17 تصريحا لـ ملك إسماعيل.. أبرزها عن عودة المذيعين القدامى لماسبيرو

أميرة حمدي

ملك إسماعيل أحد أبرز مذيعات  فى عصره الذهبى، فضلت العمل بالشارع عن كونها مذيعة ربط على الشاشة، ورصدت مشاكله  فى أشهر برامجها “سلوكيات وعلى الطريق”.

نرشح لك: نهايات مأساوية.. عمر خورشيد قتلته السياسة

إعلام دوت أورج” حاور  المذيعة ملك إسماعيل.. وهذه أبرز تصريحاتها.

       أصبحت لا أحب ولا أفضل كلمة “إعلام” ولا “إعلامى”، لأنه أصبح لفظًا يطلق على كل شئ، يجيد أو لا يجيد هذا العمل، وأرى أن ماسبيرو هو الأصل، ثم المحطات الخاصة، وكل قناة لها اتجاهها الخاص بها، سواء اتجاه صاحب المحطة أو تعليمات من تديرها، كل يعمل حسب اتجاه صاحب القناة، و”كل يعمل فيها بدماغه”.

       الإعلام بالنسبة لى هو التليفزيون، وهو الإعلام الرسمى للدولة، وكان من المفترض أن يكون هو الأساس فى نقل المعلومة الصادقة والتسويق لسياسة الحكومة والدولة، وأن يظل كما كان  الوسيلة التى يثق فيها الجمهور، لكن حدث غير ذلك، ويتم ذبحه لكنى لا أعرف المتسبب فى ذلك.

وأقصد بذبح التليفزيون عدم دعمه ولا التوقف لبحث مشاكله، ومن الطبيعى أن يكون لكل قناة أو مؤسسة مشاكلها، كان من المفترض أن تقف الدولة أمام ما حدث له، وإصلاحه.

       منذ أن ألغى منصب  وزير الإعلام وأصبح التليفزيون بلا صاحب، ولا أعترف بهيئات ولا غيره، وأصبحنا لا نعرف مسئول يتحكم فى شاشة التليفزيون الرسمى.

       منصب الوزير منصب كبير قادر على الاتصال بالقنوات والهيئات ويمثل وينفذ سياسة الدولة، وقادر على التواصل مع الحكومة ومجلس الوزراء ومجلس النواب وقادر على الوصول للقيادة السياسية، ولديه فكر ينقله لقنوات ماسبيرو وتقدير لما يحدث، وحتى التواصل مع البلدان الأخرى، وقادر على  وضع رؤية لللمرحلة التى نعيشها وتسويق سياسة الحكومة للناس.

       الإعلام مقصر جدا، وأشك أن تكون قد قامت أى قناة بدورها فى توضيح الصورة وما يحدث على الأرض للناس، فمثلاً  هل عرف الناس يعنى إيه مشروع “الصوب الزراعية” أو “بشاير الخير”؟.. لا أعتقد ذلك، لأن افتتاحات الرئيس تكون فى فترة الفجر أو وسط النهار، ويكون الناس فى أشغالهم، وتتحدث البرامج الليلية عن المشروعات فى دقائق، فكان من المفترض أن تخصص عشرات البرامج والفترات لإنجازات الدولة وليس لمشاكل القتل والخطف، الناس حين تسمع عن مشروع ما تقول وماذا أستفيد منه.

       من اللافت أنه لا يوجد إعلام إقتصادى فى مصر يقول للناس يعنى إيه تعويم جنيه مثلاً، ويتصدى للشائعات التى تخص الاقتصاد.

       عمالة ماسبيرو زادت من فترات طويلة وليست مشكلة طارئة، فيه سيستم رأيته بنفسى هو تخصيص “كوته” لأعضاء مجلس النواب حيث  يطلبون من الوزراء تعيين أبناء دوائرهم الإنتخابية، وليس هناك تصور جيد للتعامل مع هذه العمالة، ويتردد كلام دائماً أن هيكلة العمالة تعنى “خراب بيوتهم” وهذا كلام خطأ وله بديل يجب أن يطبق بشكل صحيح.

       لا بد من هيكلة العمالة الزائدة من خلال إعادة تسكينهم فى أماكن تحتاجهم  بشكل علمى صحيح، وليس مجرد  نقلهم من مكان ويحدثون مشكلة فى مكان آخر. ماسبيرو يحتاج فعلا إلى إعادة هيكلة فى الموظفين واللوائح والقوانين وإعادة تسكين الناس فى الأماكن التى تنفعهم بعيداً عن العلاقات والخواطر.

       قيادات ماسبيرو “واخدين موقف” من كل أبناء المبنى القدامى، كل القدامى قالوا أنهم مستعدين للعمل ولتقديم البرامج، وأحد الاقتراحات التى تقدمت بها للمبنى أنه مثلا يمكن عمل تجربة ظريفة هى أن نقدم حلقة شهرية يشترك فيها أبناء ماسبيرو القدامى مع الشباب لنقل الخبرات وليستفيد المبنى من كل أبنائه ولم يرد أحد.

