أحمد فرغلي رضوان يكتب: loving pablo.. والرومانسية القاتلة

السير، الساحر، البارون، والقيصر كلها القاب أطُلقت على “بابلو اسكوبار” أحد أهم تجار المخدرات في العالم، ولذلك كان محط أنظار السينما العالمية لتناول سيرته الذاتية، رغم ان حياته انتهت في عمر 44 سنة ولكن حياته القصيرة كانت مليئة بالأحداث الكثيرة والمثيرة.

أحدث الأعمال عن اسكوبار هو فيلم loving pablo من بطولة خافيير بارديم وبينلوبي كروز والذي يحاول الإقتراب من الجانب العاطفي والإنساني له وتحديدا قصة الحب التي نشأت بينه وبين مذيعة كولومبية شهيرة “فيرجينيا فاليجو” كانت الأهم في الإعلام الكولومبي وقتها.

واللافت انها احبته بالفعل وساعدته على الوصول لكرسي البرلمان وتسليط الضوء على الدور الإجتماعي اذي يلعبه ولكن وزير العدل تصدى له داخل البرلمان حتى اجبره على الابتعاد عن الحياة السياسية وجاء إنتقام “اسكوبار” سريعا حيث أمر رجاله باغتيال وزير العدل ومن بعده رئيس تحرير الصحيفة التي سلطت الضوء على جرائمه، مما فتح مواجهة مباشرة بينه وبين السلطات في كوليمبيا واشعل ما يشبه الحرب الأهلية هناك بين اتباعه والشرطة ودخلت طرفا في التخلص منه وكالة مكافحة المخدرات الأمريكية بعد ان سبب إزعاجا كبيرا في الولايات المتحدة حيث كان سبب في دخول 90 % من الكوكايين لامريكا و 80 % في اوروبا، وظل اسكوبار مسيطر على تلك التجارة لسنوات هو ومنظمته التي كونها وبلغت ثروته 2 مليار دولار.

الفيلم لم يقترب من نشأة اسكوبار وتفاصيل حياته الأخرى كثيرا، بل تحدث عن سنواته الاخيرة قبل اغتياله وعلاقة الحب بينه وبين المذيعة اللامعة التي تعرف عليها في احدى حفلاته ومحاولته العمل بالسياسة حتى تم مطاردته واغتياله عن عمر 44 سنة.

الفيلم ينقصه جانب درامي كبير حيث يتناول حياة اسكوبار من وجهة نظر “فريجينيا” فقط التي تعرفت عليه في عز سطوته العالمية ولذلك كان به جزء وثائقي لسرد وقائع تاريخية متتالية بصوت حبيبته “فريجينيا فاليجو” والتي قامت بدور الراوي للأحداث.

 تحدث الفيلم أيضا عن كيفية العلاقة بين اسكوبار وفريجينيا التي جذبها بشخصيته وكاريزمته الكبيرة في أول لقاء بينهما ولكن لم نعرف اذا كان أحبها بالفعل أم استغل قربه منها لتجميل صورته في المجتمع! هي أخلصت له ورفضت التعامل مع عميل وكالة مكافحة المخدرات الأمريكية للايقاع به، حيث كانت هي الطريق الوحيد للوصول اليه ومعرفة بعض أسراره، ولكن قصص الحب تلك تكون دائما مأساوية حيث تحولت حياتها بعد فترة من السعادة والحصول على الملايين لمآساة بعد اندلاع المواجهات المسلحة بينه وبين السلطات في كوليمبيا فتفقد وظيفتها بالتليفزيون وتصبح مطاردة وخائفة من منظمة اسكوبار ان تتعرض للتعذيب أو القتل! وتعيش في عزلة إجتماعية! بالطبع هذه ضريبة الإقتراب من تلك الشخصيات، وهنا كان يمكن اضافة كثيرا  من تفاصيل العلاقة العاطفية التي ربطت الاثنين لسنوات طالما الفيلم يتحدث عن جانب الحياة الرومانسية لهذا المجرم العالمي ولكن الفيلم أيضا كان يحاول تغطية حياة اسكوبار الاجرامية وأحداثها الكثيرة في أكثر من دولة فتم وضع مشاهد متقطعة لرحلة هروبه مثلا دون تفاصيل درامية! فلم نعرف هل هي قصة اسكوبار أم قصة فريجينيا، حتى مشهد النهاية واغتياله جاء متواضعا، وهذه صعوبة الأعمال التي تتحدث عن شخصيات حقيقية سبق وتم تناولها في أعمال فيكون هناك صعوبة دائما في العثور على شيئا جديدا لتقديمه للجمهور الذي حتما سيعقد مقارنات بين جميع الأعمال، وبالفعل كانت المقارنات “الفنية ” لصالح المسلسل الذي تناول سيرة اسكوبار منذ عدة سنوات، الجميع عندما عرض الفيلم على هامش مهرجان فنيسيا توقعوا من المخرج فرناندو ليون دي أرانوا مع نجوم مثل خافيير بارديم وبينيلوبي كروز عملا أفضل من ذلك، ولكن الكاريزما الكبيرة لهما ساعدت على جذب المشاهدين مع أداءهما الجيد جدا وتميز الأزياء وأماكن التصوير الحقيقية في كوليمبيا.

بطلة الأحداث المذيعة “فريجينيا فاليجو” سألوها ذات مرة هل أحببتيه قالت نعم أحببت “بابلو” وكرهت “اسكوبار”.

نرشح لك – أحمد فرغلي رضوان يكتب: عندما تصالح يوسف شاهين مع جمهوره