نعيمة وصفي: جولفدان هانم التي أفسدت جشع التجار

محمد حسن الصيفي

_ أُحب أم كلثوم “ست الكل قبل الكل” ..، أينما توجد أغنية لأم كلثوم أسهرلسماعها مهما كنت مرهقة بعد يوم طويل من العمل …

_ هوايتي القراءة، لا أترك ورقة دون قراءتها، أحب طه حسين وعبد الرحمن الشرقاوي ونجيب محفوظ وإسماعيل ولي الدين..

_ حصلت على جائزة “الشباب” من وزارة المعارف عن قصتي القصيرة “القاتل” 1948.

نرشح لك: فادية عبد الغني.. أبرز ما قدّمته فوزية فراويلة في 30 عامًا

_ كتبت للتلفزيون “أين مكاني، أم لأولادي” وقمت بإعداد “مسافر بلا متاع” وقدمت للمسرح “الشوارع الخلفية” لعبد الرحمن الشرقاوي وكتبت لتلفزيون دبي “طيور جارحة”

كان هذا جزء من لقاء نادر وممتع امتد لمدة لساعة للنجمة الكبيرة “نعيمة وصفي” وهي تتحدث فيه عن كل شيء في الحياة، عن الطفولة والإرهاصات الفنيّة المبكرة، العرض المسرحي الأول بالمدرسة الذي شاهدته وحفظته كاملاً وسهرت تؤديه في بعد العودة للمنزل.

تتحدث عن الفن والهوايات والكتابة والمسرح والسينما والإذاعة، تلقي أبيات باللغة العربية الفُصحى كتبتها في حالة من الشجن قبل أن تُرزق بمولودها الأول …

يستوقفني الملامح، وجه صارم، ملامح محددة، أفكار واضحة، ثقافة، دراية واسعة، استرسال دون ترهل أو تلعثم، المرأة المصرية بالوجه المحنك، الصعيد يرسل دائمًا أصحاب المهمات المحددة.

جاءت إلى الدنيا في العام الذي حصدت فيه مصر أولى ثمار ثورة 1919، فهي من مواليد ديروط 10 فبراير 1923 عام الدستور، وقد كانت، حيث جاءت على مستوى الحدث، حيث النظام والوعي والطموح.

قُبلت في الدُفعة الأولى لمعهد التمثيل، ولم لا وقد دربتها قبل الاختبارات “نجمة إبراهيم” ما بين “مجنون ليلى” و”كليوباترا” ، “كُنتُ الأولى على الفتيات في اختبار المعهد”

تخرجت 1947 بصحبة مجموعة أصبحوا جميعًا عمالقة المسرح والسينما والتلفزيون “كمال حسين وعمر الحريري وحمدي غيث ونبيل الألفي وصلاح منصور” وانتقلت المجموعة بعدها بالكامل للمسرح المصري الحديث، لتبدأ معهم صناعة جزء جديد من تاريخ المسرح المصري الحديث.

كتب الصحفي “سامي فريد” في ذكرى ميلادها في الأهرام عدد 9 فبراير 2018:

كان لقائي الأول بها في الاتحاد الاشتراكي، كانت أمينة المرأة في العاصمة، حيث كانت صاحبة فكرة نزول المرأة إلى المجمعات الاستهلاكية للحد من ظاهرة “الدلالات والقماطين” الذين يحجبون سلع المجمعات الاستهلاكية عن الجمهور.

يتذكر لقاءاته المتعددة بها:

كانت تسألني عن يحيى حقي، وتناقشني في أعماله وحدثتني باستفاضة عن عبد الناصر والفرق بين الشيوعية والاشتراكية، وفي إحدى المناسبات سألتها عن معنى التروتسكية كإحدى فروع الشيوعية فشرحت لي الفرق بين اللينينية والستالينية أولاً ثم التروتسكية !

لك أن تتخيل هذا التكوين وهذه المفردات والأدوار المجتمعية والأفكار السياسية وأنت تشاهد عنايات هانم في “حكاية ميزو” !

امرأة كبيرة في السن، صاحبة حضور كوميدي مدهش وبالغ التأثير في العمل، يحاول بن أخيها “ميزو” النصب عليها وهي أيضًا تبادله نفس المحاولات !

من ينسى “جلفدان هانم” وعظمة أداءها في تلك المسرحية القديمة

ولم يقتصر عطاء نعيمة وصفي على ذلك فقدمت في الإذاعة العديد من المسلسلات الإذاعية في أوج فترات الإذاعة المصرية، كما شاركت في إعداد وكتابة البرامج

قدمت للسينما 32 عملا سينمائيًا، وعشرات الأعمال المسرحية والتلفزيونية، وتوفيت 7 أغسطس 1983

توفيت عن عمر يناهز الستين، قدمت الكثير من الأعمال، تخصصت في أدوار الأم والجدة منذ الصغر لقدراتها التمثيلية القوية ونبرة صوتها المتفردة المعبرة عن الحكمة، قدمت إبداعًا من خلفيّة غنية بالمعرفة والفكر والقدرة، وأجابت بطلاقة عن السؤال الذي ظل يؤرقني “لماذا كل هذا الحنين إلى الماضي؟!”

محمد ناصر علي.. الشاعر الذي باع نفسه للإخوان

شاهد: نجوم مصر في معرض النحاتّة مي عبد الله