كيف تستخدم "أمازون" منصة "تويتر" لنشر رسائل إيجابية حول طبيعة العمل في الشركة؟

نرمين حلمي

انتشرت مؤخرًا تغريدات تنقل صورة إيجابية عن طبيعة العمل داخل شركة “أمازون”، عَبر موقع التدوينات القصيرة “تويتر”، من قبِل حوالي 16 حسابًا مختلفًا، وهو الأمر الذي انشغل به الكثير من رواد الموقع خلال الأسبوعين الماضيين؛ لمعرفة السر وراء إطلاق تلك الحسابات.

تميزت تلك الحسابات الإلكترونية بطابع مميز عن غيرها؛ بحسب ما تذيل اسم كل حساب بـ لقب سفير أمازون FC، يدعى بالإنجليزية  “Amazon FC Ambassador”، وتنوعت اسامي وصور تلك الحسابات، ما بين صور للذكور أو الإناث، تتفاوت أعمارهم لتشمل سن الشباب وكبار السن، ويعملون في مستودعات بمناطق مختلفة، من مدينة كينت في واشنطن إلى جاكسونفيل في فلوريدا، كما أشار كل حساب عن وظيفته أو طبيعة شغله والفترة الزمنية التي عمل فيها في شركة “أمازون”، في ”Bio” أو المقدمة التعريفية الخاصة بكل حساب على “تويتر”، والتي تبين من خلالها أيضًا أن معظم تلك الحسابات أطلقت في شهر أغسطس الجاري لعام 2018.

لم تتشابه تلك الحسابات فقط في الاسم أو نمط المقدمة التعريفية لكلِ منهن، بل في عدد تغريدات بعضهن أيضًا، والتي تحتوي على صورة صاحب الحساب الإلكتروني على حد وصفه، أو صورة أخرى له وهو يعمل داخل الشركة، أو صورة كارت أو ميدالية تشير إلى ارتباطه بالشركة، ومعلقين عليها بالإشارة إلى فخرهم بالعمل فيها؛ منوهين عن عرضهم بمساعدة كل مَن يريد معرفة المزيد عن كيفية الانضمام للعمل في الشركة أو أجواء العمل بداخلها.

امتدت تلك التدوينات لتشرح تفاصيل طبيعة المعاملة التي يُعامل بها العاملين داخل الشركة، موضحين أنهم يحصلون على مرتبات جيدة، بالإضافة إلى إمكانية أخذ قسطًا من الراحة أثناء أداءهم لعملهم، مثلما كتب “جيريمي” أحد العاملين بالشركة، باللغة الإنجليزية: “غير صحيح، يحصل العمال على أجر عادل وهو ما يعادل ضعف الحد الأدنى للأجور، علاوة على ذلك، يسمح لي أو لأي موظف اَخر، استخدام المرحاض في أي وقت يريدونه، كما أننا، نقوم بعمليات التطوع أو جمع التبرعات للمنظمات المحلية”، مختتمًا كلامه بهشتاج “#AmazonCares”، في إشارة لاهتمام “أمازون”.

جاءت أغلب تلك التدوينات، كرد أو تعليق على الاتهام الذي أثير مؤخرًا، عبر صفحات “تويتر” وجرائد غربية مختلفة، ضد جيف بيزوس، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة “أمازون”، من قِبل السياسي والسيناتور الأمريكي بيرني ساندرز، والذي اتهم “بيزوس” بعدم العدالة في اعطاء العاملين أجورهن، في تغريدة نشرها على حسابه الشخصي بموقع “تويتر” في يوم الجمعة الماضية الموافق 24 أغسطس الجاري، وتفاعل معها عدد كبير من رواد الموقع، والتي أشار فيها إلى راتب “بيزوس” والذي زادت ثروته بمقدار 260 مليون دولار، كل يوم من هذا العام، واصفًا إياه بأغنى رجال العالم.

وحول الجدل الذي أثير حول ما إذا كانت تلك الحسابات المستخدمة، حقيقية ومملوكة لأشخاص حقيقين، أم أنها حسابات مزيفة ابتكرتها الشركة، أوضح تاي روجرز، المتحدث باسم “أمازون”، في رسالة بريدية إلكترونية، أرسلها لـ موقع صحيفة “الجارديان” البريطانية، أنهم موظفين حقيقيين من الشركة، وتم اختيارهم خصيصًا لنقل طبيعة العمل الحقيقية التي يتواجدون فيها داخل الشركة، ولكنه لم يرد على سؤال كيفية إنشاء تلك الحسابات أو إذا تم تعويض الموظفين عن الدفاع عن الشركة على مواقع التواصل الإجتماعي.

استطرد “روجرز” بتوضيح أهمية اختيار تلك الشخصيات على وجه الخصوص، مشيرًا إلى ذلك قائلاً:

“سفراء FC أو ” FC ambassadors” هم موظفون يفهمون كيفية العمل الحقيقية في فريقنا، الشيء الأكثر أهمية هو أنهم كانوا هنا لفترة كافية لتبادل الحقائق، بصدق بناء على تجربة شخصية، من المهم أن نقوم بتثقيف الناس حول البيئة الفعلية داخل الشركة، وبرنامج سفراء FC هو جزء كبير من ذلك، إلى جانب جولات FC التي نقدمها”.

وكانت الشكوك طرحت حول ماهية تلك الحسابات، بعدما تواصل معهم الكثيرون، من أجل سؤالهم عن هوية تلك الحسابات وكيفية إنشاءها، والتي كان من بينهم صحيفة “الجارديان” والتى لم تتلقِ أي إجابات من أي منهن، سوى التدوينات التي تشير إلى انتماءهم للشركة والحديث عنها.

 وعلى صعيد اَخر، أشارت بعض تدوينات تلك الحسابات، في تعليقهن مع الحسابات المتفاعلة معهن، أن ما يحتويه ردودهم وطبيعتها، مثل استخدامهم للفظ “المرحاض” وما شبه، قد تشير إلى حقيقة شخصيتهم بالفعل، وهو الأسلوب الذي لم يتحدث به الحسابات المزيفة على حد وصفهم، مثلما أشار “فيل” إحدى الحسابات المستخدمة، مشيرًا إلى أن الحسابات المزيفة “تكون مسلية وبها أكثر رفاهية أكثر من ردودهم”.

جدير بالذكر أن  هناك الكثير من الأقاويل، التي أحاطت شركة “أمازون”، منذ عدة أشهر ماضية، عن عدم توفيرها لبيئة عمل مناسبة لموظفيها، وهو الأمر الذي  يتنافى مع تصريحات شركة “أمازون” عن بيئة العمل لديهم، والتي وصفت الوضع في بيان أرسلته لـ “Business Insider” ومنشور بالموقع في شهر يوليو الماضي لعام 2018، والذي أشار إلى فخر “أمازون” بتوفيرها لأكثر من 130،000 فرصة عمل جديدة في العام الماضي فقط، منوهة أنها وظائف جيدة ذات رواتب تنافسية وفوائد كاملة، مشيرة إلى أن أحد الأسباب التي جعلتهم قادرين على جذب الكثير من العمال؛ للانضمام إليهم هو أن إحدى أولوياتهم تتمثل في ضمان بيئة عمل إيجابية وآمنة لجميع الموظفين.

شروط التقدم لأبرز 10 جوائز أدبية عربية