مخترع الإنترنت: مشروعى القادم هو توصيل الإنترنت على الكواكب الأخرى!

ميرنا الهلباوىنقلًا عن مجلة 7 أيام
البعض منَّا يتعامل مع الأشياء من حولنا كمسلمات من الطبيعى أن توجد وأن نستعملها، لم يفكر أى منَّا فى المجهود الذى بذله توماس إديسون مثلاً لكى يخترع الكهرباء، التى هى أساس كل شىء من حولنا الآن.. ولدنا لنجدها موجودة أمامنا، اليوم وعلى هذه الصفحات أمامكم، قامت (7 أيام) بحوار شخص فريد من نوعه.. شخص استطاع أن يغيّر تاريخ البشرية ومستقبلها.. شخص استطاع تغيير حياة الملايين من البشر على سطح كوكب الأرض.. فينت سيرف، الذى يعود الفضل إليه والسيد روبرت كين فى قدرتنا على الدخول على الإنترنت، والاستمتاع بخدماته والتواصل به ومشاركة المعلومات وغيرها الكثير.. هل كنت لتتخيل حياتك من دون الإيميل وفيسبوك وإنستجرام وتويتر وجوجل سيرش وغيرها من التطبيقات والخدمات التى أصبحت جزءًا لا يتجزأ من حياتك اليومية؟ بالطبع لا.. ولأن إجابتك بالتأكيد ستكون بالنفى، فها نحن فى مجلة 7 أيام نشكر ونذكِّر كل من يقرأ الحوار ويده الأخرى ممسكةً بهاتفه المحمول بالرجل صاحب الفضل فى انفتاح العالم على العالم وأن يصبح قرية صغيرة كما اعتدنا أن نقول.. اليوم، وبهذه الصفحات وبهذا الحوار نذكر قارئى هذا الحوار بصاحب الفضل فى تطورنا وتغير شكل حياتنا اليومية والعملية.. لأول مرة فى الصحافة العربية السيد فينت سيرف المعروف بلقب (أبو الإنترنت) وهو واحد من آباء ومخترعى الإنترنت يتحدث عن أهم اختراعات البشرية على الإطلاق وعن معاناته وعن قصصه وحكاياته واستعماله للإنترنت وغيرها من التفاصيل المثيرة التى لن تقرأها إلا فى هذا الحوار الخاص والممتع والفريد الذى أجريناه مع السيد فينت سيرف عبر الإنترنت.
•نظرًا لجهودك الهائلة، أرسلت إليك هذا الإيميل الذى تقرأه على شاشتك الآن.. ما شعورك وأنت معروف بأنك واحد من (آباء الإنترنت) ومخترعيه؟

كما ذكرتِ أنا واحد فقط ضمن مجموعة من الناس أطلق عليهم مخترعو الإنترنت وآباؤه، وأنا أشعر بامتنان كبير لكل من شاركونى هذا الاختراع خاصةً روبرت كين، الذى بدأ المشروع فى 1972 ثم دعانى لمشاركته فى 1973.. الإنترنت تغير بشكل رهيب منذ اختراعه وبدء العمل به فى السبعينيات، وهو بمثابة هدية وهبة عظيمة لملايين من الأشخاص الذين ساعدونا لتحقيق هذا الحلم وتحويله إلى حقيقة.. أشعر بالرضا والسعادة لأن الناس وجدت هذا الاختراع يستحق وقتهم ومجهودهم.

•أنت غيّرت العالم.. غيّرت حياة الكثيرين من البشر، كيف كنت ستشعر لو قررت الاستسلام وبالتالى عدم استكمال تحقيق هذا الحلم؟

