كيف تشتري أفيشات نادرة للأفلام المصرية؟

نرمين حلمي

“الأفيش” السينمائي يحمل الكثير من تاريخ السينما، تجد نفسك هائمًا في سياق أحداث الفيلم، بمجرد رؤيته، يثير ذائقتك الفنية، ويصطحبك من الوهلة الأولى للتعرف على تركيبة شخوص الفيلم ومن ثمً يتركك للإبحار في عالمه.

تتميز الفترة ما بين خمسينيات وثمانينيات القرن الماضي في السينما المصرية، بنوع خاص من تلك الملصقات السينمائية، والتي رسمها عدة فنانين متخصصين في ذلك الوقت، حتى صنعوا منها، رسومات فنية خاصة بذاتها، تتوارث كالتحف الثمينة عبر العصور، وتتوفرحاليًا للبيع بأسعار تتراوح قيمتها من 195 لـ 825 دولارًا أمريكيًا، بحسب عروض الشركة التالي ذِكرها.

بغرض تعزيز الثقافة السينمائية، جاءت مهام شركة “سيتي لايتس بوسترز” “City Lights Posters”، بلبنان، بحسب حوار محمد دياب، مؤسس الشركة ببيروت، مع “إعلام دوت أورج“، والذي حدثنا عن هدف المشروع، وكواليس تجميعه للأفيشات السينمائية، ومعايير أسعار بيع الملصقات، وسر اختيار تلك الحقبة السينمائية، والكثير من التفاصيل، نرصدها خلال السطور التالية:

نرشح لك: 120 قناة غير مرخصة تبث في مصر.. تعرف على أبرزها

1- أنا مؤسس شركة “سيتي لايتس بوسترز”، قمت بتجميع الملصقات من مصر وبلاد عربية وأجنبية، لدي اهتمام بالسينما المصرية منذ صغري وكذلك لدي اهتمام بالفنون الغرافيكية مع أني تخصصت أكاديميًا في مجال تخطيط المدن. مشروع الشركة هو جهد جماعي، يساهم فيه العديد من الأشخاص غير المتفرغين، من مصممين إلى باحثين ميدانيين وأكاديميين إلى كتّاب فنيين ومسوقين.

2- زرت مصر مرات عديدة بحثًا عن الملصقات، لكن المفارقة هي أن معظم الأفيشات المصرية التي نجت، وخاصة تلك التي من الحقبة الأولى للسينما المصرية، لم أعثر عليها في مصر، إنما في دول تمتد من المغرب غربًا إلى إيران شرقًا، ومن لبنان إلى سلطنة عمان، فالسينما المصرية في ذلك الوقت كانت إقليمية بمعنى الكلمة.

3 – فُقدت معظم أفيشات السينما المصرية ولم يعد بمقدور أحد استعادتها. ولا يوجد مؤسسات رسمية مكرّسة لأرشفتها والقيام بأبحاث حولها. عبر السنوات كان لدي ولع بهذه الملصقات وقمت بتجميع ما تسنى لي العثور عليه. بدأت ألاحظ أنماطًا مختلفة، وبدأت أتتبع الأساليب الفنية للفنانين. كذلك لاحظت أن الملصقات تساعدنا على فهم الظواهر الاجتماعية والسياسية، وليس فقط السينمائية والمرئية.

4- مع نمو حجم هذه المجموعة الفنية، التي تتجاوز الألف ملصق، بدأت التفكير بمشاركة هذه القطع الفنية الجميلة والنادرة مع العالم وفسح المجال لهم لاقتنائها، ومن هنا ولد متجر شركة “سيتي لايتس بوسترز” “City Lights Posters”، وكان ذلك في عام ٢٠١٦.

5- التحدي الأول كان إحصاء هذه الملصقات ومدى ندرتها. انطلق المتجر الإلكتروني في عام ٢٠١٧، وسعينا إلى أن تكون زيارة الموقع تجربة شبيهة بزيارة معرض أو متحف، لذلك اعتنينا بجودة الصور، التي تكاد تنطق في بعض الأحيان. وكذلك نهتم بوصف الأفيشات والأفلام التي تستند إليها. نعتقد أن هذه الملصقات النفيسة تستحق العناية والإبراز بأبهى حلة، لهذا نهتم بأدق التفاصيل.

