عمرو سمير عاطف: نادرًا ما أشاهد دراما مصرية.. و”مكي” أنهى صداقتنا ليكون نجمًا

عمرو سمير عاطف عن الدراما وأحمد مكي

  •  هاجس السفر خارج البلاد لا يزال يطاردني حتى الآن، لأن أوضاع المهنة غير مستقرة

  •  أحمد مكي أنهى صداقتنا ليكون نجمًا، ورفضت رفع قضية ضده.

  • شعرت بإحباط شديد بعد نجاح كرتون “بكار”.

  • شريف عرفة ليس لديه خطط طويلة المدى، وكنت شديد القسوة في التعليق على أعماله.

  • لا أشاهد الدراما المصرية إلا نادرًا.

  • خيال الكاتب في مصر محكوم بالمحاذير الرقابية وهواجس بعض القطاعات في المجتمع.

  • لا يستطيع سيناريست محترف أن يفتح بيتًا من الكتابة للسينما، لذلك أنا مبسوط ومرتاح في الدراما التلفزيونية.

  • ليس لدي أي موانع للتعامل مع أي جهة أو مع أي شخص، طالما أكتب ما أريده.

حوار/ محمود مجدي

السيناريو هو العمود الفقري للعمل الفني، والسيناريست يلعب دورًا أساسيًا في صناعة الفيلم أو المسلسل، هو رب العمل الفني الحقيقي حتى لو لم تسلط عليه الأضواء بالشكل الكافي. واعترافًا منّا بقيمة ومكانة السيناريو قررنا فتح هذا الملف ومحاورة أهم رموز ورواد كتابة السيناريو في مصر، والحديث معهم عن أهم أعمالهم، والصعاب التي واجهوها في مشوارهم، وتفاصيل صناعتهم للعمل الفني، ومناقشتهم كذلك في العديد من القضايا الفنية التي تدور على الساحة حاليًا، ونستضيف اليوم السيناريست عمرو سمير عاطف.

في البداية، حدثنا عن فترة عملك في الإعداد التلفزيوني؟

بعد تخرجي من كلية الأداب، كنت بحاجة إلى عمل ثابت ومضمون، وفي نفس الوقت قريب من هوايتي الأساسية وهي كتابة السيناريو، فلم أجد أفضل من العمل في التلفزيون المصري في ذلك الوقت، وأشهر البرامج التي عملت فيها في تلك الفترة، كان برنامج “حق الجماهير”، وقدمنا حلقات مميزة للغاية منها حلقة الفنان أحمد زكي، وحلقة الكاتب الكبير أسامة أنور عكاشة، وكان عملي في هذا البرنامج يرتكز على الإتيان بالمعلومات عن الضيف، فكنت أذهب إلى أرشيف جريدة “أخبار اليوم” يوميًا لأطلع على عشرات الأحاديث الصحفية للضيوف، واستخراج أهم المعلومات عن الضيف وتقديمها إلى رئيس التحرير. لكن في النهاية دعني أقول لك، أن فترة عملي كمعد برامج لم تضف لي أي شيء سواء على المستوى العملي أو الشخصي، وأنا كذلك لم أضف لها أي شيء، فقد كنت “معدًا فاشلًا جداً” بمعنى أن أهم صفة يجب أن تكون موجودة لدى معد البرامج هي علاقاته الشخصية بالمصادر، وأنا لم أستطع أن أكتسب هذه المهارة وقتها حيث كانت توجد صعوبة شديدة للوصول للضيف عكس الآن، كما أن فترة عملي كمعد عطلت خطواتي ككاتب سيناريو يريد لأعماله أن تظهر للنور في أسرع وقت.

إذا انتقلنا لعملك الرائع”بكار”، حدثنا عن كواليس هذا المسلسل؟

فكرة بكار جاءت بعد طلب سهير الأتربي رئيسة التليفزيون في ذلك الوقت من الدكتورة منى أبو النصر، عمل فيلم عن طفل من الجنوب، وعندما عرضت هذه الفكرة عليّ، عدت إلى منزلي، فكرت في طفل صغير وأسميته بكار، وأسكنته في النوبة، وجعلته يذهب لمدرسته ويعود منها بالمركب.

عندما حقق الفيلم نجاحًا قويًا، وحصل على الكثير من الجوائز، طلبت سهير الأتربي منّا تحويل الفكرة إلى مسلسل، بنفس الشخصيات ونفس الأجواء، ففكرت ثم كتبت الحلقات، وأول جزء كان 12 حلقة.

بعد نجاح “بكار” هل شعرت بالخوف من عدم قدرتك على تقديم أعمال تحقق نفس النجاح؟

بالتأكيد، في سنة من السنوات، حصلت على ثلاث جوائز من مهرجان القاهرة للإذاعة والتلفزيون، فزت بالجائزة الذهبية والفضية والبرونزية عن أعمال كتبتها للأطفال أشهرها بكار بالتأكيد، لك أن تتخيل أنني لم أفرح بهذه الجوائز إطلاقاً بل على العكس أصيبت بإحباط شديد، وأخذت أسأل نفسي ماذا سأقدم بعد ذلك؟، شعرت وقتها أنني وصلت لأخر مرحلة من مراحل الكتابة للطفل، ولم أعرف وقتها ماذا سأقدم بعد هذه المرحلة “وقعدت سنة مكتبش حاجة تقريباً”، حتى جاءت فترة كتابتي لأعمال السيت كوم، وأخرجتني من حالة الإحباط التي أصيبت بها بعد نجاح بكار.