حتى لا أظهر بشكل البطل، فى الحقيقة أنا تخليت عن هذا المشروع لفترة من الوقت.. بدأت العمل عليه فى ربيع 1973 مع روبرت كين ونجحنا فى اختراع بروتوكول التحكم فى الإرسال (TCP) والذى لاحقًا أصبح البروتوكول الرسمى للإنترنت وأساس بنائه وعمله.. ثم تركت المشروع فى 1982 وانضممت لـMCI للمشاركة فى اختراع وعمل الـMCI Email وهو أول خدمة إيميل تجارى، ثم عدت للانضمام مجددًا لروبرت كين فى 1986 للعمل معه كعضو فى مجلس الهندسة المعمارية للإنترنت، ومنذ ذلك الوقت وأنا كنت أعمل جاهدًا لتوفير وتسهيل عملية الاتصال بالإنترنت، وفى عام 1986 تحديدًا قامت المنظمة القومية الأمريكية للعلوم بإدراج العديد من المؤسسات المهمة مثل ناسا للعمل على مشروع تطبيق وتشغيل الإنترنت، وعندما قام السيد تيم برنرز لى باختراع وتطبيق الـWWW لم يعد هناك أى مجال للتكاسل أو العودة للوراء!

•حدثنا عن علاقتك المهنية الرائعة بالسيد روبرت كين شريكك فى مشروع الإنترنت؟

تقابلت وروبرت كين فى أواخر عام 1969 عندما جاء وزميل آخر (ديفيد والدن) إلى جامعة كاليفورنيا بلوس أنجلوس لاختبار الـArpanet، وهو الأساس الذى أقيم عليه الإنترنت أصلاً، وقد كنت وقتها المبرمج الرئيسى لمركز قياس الشبكات بالجامعة، وهما كانا من المهندسين المعماريين الرئيسيين فى معالجة الإرسال الخاص بالـArpanet، وقمنا وقتها بإجراء العديد من الاختبارات معًا.. فى أواخر عام 1972 قام روبرت كين بالانضمام إلى ARPA، وبدأ برنامج أبحاث الاتصال عبر الإنترنت، وقتها كنت تركت جامعة كاليفورنيا للالتحاق بجامعة ستانفورد، وفى عام 1973 انضممت له وكنا نحاول الإجابة عن سؤال كيفية الوصول لشبكة موحدة عالمية تقوم بربط جميع الشبكات الموجودة وقتها وكانت إجابتنا هى الـTCP.

•هل يمكنك أن تشرح لنا بطريقة مبسطة جدًا فكرة الإنترنت؟

أبسط طريقة لشرح فكرة الإنترنت هى أن الهندسة المعمارية للإنترنت والبروتوكول الخاص به يسمح لمجموعة مختلفة من علب محولات الشبكات لنقل حزمة الإنترنت من شبكة إلى أخرى حتى تصل للمكان المطلوب.. كل حزمة من حزم الإنترنت عبارة عن رسائل رقمية مكونة من مرسل ومستقبل ومحتوى.. عندما يتلقى جهاز الكمبيوتر هذه الرسائل فهو يقوم بتحويلها إلى شىء مثل ظرف أو جواب رقمى مبرمجةٌ أرقامه بلغة داخلية مفهومة.. هذا الظرف يتم حمله من محولات إلى أخرى حتى تصل إلى بوابة.. تقوم تلك البوابة بفك هذا الظرف لمعرفة المستقبل المراد إيصال هذا الجواب إليه ثم تختار الشبكة المناسبة للإرسال منها.. وهكذا، حتى تصل إلى المكان المراد لهذا الجواب أو الرسالة الوصول إليه.. بالطبع الأمر أكثر تعقيدًا من ذلك، ولكن هذه هى أبسط طريقة لشرح الإنترنت.

•ما أكبر العوائق والمصاعب التى واجهتك أثناء اختراع الإنترنت؟

تطلب الإنترنت تكرار المحاولة تقريبًا أربع مرات حتى تشكل الـTCP كاملاً ثم استغرقنا وقتًا كبيرًا لفصل الـIP عن الـTCP والذى انتهينا منه فى 1977، ثم قضينا خمس سنين أخرى لتشغيل وتطبيق بروتوكول الـTCP/IP على نطاق واسع، وفى 1982 كان جاهزًا للانطلاق، وجاهدنا كثيرًا من أجل إقناع الشركات الكبرى للتحويل من الـArpanet إلى هذا الشكل الجديد وتغيير بنيتهم الكاملة مما دعا العديد من الشركات مثل Cisco وProteon لتوفير الراوتر الذى نعرفه الآن لتسهيل خدمات الإنترنت.. أكبر صعوبة على الإطلاق كانت المنافسة مع بروتوكول منافس يسمى OSI وظلت تلك المعركة قائمة حتى عام 1992.. وقتها أصبح من الواضح أن البروتوكول الخاص بنا أفضل وأعمق وأوسع وأشمل.

