رامز جلال vs طارق الشناوي.. من الرابح الأكبر؟

رباب طلعت رامز جلال وطارق الشناوي

حلقة خاصة جدًا، قدمها رامز جلال اهتم بها منتقديه قبل متابعيه، وحرص على مشاهدتها الكثيرون، حتى وإن لم يكن من أجل رامز، لمعرفة ما سيجري في أول مرة يقع فيها ناقد فني في أحد برامج المقالب، وليس أي ناقد وليس أي برنامج بل طارق الشناوي في برنامج رامز جلال، بصيغة أدق “المُشكك في صدق تلك البرامج VS نجمها الأول في الوطن العربي”، فمن انتصر في النهاية؟

بعد سنوات من الانتقاد والتكذيب، والاتهامات بتلفيق مقالب رامز جلال، والتأكيد على أن الحلقات تكون باتفاق مسبق مع الجمهور، استطاع “جلال” في إحدى حلقات الأسبوع ما قبل الأخير من أحدث برامج المقالب التي يقدمها “رامز في الشلال”، على “mbc مصر”، أن يؤكد مصداقيته بإجراء المقلب في أبرز المشككين فيه طارق الشناوي، وقد انتصر لنفسه، ورد على كل ما قد سلف من تكذيب له، ولذلك شواهد عدة يمكن رصدها من خلال الحلقة، ولكن قبل ذلك يجب سرد جوانب من الصراع الكبير بين نجمي الحلقة والتي كان فيها “الشناوي” دائمًا صاحب الحجة الأقوى، فيما يلي، بالتركيز فقط على عام 2018:

قبل عام من المقلب

في عام 2018، نشر “الشناوي” عدة مقالات، تشير كلها إلى “فبركة” “رامز” لمقالبه، منها ما جاء في مقال نُشر في الشرق الأوسط بعنوان “لو كنت رامز جلال؟” لم يكتفِ بتأكيد الفبركة فيه، ولكن تسائل كيف يتحمل “جلال” كل تلك الإهانات الموجهة له من الفنانين ضحايا المقالب حيث جاء فيه:

“هل يعلم الضيف أنه سيشارك في مقلب؟ حتى لو لم يتفق معه من البداية، فإن هناك تفاصيل كثيرة تسبق التسجيل، مفروض أن الفنان الذي لديه خبرة في التصوير سيدركها، خاصة وأنه بمجرد حدوث شيء مريب أثناء التصوير أو حتى الإعداد، فإن هناك من سيتشكك أن المقصود هو مقلب لرامز، ولا تنسى أن الفنان أو لاعب الكرة لا يعيش في جزيرة منعزلة، وبعد أن يشرب المقلب سيقول لزملائه، ما الذي حدث في روسيا؟!”.

مضيفًا: “ورغم ذلك فإن اللعبة لا تزال مستمرة، ولم تفسد، لأن الجمهور صار طرفاً فيها فهو يشارك بتواطئه في استمرارها، أنت تدخل فيلم رعب وتندمج تماماً مع الشاشة رغم أنك موقن أنه مجرد فيلم، فإنك تصرخ مع أبطالك وهم يواجهون (الزومبي) مصاص الدماء وهو ما يحدث أيضاً في البرنامج”.

مردفًا: “اللعبة تتواصل عاماً بعد آخر، ونبرة الهجوم وكثافته تزداد مع كل صفارة تنطلق لتحجب لفظاً خارجاً تفوه به الفنان الذي استضافه رامز، بينما المونتاج لا يتدخل لحذف الاعتداءات الجسدية وأقلها ضراوة الركلات التي يتلقاها رامز بكل رضا وقناعة، ولا يرد سوى بابتسامة لعلها تهدئ من روع الضيف، رغم أن ما يحدث غالباً هو زيادة في معدلات وقوة الركلات”.