إذا انتقلنا لمحطة أخرى وهي برنامج “عالم سمسم”، كيف جاءت فكرة هذا البرنامج ؟

الدكتور منى أبو النصر رشحتني للانضمام للبرنامج، فوجدت أن هناك من اشترى حق تقديم النسخة المصرية من البرنامج الأمريكي، تحت إشراف الورشة الأمريكية، والبرنامج في الأساس كان جزءًا من المعونة الأمريكية المقدمة لمصر في تلك الفترة، وجلسنا مع صناع العمل الأصلي في أمريكا لنعلم منهم ماذا يريدون وكيف استطاعوا كتابة تفاصيل هذا العمل، حيث وجدنا أن الشخصيات الثلاثة الأساسية موجودة بالفعل ” فلفل وخوخة ونمنم” ومن خلال تلك الشخصيات بدأنا ننسج أفكار ومواقف، وكل فكرة يجب أن يكون لها هدف تعليمي، وبعد وقت اختاروني أنا وتامر حبيب لكي نكون الكتّاب الأساسيين الذي يعتمد عليهم بشكل رئيسي لكتابة الحلقات، وبعدها انضم إلينا العديد من الكتاب مثل وائل حمدي ومحمد إسماعيل أمين وغيرهم الكثير، وهناك معلومة أريد الإشارة إليها أنني أثناء كتابتي لـ”عالم سمسم” كنت أكتب بكار في نفس الوقت، وهو ما كان يسبب لي متاعب كثيرة في الشركة المنفذة لبرنامج “عالم سمسم”، حيث كنت أكتب المسلسل الرئيسي المنافس لـ”عالم سمسم”، ولم أستطع أن أتخلى عن أي منهما حيث كان دخلي الشهري يعتمد بشكل أساسي على كتابتي لـ”بكار” و”عالم سمسم”.

كيف جاءت فكرة مسلسل “تامر وشوقية”؟

فكرة مسلسل تامر وشوقية، جاءت عن طريق المنتج عمرو قورة، حيث اقترح كتابة مسلسل عن رجل وامرأة يعيشان داخل لوكيشن واحد، فأخذت في التفكير في أكثر من إطار لهذه الفكرة “حرامي يتزوج فتاة عائلتها كلها ظباط، مجرمة تتزوج ظابط، فقيرة متزوجة غني”، حتى وجدت أن أفضل نموذج هو أن تكون الفتاة من بيئة شعبية جداً تتزوج شاب من بيئة راقية ومرفهة جداً، كي يكون هناك تناقض ينتج عنه كوميديا، وأثناء كتابتي للحلقات اكتشفت أنني أكتب شئ يتطلب رد فعل جسماني من الجمهور، بمعنى أنه يجب عندما يقرأ أو يشاهد الجمهور الحلقة أن يضحك، يكون هناك رد فعل فيسيولوجي، وعندما كتبت أول حلقة وقرأتها على مجموعة من الأصدقاء فوجئت أنهم لم يضحكوا على الإطلاق، فحزنت قليلاً، لكنني لم استسلم وأخذت في البحث عن حلقات لمسلسلات سيت كوم أمريكية، وطلبت من صديق لي يمتلك باقة الشو تايم بأن يسجل لي مسلسلات السيت كوم الأجنبية على شرائط فيديو، وسجلها بالفعل، وأخذت أشاهد وأذاكر الحلقات، وأعدت كتابة الحلقة الأولى مرة أخرى وقرأتها على أصدقائي، وضحكوا بشدة هذه المرة، فأدركت أنني كتبت مسلسلًا سيحقق نجاحًا كبيرًا.

لماذا استمر تسويق مسلسل “تامر وشوقية” لأكثر من خمس سنوات؟

عندما انتهيت من كتابة ست حلقات وعرضتهم على المنتج عمرو قورة، فوجئت بأنه صرف نظر عن إنتاج المسلسل، فأخذت رحلة طويلة في تسويقه ذهبت خلالها إلى أهم منتجين ومخرجين وكتّاب مصر، و”بدأ يسمّع في الوسط عن كاتب مميز اسمه عمرو سمير عاطف ومسلسل سيت كوم مصري اسمه تامر شوقية”، والطريف أن أغلب المنتجين الذين قرأوا العمل، كانوا سعداء بالمسلسل جداً لكنهم كانوا متفقين على أنه مغامرة إنتاجية لا يستطيعون تنفيذها في ذلك الوقت، وخلال هذه الفترة تعرفت على الممثل والمخرج أحمد مكي، ونشأت بيننا صداقة عميقة، وكنا نستعد لتنفيذ فيلم من إخراجه وإنتاج المخرج شريف عرفة وكان سيقوم ببطولته الزعيم عادل إمام وكانت فكرة العمل تدور عن “عصابة تسرق بنك ”، وانتهزت فرصة عملي مع “شريف” في ذلك الوقت وعرضت عليه حلقات مسلسل “تامر وشوقية”، وبعدما انتهى من قراءة الحلقات قال لي نصًا: “ده أحسن نص كوميدي قريته في حياتي”، لكن لم ينفذ المشروع لأننا كنا مشغولين في تحضيرات فيلم عادل إمام، وبعد فترة من التحضيرات توقف الفيلم لأسباب لا أذكرها الآن، فعرضت على “شريف” تنفيذ “تامر وشوقية” ووافق على تنفيذه كمنتج، وأخرج بالفعل أحمد مكي أول حلقتين وكان شكل الحلقتين تقليدي جداً، فقرر شريف عرفة أن يخرج المسلسل بنفسه، وأن يلعب “مكي” دور هيثم دبور، وفي أول يوم تواجد فيه “عرفة” داخل اللوكيشين، جلست بجواره أشاهد المشاهد، أيقنت أن هذا هو شكل المسلسل الذي كنت أحلم به وخضت رحلة طويلة لتنفيذه، وكان هذا اليوم من أسعد أيام حياتي.

آلا ترى أن فكرة فيلمك الذي كان سيقوم ببطولته عادل إمام وينتجه شريف عرفة هي نفس فكرة مسلسل “فرقة ناجي عطا الله”؟

من الممكن أن تكون فكرة أن عادل إمام زعيم عصابة تسرق بنكقد راقت له فعرضها على يوسف معاطي، لكنني بعد كل هذه السنوات أستطيع أن أقول لك أنني كنت لن أستطيع كتابة هذه الفكرة كما كتبها يوسف معاطي، وأنا لا أجزم بسرقتها، من الممكن أن يكون حدث تشابه أفكار بين فكرة ناجي عطا الله وفكرة فيلمي، في جميع الأحوال أنا لدي مبدأ هام في حياتي، هو أنني أعمل طوال الوقت، لا أقف كثيراً عند فكرة سرقت أو عمل لم ينفذ، أتذكر أثناء تسويقي لمسلسل “تامر وشوقية”، أن قال لي أحد الأصدقاء أن فكرة المسلسل من الممكن أن تسرق منك، فكنت أقول له “هتتسرق ليه؟! فأنا أصلح وأرخص شخص لكتابتها بالنسبة لأي منتج، فهذا ما أتحدث فيه أنني لا أتوقف كثيرا عند عمل معين أو فترة معينة، المهم دائماً أن أكتب وأواصل ولا يتوقف إنتاجي أبدًا.