•الإنترنت تغير شكله كثيرًا مؤخرًا.. محركات بحث وتطبيقات مثل فيسبوك وإنستجرام وغيرهما.. ما رأيك فى تلك التطبيقات؟

معظم تلك التطبيقات هى نتيجة طبيعية للتوسع والانتشار السريع لـWWW.. أصبح الناس متعطشين لمشاركة المعلومات ومعرفتهم مع الآخرين، ثم تطور إلى كتاباتهم ثم إلى صورهم وفيديوهاتهم، مما أدى إلى زيادة رهيبة فى حجم المحتوى على الإنترنت، وتم من خلال هذا المحتوى التوصل إلى محركات بحث مثل Google وYahoo.. التعطش للمعلومات والمعرفة أصبح قويًا وفى تزايد مستمر وهو ما أدى إلى ظهور تلك التطبيقات وانتشارها.

•ما رأيك فى البلاد التى تحجب خدمات الإنترنت عن شعوبها؟

عادةً تكون هناك دوافع سياسية وراء حجب الإنترنت فى بعض البلاد، ويتم تجميلها فى بعض الأحيان فى شكل (حماية) المواطنين من المعلومات (الخطيرة) و(المؤذية).. حجم الأذى الذى تتعرض له الشعوب المحجوب عنهم خدمات الإنترنت بخسارتهم لحريتهم هو أكبر وأخطر كثيرًا من الأذى الذى تصدره لهم حكوماتهم من عواقب استخدام الإنترنت.

•هل تعتقد أن الإنترنت حوّل الجميع إلى كسالى.. مجرد الشعور بأنك ستجد كل ما تبحث عنه بمجرد ضغطة زر قلَّل من قيمة الوصول للمعلومات والمعرفة؟

قطعًا لا! أعتقد أن الإنترنت جعل الناس يبذلون مجهودًا مضاعفاً لمعرفة معلومات جديدة عما يهمهم أكثر، أنا شخصيًا لا أعتبر نفسى انتهيت من أبحاثى التى أعمل عليها حتى ألقى نظرة مطوَّلة على الإنترنت بحثًا عن معلومات إضافية متعلقة بالبحث الذى أعمل عليه.

•نحن نعيش فى حقبة حاليًا حيث اللابتوب والكمبيوتر والإيميل أهم كثيرًا من أشياء واحتياجات أخرى أساسية.. هل تعتقد أننا سنواجه وقتًا يصبح فيه الكمبيوتر أهم من الإنسان نفسه ويتم تعيين أجهزة بدلاً من موظفين؟

ليس تمامًا.. أعتقد أننا نستخدم الكمبيوتر كمساعد لنا بطرق يستحيل على الإنسان الطبيعى ولو حتى مجموعة أن يقوموا بها بطريقة يدوية وبسيطة.. مجموعة هائلة من المعلومات والتحليلات التى يقوم بها بدلاً منَّا بطريقة أدق وأسهل.. أشك أننا سنواجه وقتًا يصبح فيه الكمبيوتر أهم من الإنسان لكننى أعتقد أننا نسير باتجاه أن يصبح الكمبيوتر فى نفس أهمية الإنسان حيث إننا نعتمد عليه أكثر وأكثر مع مرور الوقت فى تنظيم جميع الأمور حول العالم.

•ما أهم اختراع بعد الإنترنت من وجهة نظرك؟

هذا سؤال صعب جدًا، ربما من وجهة نظرى هى الاختراعات المتعلقة بالإلكترونيات الحيوية مثل أجهزة الاستشعار والعلاجات الجينية التى تزداد أهميتها وقيمتها يومًا بعد يوم فى القرن الحادى والعشرين.

