل – مهنة من لا مهنة له،  بل أصبحت مع تطور المجتمعات ذات دور فاعل ومؤثر، ولم تعد مجرد وسيلة لنقل الأخبار أو حتى التعليق عليها، وذلك بفضل جهود الصحفيين الذين قادوا تلك المسيرة بصبر ودأب حتى أصبحوا – وأصبحت معهم الصحافة – في المجمل مرة أخرى (مع بعض الاستثناءات) مهنة لها قواعدها وآدابها وطرقها العلمية المختلفة.

ولا شك أنه من المهم والضروري لأي صحفي شاب يبدأ أولى خطواته في بلاط صاحبة الجلالة أن يقرأ ويطلع على تجارب وتاريخ الصحفيين الكبار من خلال ما كتبوه هم بأنفسهم وما كُتب عنهم، والتي تحتوي على العديد من الخبرات والدروس التي يتعلم منها.

في هذا التقرير يرشح «إعلام دوت كوم» للمبتدئين في مشوارهم الصحفي، مجموعة من تلك الكتب التي قدمها صحفيون كبار عن تجاربهم وحياتهم في الصحافة في مختلف العصور، وذلك على النحو التالي:

1- مذكرات الولد الشقي

حياة حافلة ومثيرة عاشها الكاتب الصحفي الكبير الراحل، محمود السعدني، منذ منتصف الأربعينات وحتى نهاية التسعينات، وقد عاشها كلها في الصحافة المصرية والعربية، وفي مذكراته يسترجع كثيرا مما شاهده وعاشه في كواليس عدد كبير من الصحف والمجلات، وذلك بأسلوبه الساخر المعروف عنه.

2- محمد التابعي

في هذا الكتاب يتناول الكاتب الصحفي والمؤرخ المعروف، صبري أبو المجد، حياة واحد من أساطير الصحافة المصرية في النصف الأول من القرن العشرين، أمير الصحافة كما أطلقوا عليه، الأستاذ محمد التابعي، وهو بالفعل كان أميرا للمهنة بالقيمة وليس بالوراثة، فلقد بدأ التابعي حياته من أسفل السلم حتى أصبح أشهر صحفي في مصر وأكثرهم تأثيرا في الحياة السياسية والصحفية، فمقالاته وتحقيقاته كانت – كما يقال – تطيح بوزراء ومسؤولين كبار، وكانت من أهم مآثره – بالإضافة إلى تجديده في شكل وأسلوب الكتابة الصحفية – أنه جعل للصحفي “قيمة اجتماعية” معترف بها.

3- لكل مقال أزمة

كان ظهور جريدة أخبار اليوم عام 1944 حدثا صحفيا ضخما، بمقاييس زمانه، في القاهرة، وكان الأخوان مصطفى وعلي أمين لا يمتهنون الصحافة فقط بل كانت كل حياتهم، ومن هنا نجحت جريدتهم لأنها واكبت العصر (بغض النظر عن أي خلاف سياسي) وقدمت للقارىء ما يناسبه في عصر ما بعد الحرب العالمية الثانية، وفي هذا الكتاب، لكل مقال أزمة، للكاتب الراحل مصطفى أمين يسترجع ذكرياته عن بعض مقالاته التي نشرها في عصور مختلفة وردود أفعال كل مقال على كل المستويات.

4- أنا وبارونات الصحافة

يكاد – هذه الأيام – أن يكون اسم جميل عارف منسيا أو مجهولا لكثير من الصحفيين، لكنه – وكما يعرض لبعض لذكرياته في هذا الكتاب – كان واحدا من أشهر صحفيي عصره، فهو كان أول صحفي يذهب إلى فلسطين لتغطية أخبار الحرب عام 1948، كما أنه كان على صلات وثيقة بمعظم قادة الدول العربية، وهو الصحفي الذي وثق فيه عبد الرحمن عزام، أول أمين عام للجامعة العربية، وكتب مذكراته ونشرها في السبعينيات، كما أنه كان موضع ثقة الرئيس السادات في تحرير مذكراته الشهيرة، البحث عن الذات.