6- العثور على الأفيشات إجمالاً أمر صعب ويعتمد على الكثير من الصدف والأقدار، وجدت الملصقات في صالات سينما قديمة، وجمعت بعضها من هواة تجميع آخرين، ومن شركات توزيع الأفلام.

View this post on Instagram

Based on a novel by Ihsan Abdel Quddous, Faten Hamama stars as the matriarch of a proud family fallen on hard times after the death of the father. Unusual for posters of the era, the Lebanese edition of this poster features a photograph of the family arranged as a portrait. The yellow background and red lettering are particularly vivid, and the poster is offset lithographed on glossy paper. M Empire (1972) • Rare poster • Offset-lithographed • 70x100cm • Artist: Unknown • Link: http://bit.ly/2CuxsJI #originalposter #1970s #mempire #husseinkamal #fatenhamama #ihsanabdulquddus #citylightsposters #arabictypography #designinspiration #egyptiancinema #movieposters #offsetlithography

A post shared by City Lights Posters (@citylights.posters) on

7-  شركة “سيتي لايتس بوسترز” ليس لديها محل أو معرض في الوقت الحالي، حيث التركيز على المتجر الإلكتروني، ونحتفظ بالملصقات في بيروت في ظروف مناسبة للأوراق القديمة.

8- الكثير من الناس يفضلون مشاهدة الملصقات؛ فبدأنا القيام بما نسميه “جولات الملصقات” وهي فرصة للمهتمين بمشاهدتها والتعرف على تاريخها. يمكن حجز هذه الجولات للأشخاص والمجموعات، وهي تقام حاليًا تحت الطلب في سط بيروت، في مكان اسمه” Antwork”، مدة الجولة عادة ساعتين إلى ٣ ساعات، ونستعرض من خلالها أكثر من خمسين أفيشًا سينمائيًا، ويمكن للشخص الحجز منفرداً أو ضمن مجموعة حتى ١٢ شخصاً، فضلاً عن أن هناك تعريفة منخفضة التكلفة “بالنسبة لأسعار بيروت” للجولة، أو تصبح مجانية إذا اشترى أحد الأشخاص أيًا من الملصقات خلال الجولة.

9- لم نقم بجولات في القاهرة من قبل، بدأنا الجولات في بيروت آخر الصيف الماضي، ولدينا الرغبة في القيام بجولات في القاهرة، قد نحتاج لشركاء في القاهرة لوجستيًا، ويمكن للمهتمين في مصر التواصل معنا حيث يمكن أن نعمل جولات ملصقات كل فترة في القاهرة حسب  الاهتمام والطلب، يمكن لكل المهتمين التواصل معنا عبر البريد الالكتروني أو وسائل التواصل الاجتماعي.

10- يوجد بعض الملصقات التي يتواجد منها 10 نسخ؛ حيث إنه يمكن أن يصادف أن  بعض الأفلام لم تُعلق جميع ملصقاتها وقت طرحها بدور العرض السينمائية قديمًا، وبالتالي ظل هناك أكثر من نسخة واحدة لها، واستطاعنا الحصول عليها، ولكن هناك ملصقات أخرى لا يتوفر منها سوى ثلاث نسخ أو نسختان أو نسخة واحدة، ونحن نحاول الاحتفاظ بالملصقات النادرة جدًا ذات القيمة التاريخية لدينا.

11- نحدد سعر بيع كل ملصق سينمائي من خلال “درجة الندرة” وهو الموجود بصحبة كل ملصق سينمائي معروض على الموقع، باسم “Scarcity Index” ويظهر لكل رواد الموقع؛ حيث يظهر درجة ندرة هذا الملصق، بين مؤشر لوني الأخضر والأحمر، حيث يكون الملصق السينمائي الأكثر ندرة ذات السعر الأعلى، بينما الملصقات المتوفرة بكمية أكثر، هي التي تتوفر بسعر أقل، كما أن سنة إصدار الملصق تعد معيارًا ثانيًا، فضلاً عن “حالة الورق” والتي تعد بمثابة المعيار الثالث لتحديد سعر الملصق.

