أبرز ما قاله ترامب في خطاب حالة الاتحاد

رضا الشويخي خطاب حالة الاتحاد

خطاب حالة الاتحاد واجب دستوري وتقليد رئاسي أمريكي، يلقي خلاله رئيس البلاد خطابًا سنويًا أمام مجلسيّ الكونجرس؛ يستعرض فيه حالة الولايات المتحدة على الصعيدين الداخلي والخارجي، ويقترح جدول أعمال تشريعيًا للسنة المقبلة، إضافة إلى شرح مقاريته الشخصية للشعب الأمريكي، ويأتي متأخرًا عن موعده بعد صدام ترامب ورئيس مجلس النواب الأمريكي، نانسي بيلوسي، والتي تتبع الحزب الديموقراطي، على العكس من ترامب التابع للمعسكر الجمهوري.

في خطابه الذي استمر لنحو 85 دقيقة، لم ينتظر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، رئيسة مجلس النواب أن تقدمه كما تقتضي الأعراف الدبلوماسية، فتحدث مستعرضًا عددًا من المحاور نوجزها سريعًا فيما يلي:

أولًا: التفرد الأمريكي والتميز:

أوضح ترامب أن الأجندة التي يتحدث عنها ليست أجندة الجمهوريين أو الديمقراطيين بل أجندة الشعب الأمريكي، وتابع أن النصر ليس الفوز لحزبه الجمهوري، بل لصالح الولايات المتحدة على حد وصفه.

وحول التقدم الأمريكي في مجال العلوم أوضح ترامب أن أمريكا غيرت شكل العلم في القرن العشرين، متابعًا أنه في عام 2019 تحتفل أمريكا بمرور 50 عامًا على وضع العلم الأمريكي على سطح القمر.

ترامب بين السياسة والاقتصاد:

تابع ترامب أنه على الولايات المتحدة أن تخطو بثقة وشجاعة إلى الفصل الجديد من المغامرة العظيمة لخلق مستوى معيشة جديد في القرن الـ 21، مضيفًا أنه بالإمكان أن نكسر عقود الجمود السياسي، وأن نجبر الانقسامات القديمة، وشدد ترامب على أن إدارته خلال السنتين الماضيتين، تحركت لمواجهة مشاكل تجاهلها على مدى عقود قادة من الحزبين، منها ارتفاع الأجور بأسرع وتيرة منذ عقود، موضحًا أن الاقتصاد الأمريكي ينمو تقريبًا بضعف السرعة التي كان ينمو بها عندما تولى المنصب؛ ما أدى لخفض معدلات البطالة، لتصل لأدنى معدلاتها منذ نصف قرن، حتى بين الأمريكيين من أصول أفريقية وآسيوية وهسبانية.

أردف ترامب أن الولايات المتحدة أنهت تقريبًا الضرائب على الإرث والمشروعات الصغيرة، وأصبحت المنتج الأول للنفط والغاز الطبيعي في العالم، متابعًا أن الاقتصاد الأمريكي أصبح مثار حسد العالم وجيشها هو الأقوى على سطح الأرض.

وصاح ترامب قائلًا إن أمريكا تربح كل يوم، وإن معجزة اقتصادية تحدث في الولايات المتحدة، مؤكدًا على أنه يجب الاتحاد لهزيمة الخصوم في الخارج

استعان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بحالة “أليس جونسون” التي حكم عليها عام 1997 بالسجن المؤبد في جريمة مخدرات غير عنيفة كانت الأولى لها، متابعها أنه سمع قصتها من أصدقائها، وأنها على مدى العقدين التاليين، أصبحت قسيسة السجن، ملهمة الآخرين باختيار مسار أفضل وأضاف: قصة أليس تمثل التفاوتات والظلم الذي يمكن أن يوجد في الأحكام الجنائية، ويجب علينا أن نصلح هذا الظلم. وهو ما يفسر قرار اتحاد الحزبين الجمهوري والديمقراطي، قبل أسبوعين، لإقرار إصلاحات في النظام الجنائي قيل ألا سبيل لتحقيقها.