مختتمًا مقاله: “تخيل نفسك رامز ولديك هذا البرنامج الذي يحقق من خلاله نجاحاً أدبياً ومادياً غير مسبوق سنوياً، هل تقبل الاستمرار وتتحمل كل هذه الضربات المتلاحقة ناهيك بالشتائم، وتردد: «علقة تفوت ولا حد يموت»، أم ستقول أبداً ولا مال الدنيا وأصون كرامتي. مهلاً، لا تتعجل الإجابة. فكر وقلْ لي!”.

ولم يكتف بالنقد في الكتابة، فخلال لقائه في قناة “TeN”، مع الإعلامي عمرو عبد الحميد، في برنامجه “رأي عام”، قال إنه يدين نفسه والجمهور، لأنه كل عام رامز جلال يستضيف الفنانين ويسخر منهم، والناس تشاهد الحلقات التي تحقق نسب مشاهدة عالية، تمنح البرنامج أرباحًا كبيرة، واصفًا ضيوف الحلقات بأنهم إما “سُذج”، أو “متآمرين”، مؤكدًا أن الصفتين أسوأ من بعضهما، مؤكدًا أن الفنانين يعلمون جيدًا أنه مقلب ويتابعون التمثيل بأنهم خائفين.

أعطى مثالًا بالفنانة فيفي عبده قائلًا: “مرة يطلعلها أسد ومرة سحلية، مش عارفة إنه مقلب؟ مش للدرجادي يعني، وكمان في ناس تمثليها فج وتعبيرها عن الخوف مكشوف”، لافتًا إلى أن كل الأطراف متواطئة سواء الفنانين سواء المشاهدين.

انتقد الناقد الكبير، سخرية رامز من بعض الضيوف، مؤكدًا أنه من الممكن أن يسامحه على المقلب، ولكن الإنسانيات لا يستطيع أن يتغاضى عنها، وهو ما وقع فيه الشناوي في الحلقة، حيث كان فريسة لسخرية رامز من ضيوفه التي لا تنتهي، حيث وصفه في مقدمة الحلقة أن “طارق الشناوي مسئول مجموعة الأسانسيرات في شركات نجيب ساويرس”، وعندما أطلق طارق سفرات المباراة في البرنامج قال: “تحسه أن الحكم نور الدين إبراهيم وهو بيحكم مباراة قوية”، مضيفًا: “شكله عامل زي الطيار بتاع دليفري بيتزا هت”، متابعًا: “لابس كوتش في رجليه تحس أنه جايبه من شركة باتا مش كوتش عادي خالص”.

ماذا بعد الحلقة؟

لم تتغير نبرة “الشناوي” باتهام “جلال” بفبركة الحلقات، ولكنها أصبحت أقل حدة، حيث تراجع عن التأكيد بأن كلها مفبركة، مرجحًا أن بالطبع هناك البعض يعلم ذلك والبعض الآخر لا، حيث علق “الشناوي” على المقلب في برنامج “حروف الجر” مع الإعلامي يوسف الحسيني، على “نجوم إف إم”، قائلًا، إنه أكثر الناس الذين كانوا مقتنعين بأن ضيوف البرنامج يعلمون جيدًا بحقيقة المقلب، إلا أنه اتصل به صحفي يثق به جدًا، ومن بعدها اتصلت به شركة من الإمارات ليست متخصصة فقط في البرامج، بل لديهم مشاريع سياحية في مدينة بالي التي يتم تصوير البرنامج بها، وتأكد من أن الشركة حقيقية، فوافق على السفر والمشاركة في البرنامج.

أكد أنه توقع في بداية الحلقة أنه “مقلب” وتوقع أنه قرد، لأن هذه المدينة تقدس القرود، فحضر نفسه على عدم الخوف من مشاهدة القرد، لأن ذلك بالطبع هو المقلب، ولكنه تفاجئ أن المقلب شلال، وهو لا يجيد السباحة، فأصابه القلق، ولكن لديه ثبات انفعالي، جعله لا يسب أو يخطئ بالكلام لأن ذلك ما يريده أصحاب البرنامج.

