تشكيل ساخن لألبومات الصيف: هيفاء في المرمى وسوبر مان في الهجوم

محمد حسن الصيفي

دائمًا ما يشهد الصيف حركة ورواجًا كبيرًا في صناعة الموسيقى أو كما يطلق عليه من قبل “سوق الكاسيت”، ولكل موسم من المواسم تجد ملمحًا خاصًا به من حيث الكلمات والألوان الموسيقية، خصوصًا في تلك الأعوام الأخيرة.

هذا الموسم ساخن بنفس الاستخدام القديم للكلمة في المجلات الفنية، والاتجاه العام للألبومات التي تم طرحها حتى الآن يذهب نحو رفع سقف الحالة الفنية والخروج أكثر وأكثر عن الكلاسيكية والتقليدية، ولكن نحو أي اتجاه؟.. لا ندري، لكن من خلال رصد الحالة العامة نجد أنه يصب في اتجاه التحرر من الرومانسية والدخول في موضوعات جديدة يسود فيها الأشكال الموسيقية الأكثر صخبًا، والابتعاد أكثر عن الألوان الشرقية نحو الموسيقى الغربية مثل الهيب هوب وغيرها.

هنا يرصد إعلام دوت أورج التشكيل الأكثر تمثيلاً لاتجاه موسم الصيف، والذي بدأ مبكرًا، وشمل إصدار عدد من النجوم لألبومات جديدة، ولا نزال في انتظار المزيد.

نرشح لك : القصة الكاملة لعلاقة معز مسعود وشيري عادل من الزواج إلى الانفصال!

1- في حراسة مرمى التشكيل الغنائي وقبل ثلاثة أشهر تربعت هيفاء وهبي بأغنية “توتة توتة” وهي التي سجلت حتى الآن ما يزيد على عشرة ملايين مشاهدة، وهي الأغنية التي شهدت تمردًا في الكلمات والفكرة، من حيث استخدام مفردات مثل “فُكك مني ولا تكلمني ولا تفهمني ولا بتنجان، مفضلش في حبك فتفوتة، كسرت القُلة، وآدي بلوك على الفيسبوك”.. الغريب أن الأغنية لم تُشعل مواقع التواصل بلغة أهل الميديا لكنّها حققت نسب مشاهدة كبيرة عكس أغنية سميرة سعيد التي نجحت في ذلك أيام عديدة ولكن بنسب مشاهدة أقل بكثير!

خط الدفاع

وهي الأغنيات التي تمثل خط الدفاع من هجمات التيار الجديد

2- على يسار الدفاع “يا سمرا” لأدهم سليمان التي لم تخرج عن المألوف كثيرًا في الكلمات، ولكنها خرجت في نطاق التصوير، فقام بتصوير الكليب على البحر، وظهر فيها بملامح مبتسمة قبل أن يقوم بالركض والقفز في الهواء، في ظاهرة جديدة تجمع بين “غضب الكلمات وبهجة الصورة”، الكليب وصل حتى الآن إلى 13 مليون مشاهدة.

3-  أما رامي جمال فجاء في قلب الدفاع نيابة عن اللون التقليدي بأغنية “ما تظلمنيش” أغنية مميزة داخل ألبومًا كاملاً بُذل فيه مجهودًا كبيرًا، لكنه يتعرض للظلم نظرًا لتوقيت طرحه مع فطاحل النجوم مثل إليسا وتامر حسني وقريبا عمرو دياب، كما أن الأغنية جاءت عكس التيار الجديد فلم تحقق نجاحًا كبيرًا رغم كونها جيدة لدرجة كبيرة.

4-  المحور الثاني لقلب الدفاع كان الهضبة بإحدى أغنيات الألبوم الجديد “دا لو اتساب” قبل أسبوع من الآن، الأغنية لا تحمل جديدًا يذكر، فهي نفس الرتم والموسيقى التي يقدمها منذ سنوات، ولكنها في كل الأحوال تعتبر “جس نبض” قبل أن يتم طرح الألبوم بشكل كامل.

5- على يمين الدفاع يأتي محمود العسيلي بـ”حلم بعيد” التي طرحها قبل ثلاثة أسابيع بواقع مليون وربع المليون مشاهدة لكل أسبوع. العسيلي ملتزم في التشكيل وفي ملعب الفن، لا يتحرك بعيدًا عن اللون الذي يحبه ويجيده وينجح خلاله مع الجمهور

خط الوسط

6- في الوسط المدافع تامر حسني بعد أن طرح أحدث ألبوماته بشكل متوازن بين التجديد السائد من خلال الإيقاع السريع وبين الشكل الرومانسي المعروف عنه، فجاءت في المنتصف “ورد صناعي” من أميز أغنيات الألبوم، وبتتجديد على الطريقة الهادئة.

7-  أما محور الوسط الآخر فجاءت به إليسا بألبوم يحمل نفس التيمة واللون الغنائي المعروف عنها، ولكن الضجة لم تأت هذه المرة عن طريق الكلمات والألحان، ولكن جاءت عن طريق الكشف عن إصابتها بمرض السرطان وتعافيها منه، “نفسي أٌقوله” أحد أفضل أغنيات الألبوم بـ 11 مليون مشاهدة حتى الآن.

8- في مركز الجناح المهاجم الأيسر رامي صبري بأغنية “اهد الدنيا” بنصف مليون مشاهدة، وبإيقاع الصيف الذي يتماشى مع حالة التمرد التي يعيشها منذ آخر ألبوماته ويعيشها الوسط بشكل عام.

9- أما في الجناح الأيمن جاءت أغنية “يا هو” لنجوى كرم بطريقتها المعهودة، كرم أحد أبرز نجوم الصخب المحبب، تتفوق فيه منذ سنوات، الأغنية تقترب من اثنين ونصف المليون مشاهدة على يوتيوب حتى الآن.

10- “عيش بشوقك” حملت الرقم 10 المميز بالتشكيل، وبضعفه من الملايين مشاهدات على اليوتيوب، الأغنية أحد أهم علامات صيف 2018، تصوير مسلح بكل الألوان المبهجة والاستعراضات الخفيفة التي لا تخلو من حضور لافت لتامر حسني، الذي أتقن التمثيل أكثر بمرور الوقت كواحدٍ من أهم المطربين الذين ظهروا على الشاشة.

الهجوم 

11- يأتي في الختام وفي مركز رأس الحربة “سوبر مان” لسميرة سعيد، الأغنية لو أردنا أن نضع لها عنوانًا فرعيّا سيكون “كثير من الصخب قليل من النجاح”. الأغنية أحدثت جدلاً واسعًا على مواقع التواصل بين كثير من الهجوم عليها وقليل من الدفاع عنها، نقد وصل أحيانًا للعنيف ودفاع أحيانًا بشكلٍ مخيف، لكنها على مستوى الأرقام جاءت مخيبة للأمال، فلم تحصد سوى مليون وربع المليون مشاهدة على يوتيوب بعد كل هذا الجدل، لكنها تعتبر ظاهرة في حد ذاتها لما وصل إليه حال الأغنية المصرية والعربية وكلماتها وأفكارها ومفهوم التطوير لدى بعض نجومها عام 2018.