 

هل شعرت أثناء مرحلة تسويق “تامر وشوقية” وتأخر تحققك ككاتب سيناريو بأي لحظات من اليأس والرغبة في السفر خارج البلد؟

بالتأكيد، وهاجس السفر خارج البلاد لا يزال يطاردني حتى الآن، فنحن نعمل في ظروف غير مستقرة، والمهنة تعيش مرحلة من عدم الاستقرار، وحتى لو عادت لظروفها الطبيعية، أنت لا تعلم مصيرك غدًا سيكون ماذا؟ هل ستستمر أم ستتوقف لأي سبب من الأسباب، لذلك فكرة السفر خارج البلاد مطروحة لدي طوال الوقت.

حدثنا عن علاقتك بالفنان أحمد مكي؟

عندما تعرف أحمد مكي عن قرب، تشعر بأنه أعز صديق لك، لأنه يمتلك مجموعة من الصفات المميزة، فهو حكّاء بارع، يحكي لك حكايات عن نفسه وعن المحيطين به، بار بأهله جداً، “جدع وشهم للغاية”، لكن بعد فترة من علاقتك به تكتشف أنه لم يخصك بسر، بمعنى أنه يفعل ذلك مع كل الناس، وهذا ليس فيه أي مشكلة على الإطلاق، لكن المشكلة تكمن في توهمه أنه هو الذي يفعل كل شيء، هو سبب كل النجاح، وهذا شيء لا يدعيه، هو يشعر بذلك في داخله بالفعل، وسبب خلافنا الرئيسي أنه أعتقد أنني عضو في فريق العمل الخاص به، بمعنى أنه إذا تعاقد مع منتج ما فيجب أن أعمل معه حتى لو لم يكن لدي الرغبة في العمل مع هذا المنتج، فحدث تعارض مصالح بيننا، واختلفنا في طريقة العمل ولم نكمل سويًا.

لكنك تحدثت أكثر من مرة عن سرقته لكاراكتر هيثم دبور الذي قدمه في “تامر وشوقية” وتقديمه في أعمال أخرى بدون موافقتك أو استئذانك على الأقل؟

حدث ذلك بالفعل، فأنا صانع شخصية هيثم دبور، وفوجئت به يقدمها في “مرجان أحمد مرجان” بدون استئذاني على الأقل، ولم أعلق وقتها. وفي أواخر عام 2007 كنا سنقدم فيلمًا من بطولته وتأليفي وإخراج شريف عرفة، وفوجئت به يتركنا فجأة بدون أي سبب ليقدم كاراكتر دبور مرة أخرى في فيلم من بطولته وتأليف كتاب آخرين، وعرض علي المنتج طارق نور أن أقوم برفع قضية على أحمد مكي، وتحدث شريف عرفة مع هشام سليمان منتج فيلم “دبور” كي يعوضنني ماديًا، لكنني قلت لهما أن أحمد مكي صديقي وأخي، وهو اختار أن ينهي هذه الصداقة ويكون نجمًا، وهذا ثمن ليس رخيصًا بالتأكيد.

ما الفرق بين ورشة عمرو سمير عاطف وورش الكتابة الأخرى؟

الورشة التي قمت بها، هي ورشة كتابة دراما “سيت كوم” ونظام العمل يقوم فيها بشكل أساسي على كتابة أعمال متصلة منفصلة، حيث لدينا فكرة أساسية مثل “تامر وشوقية” على سبيل المثال، وهناك قالب أساسي للأحداث في “تامر وشوقية” هي فتاة من طبقة معينة تزوجت رجل من طبقة مختلفة عنها، وداخل هذا الخط الأساسي ومن خلال الشخصيات الموجودة والتي قمت بكتابتها، انضم مجموعة كبيرة من الكتاب ليقدموا أفكارًا باستخدام تلك العناصر، فكل كاتب كان يقدم فكرة من خلال حلقة أو حلقتين، هذا النوع من الورش أنا أعرفه جيداً وتعلمته في برنامج “عالم سمسم”.

بالنسبة إلى ورشة مريم نعوم فأنا لا أعرف حقيقة كيف تعمل، وكيف استطاعت تكوين ورشة كتابة لمسلسل “موجة حارة” و”سقوط حر”، وكيفية استطاعت إدارة مجموعة من الكتّاب في مسلسل أحداثه متصلة وطويلة ومستمرة.

هل ورش الكتابة تعتبر بمثابة مراكز تدريب للكتاب المشاركين فيها؟

بالتأكيد.

إذا انتقلنا لأول أعمالك السينمائية “ولاد العم”، هل صحيح أنك لم تستطع كتابة المشاهد الأولى للعمل بسبب تأثرك بالكتابة الكوميدية في مسلسل تامر وشوقية؟

لا، الموضوع لم يكن كذلك، فعندما كتبت معالجة الفيلم لم تكن معالجة تفصيلة بقدر ما كانت معالجة عامة، فمثلاً منى زكي تكتشف أن زوجها إسرائيلي، كيف؟ لا يهم، “بتكتشف وخلاص” هذا كان موجود في المعالجة، وعندما أخذت في كتابة المشاهد الأولى للعمل كنت أشعر أنني أكتب شيئًا غير جيد، واستغرقت 8 شهور في كتابة المشاهد الأولى للفيلم حتى اتممتها وأرسلتها لشريف عرفة وأنا مدرك أنها لن تنال إعجابه، وبالفعل قال لي نصًا: “ايه اللي انت كاتبه ده، أنا أخرجه إزاي؟!، يمكن انت مبتعرفش تكتب غير كوميديا بقى”، وتأثرت بشدة من تعليقه، وعندما عدت إلى منزلي قلت لنفسي أنا أمامي خيارين “إما أبطل الشغلانة دي واشوفلي شغلانة تانية، يأما اكتب الفيلم ده كويس”، وقمت بكتابة كل أسماء الشخصيات الذين بدأوا معي وأصبحوا نجومًا وكتّاب لامعيين” أحمد حلمي، أحمد مكي، تامر حبيب” وغيرهم في ورقة ووضعتها أمامي على المكتب، وقمت بكتابة المشاهد الأولى للفيلم مرة أخرى، وقدمتها إلى شريف عرفة، وبعد فترة سألته عن رأيه، فقال لي مداعبًا: “انت اللي إيه رايك؟” ونالت إعجابه بالفعل، وخرج فيلم “ولاد العم” للنور.