•كيف تشعر بعد كل هذه السنوات من العمل الشَّاق والمجهود ومازال ثلثا سكان العالم لا يستطيعون الاتصال بالإنترنت؟

نحن بالفعل نعمل بشكل كبير وشاق وهائل فى مجال الاستثمار فى البنية التحتية الأساسية للإنترنت ومساعدة هؤلاء على استعمال خدمات الإنترنت.. والحقيقة أن السمارت فون سهَّل من تلك المهمة كثيرًا.. فالبنية التحتية التى تدعم السمارت فون تدعم أيضًا خدمات الإنترنت.

•نعانى مما يطلق عليه (إدمان الإنترنت).. لا يستطيع الناس الآن الجلوس دون هواتفهم المحمولة أو الكمبيوتر.. كم من الوقت تقضيه أنت شخصيًا على الإنترنت؟

حتى أكون صريحًا معكِ، أنا لم أحسبها على الإطلاق إذا كنت مدمنًا للإنترنت أم لا، لكننى أترك دائمًا حاسبى المحمول وهاتفى (أونلاين) لأننى أستخدمهما بانتظام فى بعض الأبحاث على شبكة الإنترنت وأقضى وقتًا طويلاً جدًا فى إرسال الإيميلات والإجابة عن بعضها وهو ما أدى إلى إجابتى عليك فى هذا السؤال! (يضحك).

Vint_Cerf,_Bangalore_2007_3
فينت سيرف

•أنت معروف جدًا ببدلتك الأنيقة المكونة من ثلاث قطع واشتهرت بها.. ما حكايتها؟

عندما انتقلت من كاليفورنيا إلى واشنطن قالت لى زوجتى إن الستايل الأنيق والموضة فى هذا الوقت هو تلك البدلة المكونة من ثلاث قطع والتى ابتاعت لى منها ثلاثًا عام 1976.. ومن حينها وأنا أواظب على هذا النمط حتى وقتنا الحالى!

•كيف يشعر أولادك حيال والدهم المخترع العظيم للإنترنت.. هل يقدرون هذا الإنجاز؟

أظن أنهم يقدرون الإنترنت جيدًا ويدركون تأثيره الضخم والكبير اجتماعيًا واقتصاديًا، ولكنهم أكثر ارتباطًا وحبًا لفينت سيرف (والدهم) وليس لفينت سيرف (أبو الإنترنت).. وأعتقد أننى أقدِّر هذه المسألة جدًا.

•البعض يفتقد الرسائل المكتوبة بخط اليد ويتمنى لو يعود بهم الزمن لتلك الحقبة حيث كانت الوسائل أبسط وأعمق وأسهل.. هل تفتقد كتابة رسائل بخط اليد أو بالطريقة القديمة؟

لا أبدًا.. الإيميل أسرع كثيرًا وأسهل! ليس عليك أن تبحث عن ختم ثم ظرف ثم أخذ الرسائل إلى مكتب البريد.. إلخ، لكن على الجانب الآخر فإن الرسائل والجوابات المكتوبة بخط اليد تدوم لفترة كبيرة حيث إنه غير واضح الآن المدة التى ستظل فيها الإيميلات سهل الوصول إليها سواء من القارئ أو الكاتب.. أنا قلق ومهموم جدًا بالخسارة المحتملة للإيميلات وغيرها من الأشياء الرقمية مع مرور الوقت.

•ما دورك الحالى فى شركة جوجل وما الخطط التى تعمل عليها الآن وما مشروع إنترنت الكواكب الذى تعمل عليه مع وكالة ناسا؟

