صلاح فضل: الأزهر غير قادر على تجديد الخطاب الديني

دعا الدكتور صلاح فضل، أستاذ النقد الأدبى، إلى تفعيل الإرادة السياسية الداعية لإصلاح الفكر الدينى، عبر الانتقال من التلميح إلى التصريح والتوجيهات الواضحة من أجل تحقيق التجديد على أرض الواقع.

ورأى المفكر الكبير، فى حواره مع جريدة “الدستور”، في عدد الأحد 5 أغسطس 2018، أن تجديد الفكر الدينى فى مصر يصطدم بعدة معوقات، أهمها البنية التشريعية التى تتضمن قانونا لازدراء الأديان يهدد كل صاحب فكر مختلف بالعقوبة والحبس، معتبرا أن أولى خطوات الإصلاح تتمثل فى تطوير القوانين وتفعيل مواد الحريات فى الدستور.

نرشح لك : محافظة مطروح: جميع المصابين في حادث الضبعة تابعين للبنك الأهلي

ورأى فضل أن التيارات السلفية فى مصر تشهد  حاليا مرحلة انحسار فى دورها، نتيجة محاولات ولى العهد السعودى، الأمير محمد بن سلمان، القضاء على نفوذ السلفيين فى السعودية، معتبرا التعويل على جهود الأزهر فى التجديد غير موضوعى، لكون المؤسسة غير قادرة على ذلك فى ظل دورها التاريخى كراعية ومحافظة على التراث.

وأوضح قائلا: “ الأزهر مؤسسة دينية عظيمة، لكن التجديد لا يمكن أن يصدر منها، لأن وظيفتها الأسياسية هى الحفاظ على القوالب الدينية، ولا يمكن أن تعمل على تغيير النظام الذى تقوم على حراسته، فكيف يمكننا أن نطلب من حارس عدم التغيير أن يقوم هو نفسه بالتغيير؟”.

تابع، أن التجديد يـقـوم بـه المشرعون والـمـفـكـرون والفلاسفة والمثقفون، وأيـضـا يقوم بـه الأفـــراد أنفسهم إذا توافرت لهم الحماية القانونية والإرادة السياسية.

أما عن دور وزارة الأوقاف في تجديد الخطاب الديني، قال: “ بعض الأئمة يعملون فى مهن أخرى إلى جوار عملهم فى المساجد، ويجب هنا أن تهتم أجهزة الـدولــة بـهـم، لتركيز عملهم عـلـى الــدعــوة فقط، وتثقيفهم بالدورات والتدريبات.

وهــذه المؤسسة يجب أن تحيل المساجد إلى مكتبات، وتخضع الائمة للتدريب المستمر والتعليم والقراءة المستنيرة والــدورات، مثل أى جندى فى الميدان، ولا بد أن تعيد تنمية وعيهم الثقافى دون أن تتركهم فى هـذه الحالة التى يمكنها أن تدمر الشباب بالخطب والأفكار غير المنظمة”.

أضاف فضل: “المساجد يجب أن تكون منارات حقيقية  للفكر المستنير وللدين، ولا بد أن تتبنى الدولة بأجهزتها المختلفة وفى مقدمتها وزارتـا الأوقاف والبحث العلمى تحويلها إلى مراكز علمية. بمعنى أنـه قبل تأسيس المسجد يجب أن تقام به مكتبة، ليصبح مكانا للعبادة وللقراءة والتأمل، وتصبح الكتب الموجودة به من كتب الدين والدنيا والعلم والثقافة لبناء الإنسان، لا ترويج الخرافات وصـنـاعـة الـتـعـصـب، فـهـذه هــى رســالــة المسجد الحقيقية، لأن الجامعة والجامع توأمان”.