لماذا لم يستمر تعاونك مع المخرج شريف عرفة؟

شريف عرفة ليس لديه خطة، فكان دائمًا ما يقول لي: “أنا مش عارف فيلمي اللي جاي هيبقى إيه”، ينتظر دائماً الفكرة الجديدة اللامعة البراقة، فعلى سبيل المثال، عندما قلت له فكرة فيلم “ولاد العم”، كان يتابع مونتاج حلقة من مسلسل “تامر وشوقية”، بمجرد ما قلت له الـ”لوج لاين” للفيلم، قام من مكانه، وجلس، وذهب وجاء، والحلقة “باظت” تماماً، بسبب انبهاره بالفكرة، فهذا هو شريف عرفة تجذبه الفكرة الجيدة والبراقة، وليس لديه خطة أو استراتيجية طويلة المدى، وهذا عكس طريقتي في العمل، فلم يستمر التعاون بيننا.

وهناك نقطة هامة أريد الحديث عنها وهي أنني شخص ارتكبت أخطاء كثيرة في حياتي، لكنني دائماً ما أتعلم من أخطائي، واتطور من خلال التجربة والخطأ وهذه طريقة بطيئة بالمناسبة، لكني ملتزم بها، ومن الأخطاء التي ارتكبتها على سبيل المثال خلال فترة عملي مع شريف عرفة، حيث كنت شديد القسوة في تعليقاتي على مجمل أعماله، يسألني عن رأيي في فيلم له، فأقول له “معجبنيش”، يسألني عن فيلم آخر، أنتقده بشدة، أصبحت شخصًا منفرًا ومزعجًا بشدة بالنسبة له، ولم يكن من المفترض أن أفعل ذلك، لكنني كما قلت لك، أتعلم دائماً عن طريق التجربة والخطأ.

اذا انتقلنا لمسلسل “رقم مجهول”، حدثنا عن تفاصيل هذا العمل؟

لذلك “رقم مجهول” كان فيلمًا في البداية من المفترض أن يقوم ببطولته كريم عبد العزيز ويخرجه شريف عرفة، وكنا سنقدمه قبل “ولاد العم”، حيث كنا في انتظار النجم أحمد السقا الذي كان مشغولًا في تصوير “إبراهيم الأبيض” في هذا الوقت، وكان من المفترض أن يقوم “السقا” بدور “دانيال” ضابط المخابرات الإسرائيلي، واعتذر “السقا” بعدها عن الدور، وخرج فيلم “ولاد العم” للنور بكريم عبد العزيز وشريف منير، وعندما عدت إلى معالجة “رقم مجهول” وجدت أنها تصلح كمسلسل وليس فيلمًا، وفي نفس الوقت قرأ نجم سينمائي كبير معالجة السيناريو وطلب تجسيدها كفيلم فرفضت، وعرضت المسلسل على أهم منتجين مصر، وعندما قرأوا حلقات المسلسل انبهروا به، لكنهم كانوا مندهشين من تنفيذه كمسلسل، فقد كان “ستايل” جديد ومختلف تماماً عن المسلسلات الموجودة في السوق وقتها، إلى أن قابلت المخرج أحمد نادر جلال، وعرضت عليه الحلقة الأولى ونال إعجابه بشدة، وبدأنا في تحضيره كمسلسل، وكان هناك 20 ترشيح لدور البطل، حتى استقر أحمد نادر جلال على يوسف الشريف، والطريف أن طوال مدة تنفيذ المسلسل لم يكن بيني وبين “يوسف” أي تواصل سوى في الاجتماعات العامة فقط، وأتذكر جيدًا أن في نفس الموسم الذي عرض فيه “رقم مجهول”، كانت هناك مسلسلات لأول مرة لعادل إمام وكريم عبد العزيز وأحمد السقا ومحمد هنيدي، ومحمد سعد، فكنت أقول لأحمد نادر جلال “بأننا لو فشلنا يبقى معانا حق، الناس سابتنا وراحت اتفرجت على عادل إمام وكريم عبد العزيز والسقا” لدرجة أنني تخيلت وأنا أكتب المسلسل، بأنه ستقوم حرب أهلية حيث كنا في فترة اضطراب سياسي وقتها، فقلت لنفسي بأنني يجب أن أكتب المسلسل بطريقة تجذب الناس بشدة، فإذا حدثت حرب أهلية، الناس من الممكن أن تأخذ نفسها من الحرب قليلاً وتشاهد “رقم مجهول”، وفي النهاية عرض المسلسل ونجح نجاح ساحق.

 

مسلسل “الصياد” يعتبر من أهم الاعمال التي قدمتها، ما تفسيرك لسبب نجاحه؟

هناك أعمال قدمتها وكنت متوقعًا نجاحها مع الجمهور مثل “رقم مجهول” و”ولاد العم”، وهناك أعمال قدمتها وكنت متوقع أنها ستكون أفشل أعمال في حياتي مثل “رجل وست ستات” و”بكار” و”الصياد”، والطريف واللافت والغريب أن الأعمال التي توقعت فشلها هي التي حققت نجاحاً كبيراً ونالت إعجاب الجمهور.

لماذا توقعت فشل “الصياد” قبل عرضه؟

هناك أشياء كثيرة كنت غير راضٍ عنها في هذا العمل، وكنت أقول لنفسي “يارب الناس متاخدش بالها من المسلسل وأنا أصلاً مش هشتغل بعده تاني”، لكني فوجئت بنجاحه الساحق والمدوي بالتأكيد.

