في عيد ميلاده.. سر تشاؤم الأزواج من طبيب التوليد عزت أبو عوف

هالة أبو شامة

بالرغم من كونه طبيبًا في الأصل، إلا أنه أصبح معروفًا بالدكتور عزت أبو عوف الفنان الشامل، فكل من عاصر بداياته يطلق عليه المُوسيقي وأول عازف أورج في مصر، وإذا سألنا مواليد التسعينات عنه فمن المؤكد أنهم سيصفوه بالممثل، أما عن مواليد الألفينات فسيُجمعون على أنه الممثل والإعلامي وغيرها من الألقاب التي تُلخص مشوار طويل من النجاحات المُستمرة حتى الآن.

وفي ذكرى ميلاده اليوم، 21 أغسطس، يستعرض “إعلام دوت أورج” أبرز محطات حياته:

دكتور توليد بـ الموسيقى

وُلد الفنان عزت أبو عوف، يوم 21 أغسطس عام 1948، في مدينة القاهرة،درس في معهد الكونسرفتوار، وتخرج من كلية طب جامعة الأزهر عام 1975، وامتهن طب النساء والتوليد لمدة 5 سنوات من بعد تخرجه.

قال “أبو عوف” خلال لقائه في برنامج “الليلة” مع الإعلامية هالة سرحان على شاشة “ART”، إنه في كل مرة يقوم فيها بتوليد سيدة يكتشف فيها أن المولود بنت، مُضيفًا أنه وُلد على يديه 200 بنت، لافتًا إلى أنه لم يولد على يديه أي أولاد، حتى وصل الأمر إلى أن بعض أزواج هؤلاء النساء كانوا يتشائمون منه.

لكن ممارسته للطب، لم تلهيه عن ممارسة هوايته المفضلة “عزف الموسيقى”، لدرجة أنه مزج بينهما عندما قرر أن يكون موضوع زمالة كلية الجراحين الملكية في النساء والتوليد عن “تأثير الموسيقى على الولادة”، أوضح عزت أبو عوف خلال لقائه في برنامج “إنت حر” مع الدكتور مدحت العدل، أنه كان يقوم بتشغيل الأغنية المفضلة للمرأة الحامل أثناء ولادتها، فاكتشف أن الموسيقى تخفف عنها الألم للنصف.

أورج أبونا عجمي

ساهم أبونا عجمي، كاهن إحدى الكنائس في منطقة مصر الجديدة، في تقديم الدعم الفني لمعظم من صادفهم من الشباب الموهوبين، وكان من بينهم “أبو عوف” الذي قام “أبونا” بإهدائه أول أورج في مصر.

وفي صف الموسيقى الذي كان ينظمه أبونا عجمي في الصيف، تعرف “أبو عوف” على وجدي فرانسيس، الذي قال له في أحد الأيام “ما تيجي نعمل فرقة” وقد كان.

 

فرقة “LES PETITS CHATS”

أسُسست الفرقة برئاسة وجدي فرانسيس، حينما كان عزت في إعدادي طب الأزهر، وانضم لهم المايسترو عمر خيرت، الدرامر حينها، وعمر خورشيد، واهتموا بغناء الأغاني الغربية.

كان أول ظهور للفرقة في شهر يوليو 1967 في منطقة العجمي بالإسكندرية، أوضح عزت خلال حلقة برنامج “صاحبة السعادة” مع الفنانة إسعاد يونس، أن سبب غنائهم في ذلك الوقت على الرغم من حالة الحزن السائدة في الدولة بعد النكسة هو أنهم اعتبروا ذلك طريق لإثبات عدم الهزيمة، لإشاعة روح البهجة من جديد بين الشباب.

قال وجدي فرانسيس خلال نفس اللقاء، إنهم حينما ذهبوا لتنفيذ العقد المبرم بينهم في كازينو في ميامي، واجههم صاحب الكازينو بالرفض، نظرًا لحالة الحزن السائدة، إلا أنه أكرمهم بوجبة العشاء التي كانت “طبق بارد من المكرونة المسلوقة بدون أي إضافات”، لافت إلى أنهم خلال مدة إقامتهم في الإسكندرية، كانت حالتهم المادية سيئة جدًا لدرجة أن المُدخنين منهم كانوا ينتظرون في شرفة المنزل في الدور الرابع آملين في أن يقوم أحد المارة بإلقاء عُقب سيجارته من نافذة السيارة، حتى يتبادلون شُرب ما تبقى منه.