كما تقدمت باقتراح بعد افتتاح قناة “ماسبيرو زمان” أن يشترك أى مذيع أو مذيعة من القدامى يتحدثون عن برامجهم أو عن الفترة التى كانوا يعملون بها وذكر كل الزملاء فى هذا الوقت من المعدين والمصورين وكيف كانت هذه الفترة التى كانوا يعملون بها وأشهر الأحداث والذكريات.. ومع ذلك لم يرد أحد على هذه المقترحات.

       شباب ماسبيرو لا يضيرهم وجود المذيعين القدامى، بل على العكس سيستفيدون منهم، حين يقدم مذيع شاب ومذيع قديم سترتفع  نسبة المشاهدة، كما  ستنتقل لهم الخبرة، لكن الموقف المتشدد ضد المذيعين القدامى من القيادات ومن بيدهم اتخاذ القرار فى المبنى.

       أرى على شاشات  التليفزيون من يضعون “ماكياج” وكأنهم فى “فرح فى حارة”، وأحجام تملأ الشاشات، مع أن التليفزيون به لجان متابعة ولجان مذيعين وتقييم أداء، ولا أعرف لماذا لا تقوم بدورها.

       لا أتابع قناة تليفزيونية محددة، لكنى أقلب بين القنوات، ولا أشاهد “الصراخ” فى “التوك شو”، والتكرار بينهم جميعا، وجعوا قلبنا بفستان فنانة وبطانتها، والتانى يستضيفها تبكى، والثالث يدافع عنها، مع أن البلد يعيش أوقات صعبة والناس تحتاج إلى الفهم أكثر، بدلاً من السخط لدى قطاع كبير لعدم فهمهم، ولا يوجد برنامج واحد يشرح ما يحدث على الأرض ولا ما سوف نكون عليه بعد عام، فكل واحد يقول: “وأنا مالى، وهستفيد إيه”.

       لا يوجد على الشاشة برنامج أعتبره إمتداد لبرامجى “سلوكيات” و”على الطريق” رغم وجود برامج كثيرة تتناول المشاكل فى الشارع والعشوائيات والنظافة، ومعظم هذه البرامج تتجمل ولا يوجد تلقائية حقيقية ولا ترصد المشاكل دون “شحاتة” على الناس، على البرامج أن  ترصد فقط مشاكل الناس دون أن تشحت” عليهم، ولا أعتبر أن التبرع لهذه البرامج صدقة ولا زكاة ولا غيره.”

       الجمهور طيب ولكنه ليس غبيا، وحين يشعر أنه ضحك عليه يهرب، لكن الإعلام هو الذى عرفنا بالوجوه التى أضرت بالبلد، وحين عرفنا حقيقة الأشخاص التى صدرها الإعلام للمشهد، كرهنا هذا الإعلام وكرهنا من صدرها مثل محمد البرادعى ومحمد الظواهرى وحازم أبو إسماعيل وكل من كانت القنوات تجرى على بيوتهم لتسجل معهم، ففى فترة لعب الإعلام بالناس بشكل غير نزيه.

       أعيش حالة رضا وقناعة وعلمت نفسى السلام والرضا مع نفسى، طبعا حزنت لعدم تطبيق ما كنت أحلم به فى عملى، لكن الله سيجازى المتسبب، وكانت تأتى لى عروض من قنوات خاصة لكن كان الأمر صعب، لشعورى أنى لا يمكننى العمل إلا فى ماسبيرو، أعطيته 35 سنة من عمرى، وأحببته، كنت أجلس به أكثر ما كنت أجلس فى بيتى، لكن ما ساعدنى على الرضا تواصلى مع الناس وتواصلهم معى وحبهم لى، ولا زلت أحب الشارع ولم أحب يوماً تقديم برنامج فى الأستديو.

       عملت كمذيعة ربط فى بداياتى التزاما بتعليمات العمل، ولم أقتنع به، ثم بدأت أقدم برامج بتكليف من همت مصطفى رئيسة التليفزيون رحمها الله، ثم طلبت منى التفكير فيما أحب أن أقدم، فاخترت طريقى فى العمل ببرامج الشارع، رغم أن المذيعات كانوا “بيتخانقوا” على مذيعة الربط لكنى لم أفضل ذلك.

       حدثت لى مشاكل كثيرة بسبب عملى، حتى أنه تم حرق سيارتى عدة مرات، وقفت وكل الناس تجرى بسياراتها من أمام العمارة لأن سيارتى ستنفجر وينفجر بها “تانك” البنزين، وكان زوجى يقول لى “كفاية كده”، لكنى لم أتراجع نهائيا. لا أحب أى عمل إلا شغل الشارع، كما أننى عملت عدة حلقات مع فاقدى البصر  فى الوفاء والأمل لكن التليفزيون كان يرفض هذا العمل. وقدمت أحلى الحلقات مع الأقزام وصورت فى بيوتهم حيث كانت بيوتهم صغيرة وأثاث بيتهم صغير،  وصورت فى عملهم بقهوة الأقزام، لكن التليفزيون كان يقول “الناس مش ناقصة” ويرفض هذا العمل.

شاهد: نهايات مأسوية.. عمر خورشيد قتلته السياسة