يعتقد البعض بأنك تقدم أعمالًا أمريكانية الهوى وليست مصرية أصيلة، ما ردك على هذا الأمر؟

أنا أنتمي لثقافتين، هما الأدب الروسي والدراما الأمريكية، وأعترف أنني متأثر بشدة بالدراما والسينما الأمريكية، وعندما أكتب عملًا أتخيل أنني أنافسهم بالفعل، فمثلاً لو قررت أن أقدم مسلسلًا تدور أحداثه في مكتب محاماة، يجب أن أشاهد مسلسل suits ومسلسل the good fight، وأشعر أنني أقدم هذا المسلسل في السوق الأمريكي، فيجب أن يكون مختلفًا وجيد الصنع وعلى نفس درجة جودة المسلسلات الأمريكية.

معنى كلامك، أنك لا تشاهد الدراما المصرية على الإطلاق؟

بالطبع، لأنه يوجد عيوب ومشاكل “بتقفلني” من استكمال مشاهدة بعض المسلسلات المصرية، فعلى سبيل المثال يوجد بعض الممثلين يقومون بأدوار البطولة ولا يصلحوا للتمثيل إطلاقاً “فهتفرج على إيه؟!، حتى أعمالي لا أشاهدها بالمناسبة.

كيف تتعامل مع اتهامات الاقتباس التي يتهمك بها البعض؟

أنا كنت أندهش بشدة عندما كانت تواجهني اتهامات باقتباس مشاهد من مسلسلthe” mentalist”، في مسلسل “الصياد”، وأنا لم أشاهد المسلسل أساساً قبل أو أثناء كتابة “الصياد”، وعندما شاهدته بعد عرض المسلسل لم يعجبني، وفي نفس الوقت أعترف أنني تأثرت بمسلسل ” Dexter”، لكني لم أخذ منه خطوطًا درامية، ولكن كنت أريد أن أصنع مسلسلًا على نفس جودة “Dexter”، فقدمت “الصياد”.

هل تعتقد أن الاتهامات بالاقتباس من أعمال أجنبية ناتجة عن ضعف ثقة في أنفسنا وأننا لا نتخيل أننا نستطيع أن نقدم أعمالاً أفضل من الغرب؟

المشكلة الأكبر أن بعض الناس عندنا غير مدركين معنى السرقة، وغير واعيين أن أي إنجاز بشري يجب أن يعقبه مرحلة من التراكم، بمعنى أنني أعمل من حيث انتهى الأخرون، ولا يوجد شيء يخلق من العدم، والمشكلة أيضاً أننا غير واثقين بأننا نستطيع أن نقدم أعمالًا شريرة ناجحة في حياتنا العادية، فإلى الآن البعض يعتقد أن تفجير البرجين مؤامرة أمريكية، على الرغم من اعتراف “بن لادن” نفسه بأنه هو الذي فجر البرجين، فإلى هذه الدرجة نحن غير واثقين في أنفسنا، وتسيطر نظرية المؤامرة على عقولنا بشكل واضح وفاضح.

ما الفارق بين يوسف الشريف وطارق لطفي؟

يوسف الشريف من أذكي الفنانين الذي تعاملت معهم في حياتي، ويتسم بميزة هامة للغاية، فهو يعرف ماذا يريد جمهوره منه، ولديه خطة لسنوات قادمة، بمعنى أنه يحدد أن هذا العام سيقدم مسلسل إثارة، بعد عامين سيقدم مسلسل رعب، بعد ثلاث أعوام سيقدم مسلسلًا تاريخيًا، وهذه الخطة مجهزة من خمس سنوات، فأنا لو لم أعمل مع “يوسف” لما كنت قدمت رعب من الأساس، فأتا لا تستهويني هذه النوعية من الأعمال.ا أما طارق لطفي فممثل قدير وقوي للغاية، ونموذج مختلف تماماً عن يوسف الشريف.

فيلم “بني آدم”، لم يحقق النجاح المنتظر، في تقديرك، ما أهم أسباب إخفاق هذه التجربة؟

السبب الأساسي في فشل فيلم “بني آدم”، أن فريق العمل بكامله اعتمد على بعضه، بمعنى أنني أكتب نسخة سيناريو، وأرسلها لفريق العمل، فلا أحد يرد لي، فأقول لنفسي أنه بالتأكيد عجبهم، أحمد نادر جلال أرسل له السيناريو فيقول بأنه بالتأكيد سيكون جيدًا لأن “عمرو” هو الذي كتبه، “يوسف” لا أحد يعلق على أدائه، وهكذا كله اعتمد على بعضه حتى فشل الفيلم تجارياً، وعندما دخلت الفيلم في السينما وشاهدته، قلت لنفسي “احنا عملنا الفيلم ده ليه؟!” وهناك مشكلة كذلك أن السيناريست في السينما غير مسيطر على عمله بشكل كافي، عكس التلفزيون، المؤلف مسيطر فيه بشكل جيد، فكنت أتعامل في السينما بلا مبالاة قليلاً لكنني اكتشفت أن هذا خطأ كبير، لأن السينما تحت الأضواء بشكل أكبر بكثير من الدراما، والخطأ فيها لا يغتفر.

هناك بعض الآراء تحدثت على أن خلطة عمرو سمير عاطف مع يوسف الشريف، أصبحت معروفة الملامح ومكررة، ما ردك على هذا الأمر؟

بالتأكيد أدرك هذا الأمر، ولن أقدم مسلسلات تحتوي على “تويستات” مرة أخرى.

 

أشعر دائماً بأنك مهموم بالفلسفة وقضايا مثل الخير والشر وهل الإنسان مخير أم مسير حتى في أعمالك الترفيهية تحرص دائماً على وجود فلسفة وراء العمل حتى لو بشكل بسيط، هل تحليلي صحيح؟

بالتأكيد، وجود الفلسفة مهم جداً بالنسبة للكاتب، فأنا أرى أن فلسفة نجيب محفوظ الموجودة في مجمل أعماله، ليست عميقة أو معقدة لكن موجودة وهذا هو المهم، ولو تحدثت عن نفسي فأنا مهموم دائماً بأفكار مثل الغواية، والصح والخطأ، والاختيار والحرية، وأحاول أن تتضمن أعمالي هذه الأفكار دائمًا.

