بدلة تامر حسني: نقاط التشابه والاختلاف بين الأصل الأمريكي والفيلم المصري

نورا مجدي 

رغم تحقيق فيلم “البدلة” نجاحا كبيرا وقدرته على تصدر قائمة الإيرادات لأفلام موسم عيد الأضحى المبارك، فضلا عن الحصول على إشادة النقاد والجمهور، إلا أنه من المعروف أن فكرة الفيلم ليست جديدة، فكما أعلن صناعه خلال التتر الفيلم مقتبس من أحد الأفلام الأجنبية وهو الفيلم الكوميدي “Let’s Be Cops” “لنصبح رجال شرطة” لـ دامون واينز، جيك جونسون.

نرشح لك: إنستجرام يضيف خاصية جديدة لطلبة الجامعة

تدور الفكرة الأساسية لكلا الفيلمين حول قيام رجلين بالتنكر في زيّ رجال الشرطة بسبب حفلة تنكرية وتتوالى الأحداث التي تجلب لهم المشاكل بسبب التنكر إلى أن يساعد الرجلان رجال الشرطة الحقيقيين في القبض على المجرمين، تلك هي التيمة الأساسية أو العامل المشترك في كلا الفيلمين الأجنبي والعربي المُقتبس منه، لكن بالنظر لتفاصيل العملين نجد الكثير من النقاط التي تحمل تشابهًا واختلافًا بين الفيلمين والتي يمكن رصدها فيما يلي:

1 – بطلي الفيلمين

يجسد دامون واينز وجيك جونسون في الفيلم الأجنبي دور صديقين غير ناجحين في عملهما أحدهما يعمل في شركة لصناعة الألعاب الإلكترونية والآخر مدرب كرة قدم أمريكية، الأمر ذاته في النسخة العربية “البدلة” مع بعض الفروقات فتامر حسني يجسد دور شاب تمت ولادته في اليوم نفسه مع خاله الذي يقوم بدوره أكرم حسني ويعاني كلاهما من الفشل فأحدهما لديه مشروع “مكعبات أطفال” يريد تمويله ويفشل والآخر حَكَم ضعيف الشخصية في لعبة كرة القدم.

2 – حفلة تنكرية

وهي نقطة التحول في بداية العمل تمهيدًا للصراع، فيحتوي كلا الفيلمين على حفلة تنكرية وهي السبب الذي يدفع أبطال العمل لارتداء ملابس الشرطة لكن مع اختلاف الأسباب، ففي “البدلة” كانت “ريم” التي تجسد دورها أمينة خليل صديقة “وليد” تامر حسني تقيم حفلة اعتقدوا أنها تنكرية فذهبوا بملابس الشرطة ليُفاجئوا فيما بعد أنها حفلة “dish party” لتجميع أصدقاء المدرسة، بينما في النسخة الأجنبية قال جيك جونسون لصديقه إن الحفلة التنكرية تقام كل عام منتصف يونيو للَم شمل المدينة ليذهبوا بملابس الشرطة أيضا ويجدوا أن الحفلة التنكرية ما هي إلا حفلة ارتداء أقنعة.

3 – بطلة العمل (العنصر النسائي)

جسدت نينا دوبريف دور البطلة في فيلم Let’s Be Cops وكانت تعمل “نادلة” في أحد المطاعم ونشأت بينها وبين دامون واينز قصة حب حينما علمت أنه رجل شرطة.

لكن في البدلة كان للعنصر النسائي تواجد أكبر حيث قدمت الفنانة دلال عبد العزيز دور والدة “وليد” تامر حسني وكذلك ظهرت أمينة خليل في دور “ريم” الفتاة التي أحبها “وليد”، وبسبب نظرة الإعجاب منها لكونه أصبح رجل شرطة استكمل خدعته وتظاهر بأنه رجل شرطة حقيقي.

4 – الإنتاج

رغم أن تكلفة إنتاج فيلم البدلة لا تضاهي تكلفة إنتاج الأفلام الأجنبية إلا أن الفيلم أنفق عليه ملايين لإخراجه بشكل ناجح، حيث صوّرت مَشاهد الأكشن بشكل حقيقي وليست عن طريق الجرافيك، ولأول مرة في مصر يتم تحطيم مول بسبب عدة مشاهد، ونجح الفيلم في تحقيق إيرادات وصلت إلى 15 مليون جنيه خلال الخمس أيام الأولى من عرضه في دور السينما، بينما بلغت تكلفة إنتاج فيلم Let’s Be Cops  حوالي 17 مليون دولار وحقق أرباحا تقدر بـ 138 مليون دولار أمريكي.

5 – العصابة

اختلفت فكرة جانب الشر في فيلم “البدلة” عن نظيره الأجنبي، فقد جسد ماجد المصري دور القناص الإسباني المصري الذي جاء لمصر لتنفيذ عمليات قتل إرهابية ضد شخصيات هامة وقام بطلي الفيلم تامر وأكرم بالقبض عليه في نهاية العمل، فلم تتواجد فكرة العصابات وتجسدت فقط في ماجد المصري ومساعده.

لكن في الأفلام الأجنبية فكرة العصابة تكون متأصلة وتحتوي مشاهدهم على العديد من الأكشن وهو ما تحقق خلال الجزء الأخير من فيلم Let’s Be Cops  حيث ساهم بطلي الفيلم في القبض على رئيس العصابة وإسقاط رجل الشرطة الذي كان يستغل سلطته لحماية “ماسي” رئيس العصابة.

LET’S BE COPS
TM and © 2013 Twentieth Century Fox Film Corporation.  All Rights Reserved.  Not for sale or duplication.

وأخيرًا رغم اقتباس الفكرة والتشابه بين ملامح الشخصيات إلا أن من يشاهد العملين السينمائيين يدرك الفارق الكبير بينهما، فالبدلة فيلم كوميدي به جانب رومانسي وبعض مشاهد الأكشن والإثارة، لكن بروح مصرية وتنفيذ وكوميديا يفرضها واقع المجتمع المصري، بينما فيلم Let’s Be Cops  رغم تصنييفه كعمل كوميدي إلا أنه يعد فيلم حركة خفيف به بعض الكوميديا الضمنية “كوميديا الموقف” بإنتاج كبير لذلك فإن المقارنة بين العملين ستصبح ظالمة لعدم توافق الإمكانيات الإنتاجية بين العمل المصري والأمريكي، ومع هذا فقد نجح صناع “البدلة” في نسج عمل خفيف ملائم للجمهور المصري.