مارلين مونرو الشرق.. لماذا لُقبت بـ"عِند رستم"؟

نرمين حلمي

متى ذكر اسم الفنانة هند رستم، تعالت صيحات التأكيد على أهمية الدقة والانضباط والالتزام بالمواعيد واحترامها، كما كانت تتعامل دومًا مع المقربين منها، أو خلال تأديتها لعملها الفني، ويعود الفضل في تأصيل تلك التعليمات في عقلها، للمخرج الراحل حسن الإمام، والذي لم يكن له تأثير فعال على طريق “رستم” الفني فقط، بل على نمط حياتها أيضًا.

“حسن الإمام هو الذي صنع اسم هند رستم، هذه حقيقة لم أتنصل منها يومًا، بل أفخر بها دائمًا، فقبله كنت مجرد ممثلة ناشئة تؤدي الأدوار الثانوية، ولا يشعر المخرجون بموهبتها، وكان هذا يحزنني، ولذلك كنت أبحث عن مخرج كبير يخرج الطاقات المدفونة بداخلي حتى عثرت على حسن الإمام”.. هكذا وصفت “رستم” علاقتها بأستاذها ودوره الكبير في حياتها، في كتاب “ذكرياتي.. هند رستم” لأيمن الحكيم، الصادر عن دار الكرمة للنشر والتوزيع.

نرشح لك: أيام الحُب والمرض في حياة هند رستم

بدأ نجم “رستم” الفني يسطع بعد أولى مشاركتها مع المخرج حسن الإمام، في فيلم “الملاك الظالم” عام 1954، ثم عملت معه كبطلة في عشرة من أفلامه: “اعترافات زوجة”، “بنات الليل”، “الجسد”، “الحب العظيم”، “عواطف”، “شفيقة القبطية”، “امرأة على الهامش”، “الراهبة”، “الحلوة عزيزة”، “عجايب يا زمن”، ولم يقطع علاقته بها بعد اعتزالها التمثيل، بل كان يريد عودتها من جديد، حيث عرض عليها بطولة أربعة أفلام ولكنها رفضت وقتذاك.

تمتلئ جعبة ذكريات “رستم” بالعديد من المواقف، خلف كواليس عملها مع “الإمام”، منها ما حدث ذات يوم من أيام تصويرها لـ “شفيقة القبطية” عام 1963، أحد أفلامها مع “الإمام”، عندما ذهبت إلى الاستوديو ووقعت مشكلة، حينما وجدت مطلوب منها تمثيل أكثر من ثمانِ صفحات، بالرغم من أن “الإمام” اعتاد على أن يؤجل المشاهد الطويلة من الأعمال لـ “رستم” في أعمالهم السابقة؛ حتى تعتاد على “الشغل” وفريق العمل الجديد، وهو ما جعلها ترفض تأديته، موجهة شكوتها لمساعد المخرج: “الأستاذ رباني ما اعملش مشاهد طويلة في أول يوم تصوير!”

نرشح لك: قال لها “اجلسي في بيتك”.. ماذا فعلت هند رستم مع هذا الصحفي؟

ظل مساعد المخرج مصممًا على رأيه، وهو الأمر الذي جعلها تجمع ملابسها وأشيائها وتنصرف على الفور، بهدوء؛ طالبة منهم أن يجلبوا مكانها الفنانة هدى سلطان، والتي كان من المقرر تأديتها للدور قبل “رستم” ولكنها اعتذرت عنه، وعندما علم “الإمام” بما حدث، أكد أنها معها حق وأنه اعتاد على فعل ذلك معها بالفعل، ومن ثمّ قرر أن يقطع لها المشهد، وعندما علمت “رستم” بذلك، عاندت وأصرت على حفظ المشهد كاملاً، حتى فاجأتهم لحظة التصوير ولم تقف عند النقطة التي حددها لها “الإمام”.

“سيبها يا أستاذ ما دام حافظة!”.. كان هذا رد مساعد المخرج بعدما طلب “الإمام” منها أن تقف عند المشهد الذي حدده لها بعد التعديل والقطع، فأجابه “الإمام” قائلاً: “ما أنا عارف إنها حافظة، دي مش هند رستم، دي عِند رستم!”، ثم ضحكوا جميعًا وتصافت النفوس، وتخلصت من الشد والتوتر.

وكان لتلك القصة الطريفة أثرًا طويل المدى عليها، فبجانب تعليمها الدقة واحترام المواعيد على يديه، ساهم “الإمام” في أن يتعرف أغلب العاملين معه في ذلك الوقت، على شخصية “رستم” الحقيقية، بل وصار لقب “عِند رستم” الذي أطلقه عليها، لازمة حياتية لا تفارقها أبدًا، في حياتها وبعد وفاتها، وصارت من أبرز المقولات التي اشتهرت بها أيضًا مثل شهرتها بـ “مارلين مونرو الشرق”، و”ملكة الإغراء”.

دعوة هند رستم لابنتها بسنت: ربنا ما يحوج إيدك اليمين لإيدك الشمال

شاهد: نهايات مأسوية لنجوم الفن..