ترامب وقوافل الهجرة غير الشرعية:خطاب حالة الاتحاد

استهل ترامب حديثه عن هذه المشكلة قائلًا إنه يجب أن يوحد الجمهوريون والديمقراطيون صفوفهم لمواجهة أزمة ملحة، وهي مشكلة الهجرة غير الشرعية، مضيفًا أنه حان الوقت للكونجرس أن يظهر للعالم أن أميركا ملتزمة بإنهاء الهجرة غير الشرعية، وتابع أن هناك قوافل منظمة كبيرة تسير باتجاه الولايات المتحدة، مطالبًا بالدفاع عن عن الحدود الجنوبية، وتابع: أمرت 3570 جنديًا بالتوجه للحدود الجنوبية للتصدي لهذا الهجوم الضخم.

أوضح ترامب أنه يرحب بالمهاجرين الجدد بأكبر عدد ممكن، ولكن بطرق شرعية، مؤكدًا أن هناك واجب أخلاقي لإنشاء نظام هجرة يحمي أرواح ووظائف المواطنين، مضيفًا أنه لا توجد قضية توضح الانقسام بين الطبقة العاملة بأميركا والطبقة السياسية أكثر من قضية الهجرة غير الشرعية، منتقدًا دفاع بعض السياسيين الأثرياء والمتبرعين (للأحزاب السياسية) عن الهجرة غير الشرعية، والدفع باتجاه حدود مفتوحة بينما يعيشون وراء جدران وبوابات وحراس -على حد وصفه-، مؤكدًا أن التسامح بحق الهجرة غير الشرعية ليس رحمة بل قسوة؛ لأن عشرات الآلاف من الأمريكيين الأبرياء يقتلون بسبب المخدرات الفتاكة التي تعبر الحدود وتغرق المدن.

وحول سبل حل الأزمة، صرح ترامب بأن إدارته أرسلت إلى الكونجرس مقترحًا معقولًا لإنهاء الأزمة على الحدود الجنوبية، يقصد عزمه بناء جدار على الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك، قائلًا: في الماضي معظم الناس هنا في الكونجرس صوتوا لصالح الجدار ولم يتم بناء جدار مناسب وأنا سوف أبنيه؛ لأنه حاجز استراتيجي وليس مجرد حائط من الخرسانة المسلحة.

المرأة الأمريكية حاضرة في الخطاب:

أعرب ترامب عن فخره بأن الولايات المتحدة بها نساء في قوة العمل أكثر من أي وقت مضى، موضحًا أنه لا أحد استفاد من الاقتصاد المنتعش أكثر من النساء بفضل الوظائف الجديدة التي وُفرت العام الماضي، وأكد أن كل الأمريكيين يمكنهم أن يفخروا بأن عدد النساء في الكونجرس أكثر من أي وقت مضى؛ كجزء من الالتزام بتحسين الفرص للنساء، وأضاف ترامب أن هناك مبادرة تنطلق اليوم الخميس تركز على تمكين المرأة في الدول النامية.

الصين.. العدو التقليدي:

وحول العلاقة التجارية مع الصين أوضح ترامب أنه مؤخرًا تم فرض تعريفة جمركية على 250 مليار من البضائع الصينية، وتابع: لا ألوم الصين على استغلالنا ولكن ألوم قادتنا ومسؤولينا الذين سمحوا بذلك، مشيرًا لما أسماه خطأ تجاريًا تاريخيًا آخر هو الكارثة المعروفة بـ”نافتا”: اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية، لإنشاء منطقة تجارية حرة بينها.

وتابع أن اتفاق أمريكا المكسيك وكندا الجديد-يعرف إعلاميًا باسم “اتفاقية نافتا الجديدة” الذي سيحل محل نافتا نأمل أن يعيد وظائف التصنيع بأعداد أكبر.

ترامب والصحة في أمريكا: خطاب حالة الاتحاد

لم تغب الصحة عن خطاب “حالة الاتحاد” الذي ألقاه ترامب؛ حيث أوضح أن الأولوية التالية بالنسبة له وللأمريكان جميعًا يجب أن تكون خفض كلفة الرعاية الصحية والدواء، مضيفًا أنه لا توجد قوة في التاريخ فعلت لتحسين حالة البشر أكثر مما فعلته الحرية الأمريكية، ونادى ترامب بالوقوف ضد سرطان الأطفال والإيدز في أمريكا، وطالب الكونجرس بتمرير تشريع يحظر الإجهاض المتأخر للأطفال.

تعزيز القوات المسلحة:

وتابع ترامب حديثه أنه على مدار العامين الماضيين تم البدء في إعادة بناء الجيش الأمريكي بشكل كامل، متابعا أنه جعل دولًا أخرى تدفع نصيبها.. لسنوات كانت تعامل بشكل غير عادل من الناتو.