“الزميل محمود مجدي والسيناريست عمرو سمير عاطف”

كيف حدثت النقلة من كتابة عمرو سمير عاطف لست دقائق في اليوم إلى ست ساعات في اليوم الواحد؟

بعد عرض مسلسل “رقم مجهول”، كنت “خالي شغل”، فبدأت أفكر كيف بعد نجاح المسلسل، لا يعرض علي شغل؟!، فجلست مع نفسي وأخذت أتأمل طريقى عملي، فاكتشفت أن معدل عملي في اليوم هو ست دقائق فقط، ومن يومها وأنا أحسب عدد ساعات عملي في اليوم “بالستوب ووتش” حتى وصلت لست ساعات كتابة في اليوم الواحد.

هل تحاول بعد كل هذا النجاح الذي حققته أن تطور من نفسك ومن أدواتك وأن تكون قريبًا من روح العصر الذي نعيشه الآن؟

بالتأكيد، أنا أعمل على تطوير نفسي يومياً، أقرأ باستمرار، أشاهد أهم الأفلام الأمريكية، أتابع كوميكسات الصفحات الكوميدية، وأبرز “التريندات” الموجودة طوال الأسبوع على تويتر، وكيف يفكر ويهزر الشباب الآن، فأنا أهتم دائماً بأن أكون قريبًا من روح العصر الذي أعيشه.

هل يجب على الكاتب أن يكون ترزياً؟

إذا تأملنا تاريخ شكسيبر، سنجد أن أيام مسرحياته كان ممنوعًا على السيدات أن تمثل، فكان أمام شكسيبر حلين، أما أن يجسد رجل دور سيدة، أو كتابة شخصية السيدة بطريقة تظهر مدى قسوتها وخشونتها، وكانوا يلجأوا عادة للحل الثاني كما حدث في مسرحية ماكبث، ألا يعد ما فعله شكسيبر تفصيلًا؟ بالتأكيد، هل هو سيء ويضر بالدراما؟، بالتأكيد لا، في النهاية “أنت عملت إيه؟ ونتيجته إيه” هذا مغزى أي شيء في الحياة سواء كان عملًا دراميًا أو غيره.

هل انتشار أفكار النجوم حالياً من الممكن أن يقضي على هوية المؤلف الفرد مستقبلاً ؟

جلست مع يوسف الشريف ذات مرة، وقلت له، لماذا تكتب على الأفيش فكرة يوسف الشريف، وناقشته في هذا الأمر، وعندما عدت إلى منزلي وفكرت في الموضوع مرة أخرى وجدت أن معه حق، فهذه فكرته ومن حقه أن يكتب أنها فكرته، وأنا لا أرى في مسألة أفكار النجوم أي مشكلة، على العكس، هذا يدفع الكتاب لإحضار أفكار جديدة وبراقة لأنه يوجد من ينافسهم الآن.

من هو رب العمل السيناريست أم المخرج؟

للأسف نحن نؤمن دائماً بأن المخرج هو رب العمل، وهذا ليس صحيحاً، فلا أحد يؤمن بذلك في العالم خصوصاً في الدراما، فكرة أن الكاتب يكتب ويعطي ورقه ومجهوده للمخرج، وبعدها لا يكون مشاركاً في اختيار الممثلين، أو متابعة طريقة تنفيذ عمله، هذه طريقة خاطئة وستعيدنا سنوات للوراء، في مسلسلات نيتفلكس المؤلف له سلطة كاملة ومباشرة على العمل، لذلك يقدمون مسلسلات رائعة، أما عندنا الأمور تسير بطريقة خاطئة للأسف، “يعني انتا بتديني فلوس ومش عايزني أقول رأيي، يبقى أنت أكيد بتعمل حاجة غلط”.

نرشح لك: عباس أبو الحسن: الصحافة أضعفت “إبراهيم الأبيض”.. وتحوّلت لـ”ناشط” بسبب الثورات

هل من الممكن أن تتدخل بالرأي والنصيحة لاختيار ممثلين أعمالك القادمة؟

أنا قررت أن أفعل ذلك بداية من عملي القادم، ولو المخرج نصحني بالصمت، لن أكمل العمل معه، ولن أقول رأيي في اختيارات الممثلين فقط، سأقول رأيي في كل عناصر العمل.

هل قبل قرارك بأن “تقول رأيك وتشارك في إختيار بقية عناصر العمل” كنت تكتفي بالكتابة فقط ولا تشارك في اختيارات الممثلين أو مدير التصوير أو مهندس الديكور؟

بالطبع، كنت لا أحضر التصوير من الأساس، المسلسل الوحيد الذي حضرت تصويره كان “تامر وشوقية”، ولك أن تتخيل أن مخرج بحجم شريف عرفة بكل هذا التاريخ الذي صنعه “ديموقراطي في اللوكيشن ازاي”، أتذكر أنني كان لي ملاحظة أثناء تصوير تامر وشوقية في ديكور أحد المشاهد، قلتها له، واقتنع، ونفذ ملاحظتي على الفور، فهذا هو الفارق بين شريف عرفة وبين أي مخرج آخر، فالمخرج الحقيقي من وجهة نظري ليس ديكتاتوراً أبداً.

هل تتوقع أن نشهد عصر يكون فيه السيناريست هو رب العمل؟

هذا سيحدث في حالة واحدة فقط لو دخلت شركات إنتاج عالمية السوق المصري، بالتأكيد ستجبرنا على طريقة عمل مختلفة تماماً عن الطريقة التي نعمل بها الآن.

هل تتفق معي أن السيناريست حالياً تأثيره ضعيف داخل العملية الفنية؟

بالتأكيد، السيناريست “مش واخد حقه” كما يجب، سأروي لك شيئاً، بعد نزول أفيش مسلسلي على السوشيال ميديا، وجدت أن اسم المخرج على الأفيش أعلى من اسمي، واسم النجم أعلى من اسمي، واسمي على الأفيش حجمه صغير للغاية، فسألت المخرج “كيف تفعل ذلك؟!”، فاستجاب لي فوراً وأعاد اسمي لوضعه الصحيح على الأفيش، وحدث لي موقف آخر، أنني كنت في اجتماع لتحضير مسلسل جديد، ومن المفترض أن يخرجه مخرج شاب، فاكتشفت أنه لا يعرفني، يعرف اسمي بالطبع لكن لا يعرف شكلي، فهذه المواقف تكشف لك بالتأكيد عن الوضع الحالي لكتّاب السيناريو في مصر.

