أحمد فرغلي رضوان يكتب : Bohemian Rhapsody.. التمثيل يكفي

سواء كنت تحب الموسيقى أم لا، أو من عشاق “كوين” أم لا، عندما تشاهد فيلم Bohemian Rhapsody ستحبه وتخرج حاملًا مشاعر إيجابية وحالة مبهجة من كم الموسيقى الممتع والأداء الجذاب لبطل الفيلم الممثل الموهوب رامي مالك.

الفيلم يحكي عن قصة فريدي ميركوري، أحد أساطير “الروك أند رول” مع فريق “كوين” مرورًا بحكاية الفرقة أيضًا منذ أنضم إليهم، مما جعل الكثيرين من عشاقهم يعيدون اكتشاف موسيقى فريق Queen من جديد والتي كانت سابقة لعصرها، ولذلك كان هناك ما يشبه عاصفة من حفاوة الترحيب بالفيلم محققًا نجاحًا جماهيريًا فاق توقعات صناعه.

الفيلم كان إيقاعه سريعًا ولكنه من أجل اللحاق لسرد حكاية “فريدي مع كوين” دون تفاصيل إنسانية كثيرة عن علاقات “فريدي ميركوري” سواء مع عائلته أو مع أصدقائه، ولذلك كان دراميًا يحتاج لمعالجة سينمائية أكثر عمقًا وغوصًا في الشخصية مما حدث، فكان يقفز فوق السنوات مكتفيًا بمعلومات وحوادث للفريق مع لحظات لحفلاتهم وجولاتهم “مثل أفلام عبد الحليم مشاهد المطرب بعد الشهرة وجولاته”، الفيلم دخل مباشرة بعد دقائق في كيف أنضم فريدي لكوين دون تفاصيل عن حياته.

ممكن أن تكون قرأت تلك المعلومات عن “كوين” على الإنترنت، ولذلك كنا ننتظر خبايا عن حياته التي تحمل الكثير من المشاعر والمعاناة لفريدي، فأعمال السير الذاتية تتطلب إضافة الكثير عما هو معروف من معلومات وتحويلها لدراما ومشاعر إنسانية، ولكن اللافت أن المشاهدين تعاطفوا مع فريدي ميركوري بشدة بسبب أداء الممثل رامي مالك.

وعلى مستوى المشاعر الإنسانية لشخصية فريدي كان الجزء الأفضل دراميًا بالفيلم واقترب من شخصيته علاقته مع حب عمره “ماري اوستن”، وهذا الجزء أيضًا كان يجب إعطاءه وقتًا أطول في السيناريو إلى جانب علاقته بأسرته والتي لم نشاهدها سوى دقائق قليلة بمشهد مؤثر عندما يتصالح مع والده في نهاية الفيلم!؛ وكذلك في لحظات اكتشافه واعترافه بالمرض “اللحظة الأهم في حياته” كانت من الممكن أن تظهر بشكل أفضل دراميًا ولكن كان السيناريو كأنه يريد أن ينهي الفيلم سريعًا.

وأيضًا لم يقترب الفيلم من شخصيات الفريق رغم أنهم حاضرون معظم أوقات الفيلم! وكأن العمل مرتبكًا ما بين الاثنين “فريدي وكوين”!.

يتردد في هوليوود أن الخلافات الكثيرة التي مر بها الفيلم حتى خرج للنور هي التي أثرت على نتيجته النهائية، أبرزها تدخل مدير queen في فرض رؤيتهم على العمل، وأيضًا تبديل المخرج قبل إنتهاء التصوير وهو العنصر القاتل لأي عمل سينمائي! أن تتبدل رؤى الإخراج أثناء التصوير، وأعتقد أن صُناع الفيلم لم يتوقعوا ذلك النجاح الكبير الذي يحدث حول العالم ولكنه “سحر” موسيقى “كوين” هي الجاذبة للجمهور والذي شاركوا بأصواتهم أثناء تحضيرات التصوير، وهو ذكاء جعل الجمهور حول العالم يستعد قبلها بفترة لاستقبال فيلم عن فريقهم الغنائي.

التمثيل في اعتقادي هو العنصر الأبرز والأعجب في هذا العمل ووضح المجهود الكبير الذي بذله رامي مالك في التحضير للشخصية كما يجب فهي “فرصة العمر” واقتنصها بنجاح، وبدأ الآن مرحلة حصد الجوائز بعدما ترشح للجولدن جلوب كأفضل ممثل، واقترب منها بعد إشادات النقاد حول العالم بأدائه، حتى الآن، الممثل الوحيد من أصل عربي الذي حاز أكبر عدد من الجولدن جلوب هو عمر الشريف “3 مرات”.

نجح رامي في جذب المشاهدين وتعاطفوا كثيرًا مع الشخصية في أزمتها النفسية الكبيرة التي عانى منها، ووصل لأفضل أداء له في الجزء الأخير الذي كان بمثابة one man show، لرامي مالك على المسرح في حفلهم التاريخي عام 1985 في استاد ويمبلي وكان من أكثر مشاهد الفيلم إثاره ومتعة وكانت أفضل نهاية للفيلم وتمحي سلبيات العمل من ذهنك.

مهما كانت الملاحظات لكنك لا تملك إلا أن تحب الفيلم بسبب سحر الموسيقى والأغاني وشعور البهجة الذي يتسلل إليك في مقعدك بالسينما، وأداء رامي مالك الذي “ولد” لهذا الدور.

أحمد فرغلي رضوان يكتب: السينما في 2018.. عام تحولات شباك التذاكر