وبعد فترة كانت نقطة التحول بالنسبة لهم حينما رأتهم مدام دراملي، صاحبة مركب عمر الخيام، التي أبرمت معهم عقد لموسم الشتاء بمبلغ 25 جنيه في اليوم الواحد مُقسمين على أعضاء الفرقة، وذاع صيتهم بعد التسجيل في برنامج “ساترداي بارتي” الذي كان يقدمه الفنان سمير صبري عبر أثير الإذاعة.

اضطر عزت أبو عوف، بعد ذلك لمغادرة الفرقة بسبب والده ضابط الجيش والفنان أحمد شفيق أبو عوف، الذي اشترط عليه أدائه للامتحانات، لكن بعد انتهاء هذه الفترة عاد عزت من جديد لكن بفرقته الخاصة  “LES CHATS”، مُعللًا سبب التسمية أنه أراد أن يغيظ أعضاء فرقته الذين تخلوا عنه بسهولة حينما طلب منهم ذلك، إلا أن هذه الفرقة لم تحقق شُهرة تُذكر.

علق “أبو عوف” على هذه الفترة قائلاً، إنه لم يشُعر بإحساس النجومية الحقيقية إلا مع فرقة “لي بيتي شاه”، على الرغم من كل أعماله الفنية التي نجح فيها طوال حياته.

الفور إم بعد اليأس

بدأت هذه الفرقة عن طريق الصدفة البحتة، حينما يأس عزت أبو عوف في إيجاد صوت الكورال المُناسب لأداء أغنية مقدمة مسلسل “حسابي مع الأيام”، قال عزت أبو عوف، خلال لقاء آخر له في برنامج “صاحبة السعادة”، إنه حين عاد للمنزل حزينًا، تحدث مع أخواته الأربع بنات “منى ومها ومنال وميرفت” عن الطريقة التي يتمنى أن تُغنى بها مقدمة المسلسل، وخلال دقيقة وجدهم يؤدون الأغنية بنفس الطريقة التي طلبها، واقترحت والدته عليه تكوين الفرقة، إلا أنه تردد في البداية خوفًا من والده الصعيدى الأصل.

لكن في النهاية تم تكوين الفرقة، واستمرت البروفات لمدة 6 شهور في السر، إلى أن اكتشف والدهم الأمر من خلال صورهم التي نُشرت في الجرائد بعد غنائهم أوبريت “الليلة الكبيرة” في مهرجان الإسكندرية.

روى “أبو عوف” في لقائه تفاصيل مواجهة والده بعد اكتشاف الأمر، قائلاً إنه تفادى “طقطوقة” كانت تصطدم بوجهه بعد دخوله المنزل مباشرة، إلا أن والده أخبره بأن الفرقة لن تستمر إذا كان المُحتوى المُقدم غير جيد، مؤكدًا أن نيتهم في ذلك الوقت هو الغناء فترة شهور الصيف فقط، لكن بعد نجاحهم استمرت الفرقة 12 عام، إلى أن تسببت بعض الظروف الخارجة عن إرادتهم في انتهاء الفرقة.

قدموا في مشوارهم العديد من الأغاني الشرقية، التي أُعيد تلحينها من جديد بموسيقى عصرهم، أوضح عزت خلال لقائه في إحدى المُقابلات التلفيزيونية مع الإعلامية نجوى إبراهيم، أنهم أرادوا إحياء الأغاني الشرقية التي ابتعد عنها الشباب بسبب انتشار موسيقى الغرب، ولكن بالطريقة التي يُحبونها، كما أوضح خلال لقائه في “صاحبة السعادة” أن سبب ابتعادهم عن الأغاني الغربية هو ملامحهم التي قد ينخدع فيها البعض، ظنًا منهم بأنهم فرقة أجنبية.