هل من المفترض على كتاب السيناريو أن يشاركوا في الإنتاج، أو يهتموا بالجانب الإنتاجي، حتى يزيدوا من قوتهم وتأثيرهم داخل السوق؟

لا، الموضوع هو الأساس، فأسامة أنور عكاشة، قوته ليست في موهبته فقط، قوته جاءت من الموضوعات التي يكتبها، أي أنها موضوعات تظهر نجومية الكاتب، وفعل ذلك محمد أمين راضي في مسلسل السبع وصايا على سبيل المثال، في النهاية، الاهتمام بالمضمون وبموضوعات معينة تعتمد على شخصيات كثيرة وعوالم مختلفة وجديدة وساحرة، من الممكن أن يزيد قوة وتأثير ونجومية كتاب السيناريو في مصر.

هل خيال الكاتب في مصر محكوم بالسقف الإنتاجي؟

خيال الكاتب في مصر محكوم بالمحاذير الرقابية، وهواجس بعض القطاعات في المجتمع، ووصلنا لمرحلة مزرية في واقع الأمر.

الـgames حالياً تتطور كثيراً من الناحية الدرامية، وبعض النقاد يتوقعون أنها ستنافس الأعمال الدرامية بقوة قريباً، هل تتوقع هذا الأمر؟

بالطبع، الألعاب تتطور جداً على المستوى الدرامي، وأصبحت تقدم قصصًا معقدة كذلك، لكن أنا لست مع فكرة أن هناك وسيط يلغي وسيط، فعندما اخترعوا الأسانسير، هناك ناس كثيرون توقعوا إلغاء “السلالم” نتيجة وجود وسيط آخر أسرع وأسهل وهو الأسانسير، لكن الذي حدث أن الأسانسير موجود والسلم موجود كذلك، فهذا ما أتحدث فيه أن كل وسيط له جمهوره، وتنوع وتعدد الوسائط المختلفة مفيد جداً للجمهور في جميع الأحوال.

ما رأيك في حالة التعالي الموجودة عند الأجيال الجديدة ضد الأعمال المصرية وتفاخر بعضهم بعدم مشاهدة الأفلام والمسلسلات المصرية؟

أنا لا أشاهد أعمال مصرية مثلهم بالمناسبة، ومعنا حق، لأن هناك بعض الأعمال غير متقنة الصنع، فأنا على سبيل المثال قررت أن أشاهد مسلسلًا قمت بكتابته، بعد نهاية الحلقة الثانية توقفت عن مشاهدته لكثرة الأخطاء التي شاهدتها، فهناك بعض الأعمال المصرية حالياً في 2018 ووسط كل هذا التطور الذي تشهده الدراما على مستوى العالم “مايك الممثل يظهر في الكادر” وممثلين لا يجيدون التمثيل، وإيقاع الأحداث منخفض ورتيب، فبالتأكيد كل هذه العيوب لن تدفعني لمتابعة الأعمال المصرية، فعلى الرغم من التطور الكبير الذي شهدته الدراما المصرية في السنوات الأخيرة ما زال هناك عيوب قاتلة تدفع المشاهد لمتابعة أعمال أكثر إتقاناً وجودة مثل الأعمال الأجنبية.

كان لديك رأي مختلف في موضوع الحلقة التفاعلية لمسلسل black mirror نود أن نعرفه؟

هذه الحلقة ليست جديدة إطلاقاً كما روج لها، فهذا الأمر موجود منذ فترة طويلة في الـ multimedia، وهناك بعض المسارات التي تجبرك على السير فيها، وهذا خطأ، حيث من المفترض أن تختار أنت، لا يحدد لك أحد المسار الذي تختاره، فأنا لم أنبهر بها على الإطلاق، لكنها خطوة جيدة ومقدمة لخطوات أكثر إبهاراً وجودة بكل تأكيد.

ما أهم المسلسلات الأمريكية التي تأثرت بها؟

The sopranos ، Dexter، lost، braking bad، friends .

هل تعتقد أن الصراع ما بين الدراما المصرية والدراما الأمريكية، صراع وجودي، بمعنى أننا يجب أن نعمل كثيراً على المحتوى الدرامي كي نستطيع نقدم محتوى يشاهده الجمهور المصري كما يشاهد المسلسلات الأمريكية؟

دعني أوضح لك شيئاً، غالبية الشعب المصري تحب الأفلام والمسلسلات المصرية، تعشق “الخلطة المصرية” في كل شيء وليس في الفن فقط، فلو قارنت إقبال الناس على المطاعم الأجنبية، وإقبالهم على مطاعم الفول والطعمية ومحلات الكشري، ستجد أن المطاعم ومحلات الأكل المصرية تفوز باكتساح، ونفس الأمر يتكرر في الأفلام والمسلسلات، فالمشاهد المصري يقبل على مشاهدة الأعمال المصرية أكثر من مشاهدته للأعمال الأجنبية، “بكار” في سنة من السنوات شاهده 45 مليون مشاهد مصري، كما أن نجاح محمد رمضان القوي مع الجمهور المصري أكبر مثال على الذي أقوله.

هل تعتقد أن جيل عمرو سمير عاطف ومريم نعوم ووائل حمدي وعبد الرحيم كمال، هو الجيل الذهبي للدراما؟

نحن لدينا مشكلة كبيرة في فكرة الحنين للزمن

الجميل، وزمن الدراما الأعظم، لا نستطيع أن نفهم أن هناك تجارب اكتملت تماماً وبالتالي الحكم عليها أصبح متاحًا ويسيرًا، لكن هناك تجارب لم تكتمل ولا نستطيع أن نحكم عليها وهي لم تنته بعد، فعندما أتحدث عن جيل أسامة أنور عكاشة، فهذا الجيل تجربته اكتملت، وبالتالي نستطيع أن نحكم عليه الآن بالسلب أو بالإيجاب، وإذا تحدثنا عن جيلنا فتجربته لم تكتمل حتى الآن، لكن في جميع الأحوال جيل مريم نعوم ووائل حمدي وعبد الرحيم كمال وعمرو سمير عاطف قدم أعمالًا غير مسبوقة في تاريخ الدراما المصرية.