منصبى هو نائب رئيس شركة جوجل وأيضًا لقب الرئيس المُبشِّر للإنترنت، وأقضى وقتًا كبيرًا مع قسم الأبحاث الخاص بـ(جوجل) لمعرفة والبحث عن طرق جديدة يمكن استخدام الإنترنت بها ومنها، وأدعم وأساند مجموعات وفريق العمل الخاص بهندسة الإنترنت فى مشاريعهم.. ومؤخرًا أقضى وقتًا كبيرًا فى العمل على السياسات الحكومية الخاصة بالإنترنت، وهو مجال نقاش فى العالم كله.. فريق عمل جوجل يعمل على الوصول إلى طرق جديدة لإيصال الإنترنت لجميع الناس من خلال العديد من المشاريع الجديدة، مما يجعلنى أبذل جهدًا كبيرًا معهم لتحقيق هدفى بأن يتصل العالم كله بالإنترنت.. جوجل تسمح لى أيضًا بالعمل فى منظمات عامة أخرى.. فأنا عضوٌ بالمجلس القومى للعلوم، الذى يشرف على المنظمة القومية الأمريكية للعلوم، وأعمل أيضًا على مشروع فى Jet Propulsion Laboratory فى باسادينا بكاليفورنيا مع مجموعة أخرى من فرق العمل لتأسيس تصميم التطبيق الأساسى الخاص بالإنترنت بين الكواكب.. نماذج من هذا المشروع يتم تأسيسها على كوكب الأرض وكوكب المريخ ومحطة الفضاء الدولية وسفينة فضاء تسمى EPOXI، والتى تدور حول الشمس!

•ما رأيك فى كلٍ من بيل جيتس وستيف جوبز ومارك زكربرج؟

كنت على علاقة وطيدة بستيف جوبز، وقابلت بيل جيتس فى أكثر من مناسبة، ولكننى لا أعرف مارك جيدًا على الرغم من وجودنا فى أكثر من مؤتمر فى نفس الوقت.. جميعهم رجال أعمال مميزون جدًا وناجحون للغاية، استطاعوا أن يلهموا موظفيهم لعمل إنجازات عظيمة، وقاموا بتشكيل الطريقة التى نتواصل بها حاليًا عن طريق التكنولوجيا.. أنا سعيد جدًا لمعرفة ورؤية أن الإنترنت أكد أنه وسيلة مفيدة وناجحة لشركاتهم وأعمالهم.

•هل قمت بزيارة الشرق الأوسط؟ وهل جئت إلى مصر من قبل؟

نعم، زرت طهران وتل أبيب والقاهرة والإسكندرية ودبى والبحرين.. ورغم زيارتى لكل تلك المناطق فإن مصر كان لها التأثير والجزء الأكبر من الإعجاب والانبهار علىَّ أنا شخصيًا بسبب تراثها وحضارتها الرائعة التى تطورت على ضفاف النيل.. أحد أعز أصدقائى هو إسماعيل سراج الدين الذى يرأس مكتبة الإسكندرية، فهو أكثر شخص انتقائى ومتعلم ومثقف تعرفت عليه هناك حتى الآن وطريقة قيادته ومحاولاته المستمرة للتطور مذهلة وملهمة.. لدىّ أصدقاء مصريون كثيرون من العلماء ورجال الأعمال وأتمنى من كل قلبى أن تنتهى هذه التوترات السياسية فى المنطقة، وأن يتمتع المواطنون فى تلك المنطقة بالتحسن فى جودة الحياة التى يستحقونها.

•من كان ملهمك ومثلك الأعلى فى سن مبكرة؟

أحد مدرسى الرياضيات (السيد تومازويسكى)، والذى عرّفنى على علم الجبر، وكنت منبهرًا بكتاب بدايات اكتشاف البكتيريا للكاتب بول ديكرويف.. صديقى المقرّب فى الثانوية ستيفن كروكر الذى عرفنى على أجهزة الكمبيوتر وهو مازال صديقى المقرّب حتى الآن، وهو يشغل حاليًا منصب رئيس مجلس إدارة منظمة ICANN للعلوم والتكنولوجيا، وهو منصب شغلته من قبل.. بوب كين والمعروف بروبرت كين، والذى كان له تأثير عميق جدًا على حياتى العملية عندما دعانى إلى الانضمام لمشروع الإنترنت.

•هل مازلت تستخدم المطبوعات الورقية مثل الكتب والمجلات والجرائد؟ أم قمت باستبدالها بالمطبوعات الإلكترونية على الإنترنت؟

أقرأ كثيرًا على الإنترنت وخارج الإنترنت.. الإنترنت بالنسبة لى أفضل كثيرًا فى أوقات السفر لأنه من الصعب أخذ كل تلك الكتب معك لأنها ستضيف عليك عبئًا خلال الرحلة، ولكننى لدىَّ مكتبة هائلة وكبيرة وضخمة فى المنزل.

