الأستوديوهات التحليلية في مصر عبارة عن مشروع تجاري عالي التكاليف الهدف منة تحقيق الربح المادي و ليس نشر الثقافة الرياضية لذلك نري أنها جميعا تعتمد علي مقدم ذو جماهيرية عريضة- دون الأهتمام بمقدار مصداقيتة- و تستضيف نجوم كروية معروفة – بغض النظر عن كفائتها في التحليل- من أجل ضمان كثافة المتابعة و أقتناص أكبر كم ممكن من الأعلانات التجارية. الصراع بين هذة الأستوديوهات علي أستقطاب أشهر الأسماء عن طريق الأغراء المالي و أشياء أخري يشبة كثيرا المنافسة بين الأندية المحترفة علي التعاقد مع أفضل اللاعبين من أجل ضمان التفوق و هو بالتأكيد عمل مشروع في كلتا الحالتين لو تم بطرق شرعية محترمة و ليس باساليب ملتوية تعتمد علي الخطف و أستغلال الثغرات في العقود.
معظم الضيوف أساتذة متخصصين يؤدون دورا مهما في تعريف المشاهد بما لا يلاحظة في أثناء المشاهدة لكن يعيب علي بعضهم كثرة (اللت و العجن) و تعمد أستخدام مصطلحات (مجعلصة) من اجل أثبات ثقافتة و تاكيد أستاذيتة!. يؤخذ عليهم أيضا -خصوصا المدربين منهم- التركيز أحيانا علي التضخيم من أخطاء مدير فني بعينة مما يجعلهم متهمين بالسعي لأسقاطة من أجل أن يحلوا محلة! أنا شخصيا لا أميل لهذة النظرية التأمرية علي أعتبار أن جميعهم اسماء كبيرة لا تحتاج لمثل هذا الأسلوب الرخيص من أجل الحصول علي عمل , كذلك لأن التحليل في القنوات الفضائية أربح و أريح بكثير من مهنة التدريب.
أستمتع كثيرا بالقدير /حسن المستكاوي الذي يكشف عن كل خبايا الأمور التكتيكية بعبارات بسيطة متزنة لا تخلو من خفة الدم الموروثة عن والدة الراحل , أحرص أيضا علي متابعة المبدع /خالد بيومي الذي يتمتع بثقافة كروية مذهلة ممزوجة بقدرة فائقة علي قراءة سيناريو الأحداث مع توقع صائب لأداء اللاعبين و فكر المدربين. , كذلك أشاهد فيديوهات (الكورة مش مع عفيفي) للمهندس الزملكاوي أحمد عفيفي الذي يخاطبنا بلغة جديدة ذات مفردات متميزة تجعلة متفردا في مجالة رغم تعصبة الشديد لنادية و تجاوزاتة اللفظية أحيانا التي قد تزيد من حدة التعصب بين الجماهير خصوصا عندما يتحدث بأسلوب لا يليق عن النادي الأهلي و يسخر من تاريخة و بطولاتة.
التخصص في الحديث عن كرة القدم و فنياتها يحتاج الي أمتلاك حسن الرؤية الفنية مع كثرة المتابعة و الأطلاع أكثر من أحتياجة لأمتلاك خبرة ممارسة اللعبة. الدليل هو أن أبرز النقاد و المحللين في مصر و العالم لم يكونوا من اللاعبين المشهورين بل أن أكثرهم لم يلعب الكرة الا في نطاق الهواية فقط!.
للتواصل مع الكاتب