12- مجموعة الملصقات السينمائية المعروضة حاليًا على الموقع هي نسبة قليلة من الملصقات التي نمتلكها، ونحن نحرص على إضافة مجموعة جديدة بشكل دوري كل شهرين على الموقع. يوجد لدينا ملصقات سينمائية لأفلام عربية ومصرية وسورية ولبنانية إلى جانب ملصقات أجنبية ولكنها هي الأقل في العدد، مثل بوسترات أمريكية وإيطالية وسوفيتية.

13- سبب اختيار ملصقات سينمائية لأفلام مصرية ما بين حقبتي الخمسينيات والثمانينيات؛ لأنها أكثر السنوات خصوبة لإنتاج السينما المصرية، هناك عددًا كبيرًا لهذه الفترة، أمًا فترة الثلاثينيات والأربعينيات تميل إلى أنها ملصقات نادرة جدًا والأصعب في الحصول عليها، وقريبًا سنضيف على الموقع من هذه الفترة، أمًا بداية من أوائل التسعينيات بدأت الملصقات تكون نتيجة شغل “فوتوشوب”، لمواكبة العصر، ولكنها غير مرسومة ولا تشبه اللوحات، ونحن نركز بصفة خاصة على الملصقات السينمائية التي تشبه اللوحات المرسومة.

14- وجدنا أن الإهتمام بشراء الملصقات السينمائية يأتي من كافة أنحاء العالم، لاسيما العالم العربي، وتتنوع الأسباب ما بين شخص لاَخر، فهناك منَ يحبها من أهل الفنون لمجرد إعجابهم بشكل التصميم، وهناك مَن يسترجع معها ذكرياته القديمة المرتبطة بتلك الأفلام، فضلاً عن أن هناك توجه عام فنيًا للعودة إلى الأشياء القديمة أو بما يسمى “نوستالجيا” لتراث الفنون العربية بالقرن العشرين.

15- جاء اسم الشركة “city lights”؛ نسبة إلى الأضواء المعلقة على مداخل السينما، وهي كانت علامة مميزة لصالات السينما بمصر وبالعالم العربي، وهي التي تسمى بالإنجليزي “Marquee lights ” أيضًا، بالإضافة إلى ارتباط السينما بتطور الحياة المدنية أو الحضرية بمصر والعالم العربي خاصة بدءًا من فترة الخمسينيات.

16- “سيتي لايتس بوسترز” اشتهرت بتقديمها ملصقات سينمائية أصلية، كما أننا نقدم “شهادة الأصالة” “certificate of authenticity” لكل مشترِ؛ أي أننا نقدم شهادة تثبت أننا فحصنا هذا الملصق السينمائي وتأكدنا بالفعل من كونه أصليًا قبل بيعه، وبالتالي نحن نتجنب إعادة طباعة أو نسخ تلك الملصقات بأقصى قدر ممكن، ربما نفكر أن نفعل ذلك في المستقبل لكن سيكون باسم تجاري اَخر بعيدًا عن “سيتي لايتس”؛ حتى لا يختلط على المشترين الفرق ما بين الأصلي والمطبوع.

17- “سيتي لايتس” تهدف لخلق المعرفة لكل ما يتعلق بأفيشات السينما المصرية،

نعمل على إصدار كتاب قريبًا في عام 2019، سيكون باللغتين: العربية والإنجليزية،

وسوف يسلط الضوء على تاريخ الأفيشات السينمائية، من ناحية ارتباطها بالمجتمع وتاريخ السينما ومواضيع متعددة، وهذا المشروع بدأنا العمل عليه من أواخر 2017. عرضنا مسابقة للاشتراك فيه، قدم فيها باحثين ومختصين حول العالم من عرب وأجانب، ومَن تم قبولهم، سيكتب كل شخص منهم فصل من فصول الكتاب.

جابر القرموطي يكشف تفاصيل حذف فيديوهات “الباشجابر”

شاهد: اليوتيوب يخطف هؤلاء من التليفزيون في 2018