أحمد فرغلي رضوان يكتب: حزب هوليوود.. وبداية مبكرة لهزيمة ترامب

“هي واحدة من إمعات هوليوود” يبدو أن تلك التغريدة التي وصف بها ترامب النجمة الكبيرة ميريل ستريب لا تزال عالقة في أذهان أهل هوليوود ولم ينسوها، ولا يخفى على أحد أن معظمهم ضد الرئيس الحالي وسياساته والنقد متبادل وموصول بينهم وبينه في جميع مناسباتهم، وإلى جوار ستريب نجد تصريحات لويل سميث وهاريسون فورد وسلمى حايك ومات ديمون والقائمة تطول.

وصلت ذروتها عندما هاجم ترامب المهاجرين فوصف عدد من نجوم هوليوود تصريحاته بالمجنونة والمقززة والمحرجة!

الأيام الماضية أجريت انتخابات التجديد النصفي الأمريكية والتي تكمن أهميتها في كونها اختبارًا هامًا للرئيس في منتصف ولايته. الديمقراطيون استطاعوا انتزاع مجلس النواب والجمهوريين حافظوا على تفوقهم في مجلس الشيوخ، وهو ما يعني اننا امام كونجرس منقسم، وانتصار الديمقراطيين سيحد من التغيير الكبير في السياسات المحافظة للرئيس ترامب فيما يتعلق بالتأمين الصحي والسياسات ضد المهاجرين وغير ذلك.

وكان هناك أمرًا لافتا حيث وضح ارتفاع عدد الناخبين الذين أدلوا بأصواتهم في هذه الانتخابات والذي هو الأعلى منذ خمسين عاما! واقترب من 50% في تحرك ناجح من الديمقراطيين لتشجيع الناس على التصويت كردة فعل ضد سياسات ترامب، وأيضا كان هناك تحول في نتيجة انتخابات حكام الولايات ففي حين كان ثلثا حكام الولايات من الحزب الجمهوري “33 جمهوريا مقابل 16 ديمقراطيا” فقد كسب الديمقراطيون 7 ولايات جديدة ليقلصوا الفارق الى 26 للجمهوريين مقابل 23 للديمقراطيين! وهو ما يشير إلى صعوبات سيواجهها ترامب في إنتخابات 2020.

“حزب هوليوود” كانوا حاضرين بقوة في ذلك التحول حيث وجدنا عدد من نجوم هوليوود يحثون ملايين متابعيهم على السوشيال ميديا للنزول والتصويت.

فمنذ جاء الرئيس الجمهوري دونالد ترامب ليسكن البيت الأبيض ويمكن القول أن ما يعرف بـ”حزب هوليوود” بدأ يعلو صوته في صفوف المعارضة الأمريكية ضد ساكن البيت الأبيض الجديد!

فوجدنا قبل انتخابات الكونجرس النصفية عدد من نجوم هوليوود يدعون الناخبين للنزول والتصويت بقوة لمعارضة ترامب، أبرز تلك الدعوات كانت من ليوناردو دي كابريو وبراد بيت وجوليا روبرتس والإعلامية أوبرا وينفري وتايلور سويفت وكاتي بيري وليدي جاجا، حيث وصفها دي كابريو بأنها “أهم تصويت في التاريخ”، وتسابقوا في نشر صورهم أثناء التصويت.

وامتد الأمر مؤخر قبل التصويت على الانتخابات النصفية لنجوم هوليوود “الكبار” أيضا، حيث قالت “جين فوندا” 80 عاماً إنها تأمل أن يدرك الشباب ما هو على المحك وأن هذه الانتخابات أكثر من أي تصويت آخر أتذكره ستحدد ما إذا كان بإمكاننا الاستمرار في وصف أنفسنا بالبلد الديمقراطي وما إذا كنا سنتمكن من العَيش في بلد به أُناس مختلفون عن بعضهم البعض ونتعايش سويّاً بحق.

وهكذا فلا تكاد تمر مناسبة فنية يجتمعون فيها من دون توجيه النقد أو السخرية، وكانت ضربة البداية عن طريق أسطورة هوليوود ميريل ستريب أثناء تسلمها جائزة جولدن جلوب وسخرت منه مما دفع ترامب للاشتياط غضبًا على تويتر وكتب عدة تويتات يهاجمها ومعها أهل هوليوود، وكانت سبق وقدمت عرض مسرحيا متقمصة شخصيته بمكياج ساخر! قبل فوزه في الانتخابات.

وبات أصحاب هوليوود ضد سياسات ترامب خاصة فيما يتعلق بالأجانب، حيث يرون أن هوليوود قائمة على التنوع الذي أثرى السينما، ولو طردنا الأجانب لن يكون هناك ما نشاهده سوى مباريات كرة القدم والفنون القتالية!

لذلك انتخابات التجديد النصفي مؤخرا بروفة قوية قبل انتخابات الرئاسة 2020 تفوق فيها “حزب هوليوود” بنجاح لافت.

أحمد فرغلي رضوان يكتب: إليسا.. وبداية حياة جديدة