نرشح لك: تامر محسن: يزعجني تصنيفي كـ”مخرج غير جماهيري”.. وبعض المؤلفين “ترزية” للنجوم

على الرغم من اعتراف الجميع بأهمية وجود المنصات الدرامية، إلا أننا لم ننتقل إليها بشكل كامل حتى الآن، في تقديرك، لماذا لم نودع عصر التلفزيون وننتقل إلى عصر المنصات حتى الآن؟

إطلاقاً، فالمنصات بدأت في التواجد داخل السوق المصري، وأنا شخصياً مطلوب مني أعمال وشغل للمنصات الآن.

على الرغم من نجاح أفلام أبطال الخارقين وتحقيقها لأعلى الإيرادات، لماذا حتى الآن لم نقدم أفلام “سوبر هيرو” من وجهة نظرك؟

لأنها أفلام ليست نابعة مننا، بعيدة عن ثقافة ومزاج الجمهور المصري، وبالمناسبة لا توجد في فرنسا أو روسيا أو السويد أفلام الأبطال الخارقين، هذه النوعية من الأفلام تنجح مع جمهور معين وتحديداً الجمهور الأمريكي.

ألا تخشى من تأثير آراءك السياسية الجريئة على مواقع التواصل الإجتماعي على حياتك الشخصية والعملية؟

لم تحدث لي مشاكل عويصة حتى الآن بسبب هذا الأمر، في النهاية أنا مواطن مصري عادي يتحدث عن الهموم اليومية لبلده وشعبه مثلما يتحدث المصريون كل يوم، ولن أرتاح أبداً لو لدي رأي في مسألة ما ولم أصرح به.

هل الفن بالنسبة لك ترفيه أم رسالة؟

الفن عموماً يجعل للحياة معنى ومغزى، يدفع الناس للتأمل والتفكير، ويظهر لك مدى تعقيد وصعوبة الحياة، فتذوق وإدراك الفن هو الذي يفرق الإنسان عن الكائنات الأخرى.

لماذا أنت مقل في أعمالك السينمائية؟

السيناريست غير مسيطر تماماً في السينما كما ذكرت لك، فالفيلم الوحيد الذي قدمته وكان لي كلمة مسموعة فيه هو “ولاد العم”، بالإضافة أنك لا تستطيع أن تقدم أحلامك ومشاريعك الخاصة في السينما عكس التلفزيون، كما أن المقابل المادي ضعيف جداً ولا يستطيع سيناريست محترف من أن يفتح بيت من الكتابة للسينما، لذلك أنا مبسوط ومرتاح في الدراما جداً ولن أتركها في يوم من الأيام.

خطتك الشخصية للتعامل مع أزمة الدراما الحالية؟

ليس لدي أي موانع للتعامل مع أي جهة أو مع أي شخص طالما أكتب ما أريده.

ما سر حبك لكريم عبد العزيز؟

كريم ممثل متكامل، يستطيع تجسيد أي دور باحترافية شديدة جداً.

قدمت أعمالًا للأطفال وبعدها قدمت أعمال سيت كوم، وبعدها قدمت مسلسلات الإثارة والتشويق، المرحلة القادمة في مشوار عمرو سمير عاطف الإبداعي ما هي أهم معالهما ؟

احتمال كبير أن أقدم عملًا تاريخيًا الفترة المقبلة.

كان لك رأي في مسألة وجود تركي آل شيخ في مصر، نود أن نعرفه؟

نركي آل شيخ منتج مثل أي منتج موجود في السوق المصري، يريد أن يقدم مسلسلات وأفلام ويخدم صناعة الفن في مصر، نحكم على شغله عندما نرى المسرحيات والأفلام والمسلسلات التي سينتجها، إنما نرفضه في المطلق لمجرد أن لديه مشكلة مع جمهور معين، هذا شيء خاطئ تماماً، فأنا لا أعرف مشكلته مع جمهور الأهلي، ولا أتابع كرة القدم في الأساس، وتركي آل شيخ بالنسبة للفنانين المصريين منتج مثل أي منتج يتعاملوا معه سواء هنا أو في الخارج.

حدثنا عن تفاصيل كتابتك؟

أكتب ثلاث ساعات في اليوم، فأنا من الممكن أن أكون فوضويدا في حياتي ومواعيدي الشخصية، لكن أثناء الكتابة أنا شخص منظم جداً يجب أن يكون هناك معالجة، وملف للشخصيات، وعند كتابتي للحلقة الأولى أعرف ماذا سيحدث في الحلقة الأخيرة.

ما سر غيابك لمدة عامين عن تقديم مسلسلات في رمضان ؟

المسلسل الذي أكتبه ليوسف الشريف يحتاج لتحضيرات ضخمة جداً، وعندما يخرج للنور ويشاهده الجمهور سيدرك لماذا تأخر هذا المسلسل كل هذه السنوات.

تخشى على الفن من ماذا؟

أخشى على الفن من جهل الناس له، فبعض الناس لا تدرك معنى كلمة الدراما، ولا أنها علم وبحر واسع للغاية، فلك أن تتخيل أن الأطفال في المدارس الإنجليزية يدرسون الدراما والمسرح، يعرفون من هو شكسيبير، يدرسون المواد التاريخية على شكل سيناريو وقصص مصورة، فهذه المجتمعات تقدر قيمة الفن في تربية وجدان وعقول أبناءها، لكن عندنا الوضع مختلف ومزري بكل تأكيد.

الكتابة علمتك إيه؟

الكتابة مهنة صعبة جداً تعلمت منها أن أعمل كل ما هو مطلوب مني وأترك التوفيق على الله سبحانه وتعالى.

لو جاءك شاب يريد احتراف كتابة السيناريو، ماذا ستقول له؟

القراءة ومشاهدة الأفلام المختلفة، وأن يأخذ رأي المحيطين به في كتابته وشغله بشكل مستمر.

بشير الديك: ندمت على ترك حقي في “الهروب”.. و”زعلان” من عاطف الطيب

عمرو سمير عاطف عن الدراما وأحمد مكي عمرو سمير عاطف عن الدراما وأحمد مكي عمرو سمير عاطف عن الدراما وأحمد مكي عمرو سمير عاطف عن الدراما وأحمد مكي عمرو سمير عاطف عن الدراما وأحمد مكي عمرو سمير عاطف عن الدراما وأحمد مكي عمرو سمير عاطف عن الدراما وأحمد مكي عمرو سمير عاطف عن الدراما وأحمد مكي