•هل يمكن أن تتخيل حياتك من دون الإنترنت؟

نعم، لأننى قمت بالعيش لمدة 40 سنة كاملة من دونه (يضحك).. ولكنه من الصعب جدًا تخيّل العودة للزمن الذى كانت فيه المعلومات صعبة جدًا للوصول إليها.

•هل تعتقد أن الأجيال الصغيرة أصبحت تتعامل مع الإنترنت على أنه من المسلمات ولا يعلمون حقًا أهمية التطور المستمر والعمل الدائم للحفاظ عليه؟

أعتقد ان الأجيال الصغيرة تتعامل مع الإنترنت كشىء بديهى مثلما تعاملنا نحن الأجيال الكبيرة مع اختراع الكهرباء مثلاً، هى موجودة.. فقط موجودة دون التفكير ما وراء ذلك.. وعلى الرغم من ذلك فإن هناك الكثير منهم يفكرون فى طرق جديدة لاستخدام الإنترنت وخلق خدمات جديدة يمكننا استخدامها من خلاله.. ليس كل شخص عليه أن يكون مخترعًا، لكن هناك الكثير من الشباب ذوى الأفكار المبدعة التى يمكن تطبيقها من خلال الإنترنت.

•أنا متفاجئة بأن شخصًا عظيمًا مثلك لديه فقط 4000 متابع على تويتر فى حين أن المغنية ليدى جاجا لديها ملايين! هل تحب أن تبقى بعيدًا عن الأنظار ودائرة الاهتمام؟

أنا سعيد بكونى -نوعًا ما- بعيدًا عن الأنظار! من المؤكد أنه من الصعب كثيرًا على أشخاص مثل ليدى جاجا وغيرها من الفنانين المشاهير مواجهة ومواكبة هذا العدد الضخم من المعجبين، والمصورين وما يطلق عليهم صحافة الفضائح (يضحك).

•بعض الأشخاص قالوا إن الإنترنت جعل من النسيان أمرًا مستحيلاً.. فكل فعل محفوظ فى أرشيف كامل على الإنترنت.. ما رأيك؟

الإنترنت يتذكر الأشياء التى تأمل فى نسيانها وينسى الأشياء التى تأمل فى تذكرها! أرجو ألا أنسى يومًا المرة الأولى التى قمنا بالتحدث فيها لبعضنا البعض عن طريق الـTCP/IP فى 22 نوفمبر 1977! أو اليوم الذى تم تشغيل وتفعيل الإنترنت رسميًا فى يناير 1983 أو اليوم الذى تزوجت فيه زوجتى الحبيبة سيجريد فى 10 سبتمبر 1966.. أو الأيام التى ولد فيها أبنائى الأعزاء.

•كيف تقضى وقت فراغك.. إذا كان لديك بالطبع؟!

أقضيه عادةً فى القراءة بكتب التاريخ والسير الذاتية والخيال العلمى وأيضا كتب فنون الطهو!

•هل تنوى زيارة مصر قريبًا؟

لم أرتب خططًا لرحلات إلى مصر فى الوقت القريب ولكنى استمتعت جدًا بالوقت الذى أمضيته هناك وأتطلع لزيارتها فى المستقبل مجددًا.

 

اقـرأ أيضًـا:

 ‫على مسئولية عكاشة: مخطط لتقسيم مصر إلى 5 دول‬‎ 

 الإبراشي عن المُسن المحترقة لحيته: مسجل خطر مخدرات 

عيسى: الحكومة ملهاش عين بعد فشل “الخبز” 

‫خطأ جديد لماسبيرو: مذيعة النشرة “تعاتب” الحاجة إيمان!!‬‎‎ 

 ‫الجهادي شحتة أبو تريكة : ابن عمي برئ من اعتصام رابعة‬‎‎‎

 زاهي حواس: عمر الشريف حالته صعبة ولم يتذكرني 

.

تابعونا عبر تويتر من هنا

تابعونا عبر الفيس بوك من هنا