هل تدخل القنوات العربية مدينة الإنتاج؟ ..تحليل لإنذارات الأعلى للإعلام

ابتسام أبو الدهب

حملة يقودها المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، منذ بداية الشهر الجاري، لإعادة تصحيح الأوضاع فيما يتعلق بالقنوات التي تبث من خارج مدينة الإنتاج الإعلامي وذلك تفعيلا لقانون رقم 180 لسنة 2018، الذي صدر شهر سبتمبر الماضي لظبط المشهد الإعلامي، و ينص على منع البث من خارج مدينة الانتاج الإعلامي إلا بتصريح خاص من المجلس.

تأتي الحملة في الوقت الذي يتم فيه البث بطريقة عشوائية من حجرات فوق السطوح ومكاتب مجهولة، ما يسمح بظهور قنوات دون المستوى، ولذلك يستهدف “الأعلى للإعلام” أن تكون أماكن البث معلومة وتحت إشرافه لضمان احترافية ما يعرض على الشاشات الفضائية.

نرشح لك: في شهر النصر.. كيف عبر حمو بيكا التريند !

في بيان له، أكد المجلس الأعلى للإعلام أنه ينسق مع الشركات العاملة في مجال البث لبدء تنفيذ القانون، حيث أرسل خطابات إليهم لإخطارهم بمنع استيراد أو استخدام أجهزة البث إلا عن طريق الهيئة الوطنية للإعلام أو مدينة الإنتاج الإعلامي أو الشركات المملوكة للدولة، ومن ضمن الخطابات التي أرسلها المجلس، كان إنذارات لشركتي مسك و رامتان، بالإضافة إلى 6 شركات أخرى من ضمنهم شركتي Uni و its لمنع بث أي محتوى إعلامي من خارج المدينة دون تصريح، وإخبارهم بوجوب تنسيق أوضاعها خلال 6 أشهر.

المعروف أن كل القنوات الإخبارية العربية والعالمية تبث من منطقة وسط البلد أو بالقرب من نيل العجوزة، فمثلا تخرج قنوات بي بي سي عربية وسكاي نيوز عربية والحرة من عقار واحد بالعجوزة، فيما تتواجد قناة العربية في عقار آخر بالقرب من مبنى ماسبيرو وفي نفس المنطقة تتواجد قنوات أخرى عديدة.

موقف bbc عربية

وعن موقف القنوات الأجنبية التي تبث جميعها من خارج مدينة الانتاج، تواصل “إعلام دوت أورج” مع بعض المصادر المسئولة لمعرفة مصير تلك الشركات، خاصة و أن بعضها يملك تصاريح، فعلى سبيل المثال مكتب “BBC عربية” معتمد رسميا وبثه من خارج المدينة قانوني، ولكن القائمين على الإدارة يبحثون الآن إذا كان هناك أي تغييرات أو اعتراضات بين التصريحات الرسمية التي يملكها المكتب وبين شروط المجلس. ويدرس المكتب حاليا تبعات وأبعاد الموضوع وما تأثيرات البث من داخل المدينة على العمل الصحفي به، في حالة تم طلب انتقاله رسميا. وأكد مصدرمسئول أنه في جميع الأحوال سينفذ المكتب ما يقرره “الأعلى للإعلام” لأنه لا يجوز الخروج عن القانون بأي شكل من الأشكال.

أما بالنسبة للشركات التي تبث لقنوات أجنبية مثل شركة its، التي تتولى بث معظم القنوات غير المصرية، فقد أوقفت العمل حتى يتم التوصل إلى اتفاق بينها وبين المجلس، وقال أحد المصادر بداخل الشركة إنهم يملكون تصاريح معتمدة من المركز الصحفي للمراسلين الأجانب التابع للهيئة العامة للاستعلامات، مؤكدا أن موقف الشركة قانوني والقنوات التي تُبث تخضع لإشراف كامل لا يسمح بأي تجاوز، وأشار إلى إن المتضرر الأكبر هم الموظفون حيث تم وقف التعامل مع حوالي 93 شخص، في انتظار قرار نهائي لوضع الشركة.

خلفية نهر النيل

يأتي رفض بعض الشركات الإعلامية لنقل مقراتها إلى داخل مدينة الانتاج، لعدة أسباب منها رفض تغيير الخلفية التي تظهر وراء الضيف، حيث يعتبرونها نوع من الترويج السياحي، لأنه من المعتاد أن يظهر الضيف ووراءه منظر نهر النيل بوسط البلد، هذا بالإضافة إلى بُعد موقع مدينة الانتاج الواقعة في منطقة 6 أكتوبر، وهذا يصعب الأمر في حالة نقل الخبر، حيث أن الانتقالات من وسط البلد إلى أي موقع للخبر يكون أسهل وأسرع، هذا بالإضافة إلى اعتبار المدينة جهة منافسة .

أيضا، الشركات الإعلامية ترى في هذه الإجراءات نوع من التقييد الإعلامي، وفي هذا الصدد أكد المجلس بأن قراراته لا تقيد الشركات إنما تنظم فقط عملية البث، مشيرا إلى أن التغيير الوحيد هو نقل المكان، ولن يكن هناك أي تدخل من المدينة في العمل الخاص بهم.

الجدير بالذكر هنا أن تصريحا خرج من أسامة هيكل رئيس مدينة الإنتاج الإعلامي قبل أسابيع أكد فيه وجود تفكير في فتح مكاتب للمدينة في وسط البلد لتعمل من خلالها قنوات مثل العربية وسكاي نيوز وروسيا اليوم وغيرها، باعتباره حل وسط، أي يعملون داخل مدينة الإنتاج الإعلامي لكن دون الإنتقال لطريق الواحات حيث مقر المدينة الفعلي، لكن حتى الآن لم يظهر جديد حيال هذا الإقتراح، كما أن مصير الشركات التي توفر الخدمة سيصبح في مهب الريح .

ومن جانبه قال أحمد سليم، الأمين العام بالمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، في تصريحات خاصة لـ”إعلام دوت أورج”، إن هناك شركات استجابت لخطاب الإنذار وأرسلت خطابا لطلب تصريح، وأشار إلى أن المجلس سيعقد اجتماعا مع لجنة التراخيص والتصاريح، خلال أسبوع، لبحث طلبات الشركات وللتناقش حول القرارات النهائية التي ستتخذها، ومن ثم ستخطر جميع الشركات بها.

نقدم لك| أبرز 7 تصريحات مثيرة للجدل للكاتب يوسف زيدان