كما نشر في المصري اليوم مقالًا بعنوان “مقلب رامز” قال فيه: “أيقنت وأنا تحت الماء أنه مقلب مدبر وبه أيضا قدر من القسوة ولكنى تعاملت بهدوء، لم أعتبر أنه صراع شخصى مع رامز، هو حاك خطة بقدر من الدهاء، بدا الخيط من خلال صديقى الصحفى الشاب الذي أثق فيه”.

أضاف: “فى لحظات بعد أن تأكد كل شىء كان من الممكن أن ألغى الحلقة وأحصل أيضا على تعويض مجز، ولكنى وجدت أننى لست أمينًا مع نفسى، فهو برنامج مقالب يقف على مشارف الرعب وأنا عشت التجربة”.

تابع: “برنامج رامز تجاوز عمره السنوات العشر ومهما بلغ من نجاح فهو فى طريقه لمرحلة التشبع، ربما فقط أمامه عامان قادمان، وبعدهما سيبحثون لا محالة عن فكرة أخرى، البرنامج كثيرا ما وصفته بالفبركة، وأنا قطعا شاهد إثبات على أن حلقتى ليس بها فبركة، لم يكن هناك أى اتفاق مسبق ولا حتى رسالة بطريقة غير مباشرة، إلا أن السؤال: هل كل الحلقات لا يتم فيها إعلام الضيوف مقدمًا بأنه مقلب، كان فريق العمل حريصًا معى على التكتم الشديد، ولكن بعض الحلقات أشعر أن الضيف يمثل أنه مرعوب وتخرج من فمه الشتائم ويعلو صوت (التيت)، بينما أنا ولا (تيت) واحدة؟”.

من الرابح الأكبر؟

بالرغم من أن رامز خلال السنوات الماضية، التزم الصمت التام، ولم يعلق على اتهامات الفبركة الموجهة له، إلا أنه قرر هذا العام، برد عملي، كان الشاهد عليه هو صاحب أكبر كم من الاتهامات له، باستضافة الشناوي وكن له نصيب الأسد من الأرباح التي يمكن سردها فيما يلي:

(1)

قبل إذاعة الحلقة تم الإعلان عن أن ضيفها هو طارق الشناوي، في مفاجأة للجمهور الذي لم يتوقع قط أن يشارك الناقد الذي لطالما اتهم رامز وضيوفه بالتلفيق في مثل هذا المقلب، بل وموافقته على إذاعة الحلقة، حيث كان بيده أن يرفض، ويطالب بتعويض كبير أيضًا، ما دفع الكثيرون لمشاهدة الحلقة لمعرفة ما سيجري فيها، أي أن “الشناوي” كان وسيلة لجذب شريحة جديدة من الجمهور للمشاهدة حتى وإن كان من باب “الفضول”.

(2)

الذهول الذي أصاب المشاهدين بالإعلان عن ضيف الحلقة، زاد بعد مشاهدة ما جرى مع “الشناوي” الذي لعب القدر معه لعبته، ولأول يقع حادث عارض للضيف، وينقلب القارب، ما أعاق استكمال الحلقة، والاكتفاء بما جرى بعد نجاة الناقد من الموت، غرقًا خاصة أنه لا يجيد السباحة، ما رسم علامات من الذهول والفزع على وجهه، لم يداريه الهدوء والثبات الانفعالي للناقد، حيث لم يكن يستطع التقاط أنفاسه من التعب أيضًا.

(3)

حصل رامز على شهادة “العمر” كما يمكن وصفها، من “الشناوي” حيث أكد عليه بأن يعترف أمام الكاميرا للجمهور، بأن الحلقة ليست مفبركة، وأنه وقع ضحية مقلب لا يدري عنه شيء، ما يعني انتصار محقق لرامز، انتظره سنوات طويلة، بعد مقالات وتصريحات للناقد تفيد بتأكده من فبركة تلك المقالب.

نرشح  لك: دراما رمضان 2019.. كلمة السر أحمد زكي

رامز جلال وطارق الشناوي رامز جلال وطارق الشناوي رامز جلال وطارق الشناوي