أماني زيان تكتب: الخالة والدة (3)..عيش واغلط الله محبة

كانت التربية في أيامنا التي ليست ببعيدة، مبنية على العيب .. والصح واللي مايصحش ، وبطبيعة الحال كبرنا ووجدناه مرتبطا ارتباطا وثيقا بالدين، كالابتسام في وجه الغرباء وعدم مقابلة الناس بوجه عبوس أمر لا يصح لأنه “عيب” فالابسامة في وجه أخيك صدقة .

كانت كلمة ربنا شايفك كفيلة بإحياء الضمير بداخلنا طوال الوقت، كان الاهتمام بالمشاعر الانسانية هو الأساس، الله محبة كانت دستور كل بيوت مصر .

لم يكن الخوف من النار الفزاعة مثل تلك الأيام، بل الخوف من أن يغضب الله الذي يعطينا من النعم الكثير ، تعلمنا أن نحب الله ونحب ارضائه، دون الحكم على غيرنا فإذا ارتديت الحجاب لا يعني أبدا أنني أفضل من التي لا ترتديه، أو أنها سيئة وستدخل النار حتما ! وتصبح الحكاية ” هاهاأه أنا محجبة وحلوة وانت لأة !!

نرشح لك: أماني زيان تكتب: الخالة والدة (2).. هات لنا من قلبك حبة حرية

لم تكن المدارس تكرم الفتيات اللواتي يرتدين الحجاب في الإعدادية، كانوا يكرمون المتفوقين، وكانت هناك لوحة يكرم فيها أكثر التلاميذ أخلاقا وأدبا .

لذلك عندما أجد سمية (ابنة أختي) نموذج من الفتيات التي قررت الفرار الى الله ربما من اختلاط الحابل بالنابل وارتباط الحرية والرقي بالعري والتصاق الحجاب “بالفلح” !

أجدها تحاول أن تلتزم التزاما شديدا لا يناسب سنها فهي بنت الثامنة عشر سن الطيش والجرأة ، مجتمعنا جعل فتاة كانت في السادسة عشر تصلي وتبكي ! ” بتبكي على إيه ؟! هو إنتي لسه جيتي ولا روحتي ؟ ، بتعيطي ليه يا حاجة !! ”

تراني ببنطلون جينز فتحاول بكل لطف أن تخبرني بأنه ضيق وسيكون من الأفضل لو كان أوسع !

أرد عليها مازحة “حاضر يا تيتة ” ، في يوم ذهبنا لشاطئ في الساحل للسيدات فقط ، كنا تقريبا نعذبها .. فهي تخاف أن يراها رجل على الضفة الأخرى من الشاطئ، كنت أظنها في البداية تمزح ولكنها لم تكن كذلك !

نرشح لك: أماني زيان تكتب: الخالة والدة(1).. أولاد إخواتي الأعزاء.. شكرا

هي شخصية مرحة تحب الضحك والمزاح لكنها تضع لكل شيء حدود قاسية، أو ربما أنا أراها كذلك مثل قسوة من يكرهون المحجبات !

أتساءل كثيرا .. ألا تحب هذه الطفلة الحياة ، التجربة ، المغامرة ، مثلنا جميعا .. ثم بعد أن تخوض وتمر بكل ذلك تأخذ قرارها بالفرار الى الله .. أليس من حقها أن تعلم تماما مما ستفر ؟ أو ربما هي تعلم جيدا الى أين تخطوا خطاها ولن يعرف الندم طريقا لقلبها .

ثم أعود لأتساءل .. هل سيستطيع هذا القلب النقي استيعاب هذه الحياة المليئة بالعنصريين والمخادعين والفاسدين .. هؤلاء الذين يسخرون من الطيبين ويلقبونهم بالأغبياء ؟

كلما أراها تسلك هذا الاتجاه أخاف فقد سمعت من سنوات الأستاذ أو الشيخ لا أعلم بما يلقب نفسه الآن عمرو خالد يروي أنه كان في الثاني الثانوي ليس كأقرانه، كان يحب الصلاة والبكاء وحفظ القرآن وفهم معانيه، ودراسه الفقه ولم يعش حياته مثل من كانوا في عمره ، وأصبح يحلم بأن يكون داعية للدين !! ولكنه مع الوقت وكلما كبر ، نجد تصرفاته دعاية أكثر منها دعوة ، فمرة يدعو لمريدي صفحته على الفيسبوك أمام الكاميرات ولكل محبي صفحته فقط ! ! ومرة يحث مريديه على أكل فراخ معينة لأنها تساعد على التقوى وقيام الليل !!

فهل بدأ عمرو خالد مبكرا فجاء طيش الشباب وكثرة الأخطاء في الكبر ؟ أم أنه كان حقا مخلصا وانتهى مدعي ؟! العبرة حقا بالخواتيم .

ألم يقل رسولنا الكريم أن خير الأمور أوسطها ، أخاف أن تبدأ سمية بغلق النوافذ خوفا من رؤية شعرها وينتهي بها الحال وهي تعلن عن صبغة حلال أو صابونة تطهر أبدان المؤمنين !

أشفق كثيرا على شباب فروا إلى الله هروبا من مجتمع اختلت موازينه وضاعت المحبة منه فلم يجدوا الحب إلا في صحبة الله . والخوف مما يلي …