قال لها "اجلسي في بيتك".. ماذا فعلت هند رستم مع هذا الصحفي؟

نرمين حلمي

على عكس الكثير من الفنانين، الذين يكرهون الإعلام والصحافة، روت الفنانة الراحلة هند رستم أنها جمعتها علاقة طيبة وقوية بالصحفيين، طوال رحلتها مع الفن وحتى بعد الاعتزال، مشيرة إلى أن الصحافة هي التي دعمتها بقوة، وسبب شهرتها بلقب “مارلين مونرو الشرق”.

امتد هذا الاحترام والتقدير على كل معاملتها مع الصحفين والنقاد؛ وفي تعاملها مع كل ما يُكتب عنها، سواء كان المقال النقدي مدحًا أو ذمًا في أحد أدوارها الفنية؛ بحسب ما كانت مقتنعة تمامًا أن هذا هو دور الناقد الحقيقي، واصفة دوره بأنه “الأستاذ الذي يقسو على تلميذه بغرض إصلاحه وتقويمه”، ولم تغضب قط مما يكُتب عنها، بل كانت تغضب إذا تجاهل النقاد نقد اَخر أعمالها الفنية.

نرشح لك: عبد الناصر من وجهة نظر هند رستم.. وقصة الـ 3 لقاءات

“إذا لم يكن لكِ رغبة في العمل فالأفضل والأكرم أن تجلسي في بيتك حتى تحافظي على اسم هند رستم”..هكذا وجه الصحفي سعد الدين توفيق، رئيس تحرير “الكواكب” رسالته لـ “رستم” عام 1966، بعد عرض فيلمها “شياطين الليل” والذي اشتركت في تمثيله مع الفنان فريد شوقي، وإخراج نيازي مصطفى، وكان هذا يعد جزءًا من رأيه الذي كتبه على صفحات المجلة في عددها الجديد؛ ليوبخ “رستم” على أداءها؛ الذي شدد أنها مثلته “مِن غير نِفس”، معتبرًا هذا الدور هو بمثابة أسوأ أعمالها؛ لأنها لم تكن فيه بحالتها الطبيعية.

وكما قيل إن الفنان يشعر جيدًا بما يقدمه، ويعرف ما هو الدور الذي يصيب الهدف صحيحًا، وما هو يخطئ ويحيد عن ذلك، كانت “رستم” على علم جيدًا بما قدمته، وهو ما جعلها تسعد بما كتبه “توفيق” عنها، وتقرر أن تتصل به؛ لتشكره على ما وضحه وكتبه؛ ليتفاجأ الثاني بذلك، ويتساءل مندهشًا: “يعني إنتِ مش زعلانة من كلامي وهجومي؟!”، فأجابته: “بالعكس، ده أنا مبسوطة جدًا”، ثم وعدته بتنفيذ ما طلبه، قائلة: “لأنك حسيت بيً، أنا فعلاً عملت الفيلم من غير نِفس، وما كنتش في حالتي الطبيعية، وأوعدك إني ما اعملش فيلم إلا لما أكون متحمسة له، ومقتنعة به، ومحبة للدور، ثم إن النقد ده كان في مصلحتي، وكتبه ناقد يخاف على اسمي وتاريخي، فإزاي أزعل منك؟! دا أنا بشكرك”.

تبدل الحال ما بين هجوم وعتاب ولوم، إلى نصيحة وشكر ومحبة وود، فبدل مِن أن تترجم “رستم” هذا الاهتمام في سطور مِن اللوم أو تختذله في موضع الكرامة والتعالي أو الغرور، حملت على عاتقها واجب الشكر والتقدير له، حتى وجه “توفيق” لها الشكر أيضًا، معبرًا عن فرحته بقبولها عتابه وتقديرها لأسبابه، وفهمها أنه لمصلحتها؛ على عكس رَد فعل بقية الفنانين الذين كتب عنهم في نفس العدد أيضًا!

مين اللي ميحبش نورا؟

شاهد: لمحات من حياة الفنان الراحل ممدوح عبد العليم في ذكرى ميلاده..