تجارب مؤسسات الإعلام الدولية الناطقة بالعربية بـ"منتدى إعلام مصر"

إيمان مندور

تناول منتدى إعلام مصر في أول أيام دورته الأولى، تجارب مؤسسات الإعلام الدولية الناطقة بالعربية لمواجهة تغيرات صناعة المحتوى، حيث تم طرح وجهات نظر وتجارب عملية لأشهر المؤسسات الناطقة بالعربية، على رأسها BBC وسكاي نيوز عربية وصحيفة الحياة وجريدة الشرق الأوسط.

قالت أمينة خيري، صحفية بجريدة “الحياة” إن أي مؤسسة إعلامية سواء كانت عربية أو ناطقةً بها، “تفصّل” المنتج بحسب ما يريده المتلقي، ووفقًا لاهتمامته على اختلافها، مشيرة إلى أن جريدة “الحياة” وغيرها من المنصات الناطقة بالعربية، تمثل نماذج عملية لكيف يستطيع الصحفيون من الدول العربية المختلفة العمل تحت سقف إعلامي واحد، موضحة أنه ليست “الحياة” فقط التي تصارع وتعيد هيكلتها كي تظل في مضمار المنافسة، بل المؤسسات كافة، لأنه منذ عام 2006 أصبحت السوشيال ميديا تشكّل تهديدًا حقيقيًا لوسائل الإعلام التقليدية.

نرشح لك.. انطلاق فعاليات منتدى إعلام مصر

من جانبه، قال محمد يحيى رئيس قسم الوسائط المتعددة في BBC العربية، إن أهم شيء بالنسبة لهم، كمؤسسة ناطقة بالعربية، أن يقدموا خدمة متميزة تجذب المتلقي، مؤكدًا أن الهاتف المحمول تفوق بالفعل على التليفزيون والراديو كوسيلة أولى لتلقي الأخبار، لذلك حاولوا في BBC تحليل احتياجات الجمهور، فوجدوا أن المتلقي لا يريد الخبر فقط في حد ذاته، بل التحليل والتعليم وزيادة المعلومات.

وبسؤاله عن الاختلاف بين BBC عربية، وغيرها من المؤسسات الناطقة بالعربية، أوضح أن BBC تقدم خدمات إخبارية بأكثر من 40 لغة، بالتالي كل قسم موجه لمنطقة جغرافية معينة بسياسة تحريرية تختلف من مكان لمكان، لذلك كل هذه المنصات موجهة للجمهور العربي الضخم، ووتنافس في تقديم الخدمة الأفضل التي تجذب المتلقي.

تابع أن تطور السوشيال ميديا لا يُشكّل تهديدًا لهذه المؤسسات بقدر ما هو فرصة يجب استغلالها، مشددًا على أن خير تحصين للمؤسسات الإعلامية لمواجهة هذا المد، هو الالتزام بالمهنية وأخلاقيات المهنة، كي يظل المتلقي واثقًا بهم كمصدر للأخبار الصحيحة.

في نفس السياق، أكد محمد هاني مدير تحرير جريدة “الشرق الأوسط”، أن فكرة اقتصار توصيل المعلومة لما يُطلق عليه “النخبة” أو القطاع المثقف المتابع للأخبار باهتمام، غير صحيح، وسقط هذا المعنى بعد التغييرات الثورية خلال السنوات الأخيرة، مضيفًا: “مهمتي إني أوصل هذه الخدمة الإخبارية بشكل نزيه وشفاف لأكبر قطاع من المتلقين”.

لفت هاني إلى أن تطور السوشيال ميديا فرصة وتحدي في الوقت ذاته، موضحًا أن “التريندات” أصبحت مقياس هام لمعرفة الاهتمامات اليومية للقراء، وبناء على هذه المعرفة نصنع قصصًا صحفية تهم القارئ، وتكشف له المعلومات الصحيحة، مستطردًا: “السوشيال ميديا أعطت فرص أكبر للوصول للقراء، لاننا في النهاية صناع محتوى”.

أما فيما يتعلق بأهم التحديات التي تواجه المنصات الناطقة بالعربية، أكد أن العائد الاقتصادي أبرز ما يواجههم، الأمر الذي يدفعهم لفرض سياسات تقشفية وتقليل نفقات إلى حد ما.

أما سمير عمر مدير مكتب القاهرة “سكاي نيوز عربية”، فقد أشار إلى أن المواطن العربي قد يكون لديه تشبع بوسائل الإعلام العربية، الأمر الذي يدفعه لمتابعة غيرها من الناطقة بالعربية، موضحًا أن فكرة التشبع مرتبطة بانجذاب المتلقي، وموخرًا المشاهد العربي تراجع اهتمامه بالأخبار، قائلًا: “مهمتنا أن نبحث عن قصة إخبارية جذابة ومشوقة تتمكن من إعادة هذا المتلقي مرة أخرى للشاشة.

يُذكر أنه انطلقت صباح اليوم، الأحد، فعاليات النسخة الأولى من منتدى إعلام مصر “الإعلام وعصر ما بعد المعلومات.. خطوة إلى الأمام”، والذي ينظمه النادي الإعلامي بالمعهد الدنماركي المصري للحوار DEDI، بحضور ٥٠٠ صحفي وإعلامي بشراكة إعلامية مع العديد من المؤسسات المصرية والعالمية، حيث يشارك في المنتدى صحفيون وإعلاميون من مؤسسات إعلام دولية وعربية.

شاهد.. برومو منتدى شباب العالم