وأعلن ترامب أن زيادة قدرها 100 مليار دولار في موازنات الدفاع جاءت من حلفاء الناتو؛ حيث تطور الولايات المتحدة في هذه الآونة أحدث أنظمة الدفاع الصاروخي.

أعداء الأمس أصدقاء اليوم:

تابع ترامب أنه لن يعتذر أبدًا عن تعزيز المصالح الأمريكية، حتى بالتفاوض على اتفاق جديد مع روسيا كذلك الصين ودول أخرى، مضيفًا: وربما لن نتمكن من فعل ذلك.

وحول الصراع في شبه الجزيرة الكورية أوضح ترامب أنهم مستمرون بالدفع باتجاه السلام في شبه الجزيرة الكورية، موضحًا أنه سيلتقي بكيم يونغ أون في 27 و28 فبراير في فيتنام، متابعًا: رهائننا عادوا للبلاد والاختبارات النووية توقفت ولم يطلق أي صاروخ خلال 15 شهرًا

أزمة فنزويلا “جوايدو & مادورو”:

ورغم تأجج الموقف الدولي تجاه ما يحدث في فنزويلا بعد اتجاه عدد من الدول لتأييد زعيم المعارضة جوان جويدو، وعلى رأسهم عدد كبير من الدول الأوروبية، قال ترامب: قبل أسبوعين اعترفنا بالحكومة الشرعية لفنزويلا وبرئيسها الجديد خوان جوايدو؛ مضيفًا أن ذلك غرضه الوقوف نقف إلى جانب الشعب الفنزويلي في سعيه للحرية، كما دان السياسات الوحشية لنظام مادورو -على حد وصفه- فنزويلا تعد بلدًا اشتراكيًا، حسب توجهات رئيسها، ما دفع ترامب للقول أنهم في الولايات المتحدة يشعرون بالانزعاج من تبني الاشتراكية في أمريكا، وتابع أنهم الليلة يجددون العزم على أن أمريكا لن تكون أبدًا دولة اشتراكية.

السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط:

أوضح ترامب خلال خطابه أن أحد أعقد التحديات التي تواجه الولايات المتحدة هي في الشرق الأوسط، موضحًا: مقاربتنا مبنية على الواقعية وليس النظريات، وأضاف ترامب أن القوات الأمريكية تحارب في الشرق الأوسط منذ 19 عامًا تقريبًا.

وعن قراره بسحب القوات الأمريكية من أفغانستان وسوريا، أوضح ترامب أن الأمم العظيمة لا تخوض حروبًا من دون نهاية، مضيفًا: عندما استلمت منصبي داعش كان يسيطر على أكثر من 20 ألف ميل مربع في سوريا والعراق، وأكد ترامب أنه يسعى بخطى سريعة في المفاوضات للوصول إلى تسوية سياسية في أفغانستان، وأضاف أن الولايات المتحدة تسعى بحسم لمواجهة الممول الأكبر في العالم للإرهاب، النظام الأصولي في إيران؛ مضيفًا أنه لضمان عدم حصول هذه “الدكتاتورية” على أسلحة نووية، قررت انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الكارثي مع إيران؛ موضحًا أنه لن يغض الطرف أبدًا عن النظام الذي يهتف الموت لأميركا ويهدد بإبادة الشعب اليهودي.

معاداة السامية: خطاب حالة الاتحاد

بتعبيرات جادّة أوضح ترامب أنه يجب ألا نتجاهل السم الشرير لمعاداة السامية أو من ينفثون هذا السم؛ مضيفًا أنه قبل أشهر 11 أمركيًا يهوديًا قتلوا بوحشية في هجوم معاد للسامية في بطرسبرغ.

واختتم ترامب قال بالحديث لأعضاء الكونجرس أن ينظروا إلى الفرص المتاحة أمامهم، وأن الانجازات الأكثر إثارة لا تزال في المستقبل، مضيفًا أن هذا وقت إعادة إطلاق الخيال الأمريكي؛ لجعل أمريكا في القلوب.

ترامب في خطاب حالة الاتحاد

نرشح لك: “ترامب”: “سنعلن الأسبوع المقبل القضاء بنسبة 100% على داعش”

شاهد : الإعلاميون والمشاهير خارج البلاتوهات في برنامج مش عادي