أحمد فرغلي رضوان يكتب: green book.. سينما تهذيب العنصرية

واحد من أكثر أفلام الدراما الإنسانية متعة للمشاهدة التي انتجت خلال عام 2018 وأنصح جميع العاملين في السينما بمشاهدته، الفيلم مرشح لخمس جوائز أوسكار وحصد أيضا ثلاث جوائز جولدن جلوب.

ربما يأتي الفيلم في إطار مواصلة حزب هوليوود التمرد على العنصرية “الأصيلة” في المجتمع الأمريكي والتي ظهرت من جديد وبشكل أكثر حدة مع الرئيس الحالي ترامب، هو درس من صناع فيلم green book لتهذيب العنصرية الأمريكية بشكل رائع دون مباشرة أو صوت عالي، الفيلم عن قصة “حقيقية” حدثت مطلع الستينيات والفيلم من كتابة وإخراج “بيتر فاريللي”.

لا تملك إلا أن تجلس مستمتعا بالحالة الإنسانية الرائعة و “الكوميدية” التي صُنعت بين بطلي الفيلم “الأبيض والأسود” وتحبهما معا خلال رحلتهما المثيرة لجنوب البلاد وبتفاصيل تاريخية لازالت عالقة في الأذهان عن تلك الفترة هو من نوعية أفلام الطريق الممتعة.

أمريكي أبيض من أصل إيطالي هو شخصي “عشوائي” يبحث عن عمل وفجأة يذهب من أجل إعلان عن طلب سائق ليجد أنه سيعمل لدى امريكي أسود هو دكتور شيرلي عازف البيانو الشهير، حيث طلب سائق من أجل جولة فنية لمدة شهرين في أكثر من ولاية بالجنوب وتبدأ هنا الأحداث كيف سيتعامل عازف البيانو الأنيق “يذكرك بمحمد عبدالوهاب” مع هذا “العشوائي” قليل الثقافة والمتهور أيضا والذي يتعامل معه على مضض ومن أجل المال! قبل أن يحبه بالفعل وتنشأ بينهما علاقة إنسانية حيث يزيل السيناريو الرائع الحواجز بين الإثنين خلال الرحلة مع مواقف ومفارقات إنسانية وكوميدية حاول كلاهما أن يستميل الأخر لعالمه!.

وبسبب شدة العنصرية بالولايات الجنوبية تعطي شركة تأجير السيارات الكتاب الأخضر للسائق “توني” ويتضمن الامكان الأمنه “للسود”!! نعم ستكتشف أن مطاعم ومحلات تجارية في تلك الولايات لا تتعامل او تسمح بدخول السود إليها مهما كان شأنهم.

ساعد السيناريو أن يكون ممتع الرحلة الطويلة التي تنتقل بالثنائي من ولاية لأخرى ونشاهد مواقف وشخصيات جديدة بأستمرار ما بين الكوميديا والدراما وظلت شخصية “توني” صاحبة خفة ظل طوال الأحداث وبأدء جيد جدا جعل الممثل “فيجو مورتينسن” مرشح لاوسكار أفضل ممثل ومع البطل الثاني “ماهرشالا علي” مرشح لاوسكار أفضل ممثل دور ثان، والاثنان قدما أداء رائع.

خلال الرحلة تقرب المواقف الاثنان من بعضهما بسبب “شهامة” توني وإنسانية “شيرلي” بعد ان يتغلبان على إختلاف صفاتهما وثقافتهما الشخصية، فالدكتور شيرلي يصر على تهذيب طوني وإصلاح تصرفاته العشوائية بينما هو يواجه الإذلال الذي لا مفر منه والإهانات التي تنطوي على تحامل عنصري، وفي النهاية يهذب الفيلم العنصرية بقوة “ناعمة” نالت إعجاب الجميع.

تغيير القلوب

جاءت مقومات الفيلم الفنية قوية على رأسها الإخراج والسيناريو الذي استند على قصة واقعية و ايضا ذهب الحوار بنبرة عاطفية قوية خاصة في رسائل “توني” لزوجته والتي ساعده في كتابتها دكتور شيرلي وكانت بداية الصداقة بينهما وأيضا استلهم المخرج عوالم الروايات عن الجنوب الأمريكي في تلك الفترة.

“تغيير القلوب يتطلب شجاعة ” هذه كانت إجابة دكتور “شيرلي” على سؤال ظل يدور في ذهن “توني” عن لماذا يصر شيرلي على العزف في حفلات لأشخاص يتلقى منهم إهانات مستمرة رغم حاجتهم للاستمتاع بموهبته الفذة ! ويدفعون أموالا كثيرة مقابل ذلك، فكانت إجابته وفلسفته انه يصمت علي الإهانة على “أمل” أن تتغير قلوب هؤلاء “العنصريين” الذي يتواجدون في جميع الولايات الأمريكية فالقلوب قاسية والعنصرية متأصلة فيها ولكن تغييرها ممكن!

نرشح لك: قائمة ترشيحات الأوسكار 2019

نرشح لك: أحمد فرغلي رضوان يكتب: vox lux.. الصدفة والألم في حياة المشاهير 

شاهد: منتجات أسوان في معرض ديارنا