كما أضاف خلال لقائه في برنامج “يا تلفزيون يا” مع الإعلامي رمسيس، أنهم حينما كانوا أطفال كانوا يُقلدون دائمًا أوبريت “الليلة الكبيرة” ولذلك أصروا على أن يكون هذا الأوبريت هو بداية “الفور إم”.

قدموا خلال مشوارهم العديد من الأغاني المصرية والعربية ولكن بلحنهم الخاص، مثل خلي الستارة، والليلة الكبيرة، وبيت الشعر، ويا مغنواتي، والولا دا، وطل الحليوة، وديسكو ديفاني، ماما زمانها جاية، مستورة.

 

آيس كريم خيري بشارة

قال “أبو عوف” خلال لقائه في برنامج “إنت حر”، إنه عانى من اكتئاب شديد بعد انتهاء الفرقة، فاضطر لشراء مركب والإقامة على متنه عامين في مدينة الغردقة، إلى أن سافر إلى القاهرة في أحد الأيام ليُباشر شئون الخاصة بتعليم أبناءه، إلا أنه قابل أحد أصدقائه، الذي طلب منه مقابلة المخرج خيري بشارة، الذي عرض عليه دور قريب من شخصيته الحقيقية في فيلم “أيس كريم في جليم”.

أضاف خلال لقائه في برنامج “الليلة” أنه لم يعتبر نفسه ممثلاً بعد تمثيله في فيلم “أيس كريم في جليم”، إلا أنه اقتنع تمامًا بقدرته على التمثيل بعد مسلسل “العائلة”.

قدم خلال مشواره الفني في السينما والتلفزيون ما يزيد عن 200 فيلم ومسلسل، جسد من خلالهم العديد من الأدوار التي تنوعت ما بين رجل الأعمال والنصاب والسياسي والأب المرح المُتفهم للأمور.

إلا أنه صرح خلال لقائه في برنامج “إنت حر” أنه وصُم بأنه دائمًا ما يقدم أدوار الشر، قائلاً إنه على الرغم من طيبته في الحقيقة، إلا أنه اشتُهر بأدوار الشر، مثله مثل الفنان عادل أدهم، الذي عُرف بأدوار الشر رغم أن دمعته في الحقيقة كانت أقرب ما تكون في تعامله مع الناس، لافتًا إلى أن “أدهم” قال له خلال كواليس آخر أفلامه “علاقات مشبوهة” أنه حاصل على مكانة الجد في الشر، أما هو مازال طفلاً سيُصبح في يومًا من الأيام شرير من الدرجة الأولى في مصر.

كما أكد في لقاء آخر في برنامج “نجوم على الهوا” عبر أثير “نجوم إف إم”، أن 10%  من أدواره لم يكن راضيًا عنها، رافضًا الإفصاح حينها عن هذه الأدوار لعدم إحراج المنتجين، لكنه علق قائلاً “من العجب العُجاب، أن هذه الأفلام قد نجحت نجاحًا ساحقًا”.

إلا أنه صرح خلال لقائه في برنامج “صبايا الخير” مع الإعلامية ريهام سعيد على شاشة “النهار” إن الذي ندم عليه هو فيلم “أيظُن”، مُعللًا موافقته على الدور، بأنه كان في حاجة ماسة إلى المال في ذلك الوقت.

 

عزت أبو عوف الإعلامي

ظهر عزت أبو عوف، كإعلامي على شاشة “أوربت” لمدة 11 عامًا، حيث قدم برنامج “أنتيم” مع شقيقته الفنانة مها أبو عوف، وقدم بعد ذلك برنامج “القاهرة اليوم” مع الإعلامي عمرو أديب لمدة خمس سنوات.

 

مهرجان القاهرة الدولي

رُشح عزت أبو عوف، لرئاسة مهرجان القاهرة الدولي، من قبل الدكتور فاروق حسني وزير الثقافة سابقًا، الذي برر اختياره له بسبب تميزه عن غيره بقدرته على إدارة فريق يختلف أفراده في الطباع والتطلعات، بالإضافة إلى خبرته الفنية.

أوضح خلال لقائه في برنامج “نجوم على الهوا” أنه استطاع أن يمنح المهرجان طابعًا دوليًا، لأنه لم يهدم ما صنعه الذين سبقوه في المنصب، بل تابع في تكملة بناء ما بناه غيره.