5- بين الصحافة والسياسة

واحد من أهم الكتب التي تعرضت لعلاقة الصحافة والسياسة في مصر في بداية النصف الثاني من القرن العشرين، بقلم واحد من أهم الصحفيين المصريين والعرب، محمد حسنين هيكل، الذي كان شاهدا على معظم فصولها من البداية للنهاية، بالصحافة – في رأيه – جزء من الحياة السياسية في أي مجتمع، تتأثر بها وتؤثر فيها، وهنا يكون اختيار الصحفي لموقفه ورأيه ورؤيته.

6- خمسون عاما في قطار الصحافة

في نهاية الأربعينات قرر الشاب، موسى صبري، ترك مهنة المحاماة والالتحاق بالعمل بالصحافة، فهي عشقه الأول، وهو ما حدث بالفعل، واستمرت رحلته طوال ما يقرب من خمسين عاما في عصور مختلفة، وكان – بحكم مناصبه في الصحف – شاهدا على كثير من الأحداث، ولعل أهمها فترة حكم الرئيس السادات، الذي كان واحدا من المقربين منه، ومن هنا أهمية مذكراته التي تلقي أضواء على تفاصيل مهمة في كواليس الصحافة والسياسة في مراحل مختلفة.

7- أدب المقالة الصحفية في مصر

هذا الكتاب لا غنى عنه لأي صحفي، فهو بحث فريد من نوعه في تاريخ كتابة المقال الصحفي وتطورها في مصر منذ أن ظهرت الصحافة في القرن الثامن عشر وتتابع مراحلها ومدارسها المختلفة، ولقد نجح مؤلفه، دكتور عبد اللطيف حمزة، في العرض والبحث بشكل فريد من نوعه.

8- مذكرات صحفي استقصائي

يعتبر اسم سيمور هيرش “ماركة مسجلة” في الصحافة الأمريكية والعالمية، فهو صحفي مخضرم ومتخصص في الصحافة الاستقصائية منذ الستينيات، وهذا النوع من الصحافة شديد الخصوصية ويتطلب مهارات خاصة لا تتوفر لكثيرين، ورغم عداء المؤسسة الرسمية له فإنه استطاع أن يفرض نفسه بقلمه وتحقيقاته المثيرة، مثل المشروع النووي الإسرائيلي وقصة “آل كينيدي”، وأيضا مذابح الجيش الأمريكي في فيتنام، وهذا الكتاب هو مذكراته التي يحكي فيها معظم ما مر به والعقبات التي واجهها في عمله، وأيضا نصائحه لكل صحفي يريد أن يكون صحفيا استقصائيا.

9- شخصيات

لم يحصل محمود عوض على لقب “عندليب الصحافة” من فراغ، فمنذ بدايته وهو كاتب وصحفي متميز ومختلف، ولذلك لفت الأنظار له مبكرا، وكان – وهو الشاب الصغير – صديقا لعمالقة الفكر والفن والسياسة في مصر، ومن هنا فإن كتاباته عنهم تأتي عن طريق معرفة طويلة بهم، لكن أهم ما يميز عوض عن كثيرين غيره هو أنه دائما يفصل بين الشخصي والعام، أي بين صداقته لهم وهي تفرض عليه قيوضا في النشر، وبين اعتبارهم “مصادر” صحفية له، وهذه إحدى أهم الدروس التي يتعلمها الصحفيون من كتب “العندليب”.

10- فارس في بلاط صاحبة الجلالة

كانت فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية واحدة من أهم مراحل الصحافة المصرية والعربية، ففيها ظهر جيل جديد من الصحفيين الشباب الذين جددوا شكل وأسلوب العمل الصحفي، وبالطبع كان كل واحد منهم يدخل المهنة أو ينتمي لصحيفة من الصحف بما يتناسب مع توجهاته الفكرية والأيديولوجية، وقد استمر ذلك الجيل في العمل الصحفي لسنوات طويلة، وكان شاهدا –  وأحيان كثيرة مشاركا – في العمل السياسي والاجتماعي، وهو ما يظهر جليا في مذكرات واحد من أهم الصحفيين المصريين، جلال الدين الحمامصي، التي من خلالها نتعرف على جانب من تاريخ مصر في تلك الفترة.

انتظروا باقي الترشيحات في المقال المقبل..