ملكة الإغراء.. لقب رفضته هند رستم وأحبته هياتم

نورا مجدي

رغم وضع معايير الأنوثة الطاغية والملامح الجميلة كسبب رئيسي لنجاح الموهبة في تقديم فن الإغراء، إلا أن نجاح بعض النجمات وفشل البعض الآخر، أكد لنا أن الإغراء الحقيقي لا يعتمد على الشكل فحسب بل هناك مقومات آخرى تساعد على تصنيف الممثلة كـ “نجمة إغراء” فتقديم الإغراء فن يتطلب بعض المقومات الصوتية والجسدية ومهارات أخرى مثل الرقص والحركات التعبيرية، ومن بين أبرز فنانات الإغراء على مدار تاريخ السينما المصرية والعربية الفنانتين “هياتم” و “هند رستم” التي لُقبت بـ “ملكة الإغراء”.

فيما يلي يرصد إعلام دوت أورج خطوات النجمتين المصنفتين كـ “فنانات إغراء” رغم اختلافهما التام في الآداء والطريقة.

بدايات الطريق إلى الإغراء

بدأت هياتم مسيرتها الفنية بالرقص وكانت لم تتجاوز العشرين من عمرها وذلك في الأفراح وحفلات الزفاف الشعبية في الإسكندرية لكن سرعان ما لمع نجمها، فانتقلت إلى القاهرة للعمل في كازينوهات القاهرة الليلية حيث اشتهرت بعد ذلك بـ “الراقصة هياتم” وظهرت في عدة أفلام كراقصة فقط.

بينما بدأت مسيرة الفنانة هند رستم بظهورها كـ “كومبارس” صامت حيث ظهرت في أغنية “اتمخطري يا خيل” لمدة دقيقتين، وكانت تركب حصانًا خلف ليلى مراد في فيلم “غزل البنات” مع نجيب الريحاني ويوسف وهبي، ثم تدرجت في الأدوار من صامتة إلى متكلمة ثم أدوار صغيرة فأدوار أكبر حتى أثبتت نفسها في مكانة متفردة.

 

“ملكة الإغراء” أم “المرأة اللعوب”؟

رغم أن هند رستم هي الفنانة التي اشتهرت بعدة ألقاب كان من أبرزها “ملكة الإغراء” و “مارلين مونرو الشرق”، حيث صارت أشهر وأهم نجمة إغراء في السينما المصرية في أواخر خمسينات القرن العشرين على يد المخرج حسن الإمام الذي أسند إليها الأدوار البارزة التي شكلت هند رستم من خلالها حالة خاصة في الآداء منفردة به عن كل فناني جيلها.

لكن من ناحية أخرى نجد أن فنانة مثل “هياتم” قدمت الإغراء بشكل آخر وطريقة مختلفة، فنجد كلتا الفنانتين قد قدمتا الإغراء بشكل مختلف عن الأخرى فهند رستم هي الفتاة الدلوعة التي لم تعتمد على ملابسها المكشوفة أو مشاهد العري لكنها كانت تأثُر كل من يشاهدها بنظراتها وكلماتها وآدائها وحركاتها.
بينما تألقت هياتم في منطقة مختلفة من الإغراء فكانت المرأة اللعوب التي تعتمد على الملابس المكشوفة والحركات المثيرة، وكذلك كانت المرأة التي تسعى لجذب رجل متزوج من زوجته، كما قدمت الكثير من أدوار المرأة الخائنة، لكن مع ذلك ترى هياتم أنها قدمت نوعًا من الإغراء الذي يعتمد على تعبيرات الوجه أكثر من التعري. ومن أبرز أدوار الإغراء التي قدمتها في فترة انطلاقها في السبعينات من القرن العشرين أدوارها في أفلام مثل “عفوًا أيها القانون” الذي قدمت فيه دور العلاقة غير الشرعية وأفلام مثل “الرغبة والضياع” و”الأقوياء” وكذلك كان من أشهر أدوارها دور الفتاة المهووسة بلاعب كرة القدم الذي قدمته في فيلم “غريب في بيتي” مع نور الشريف وسعاد حسني حيث حاولت إغراء لاعب كرة القدم شحاتة أبو كف.

غريب في بيتي
إختلاف النظرة لـ “ملكة الإغراء”

رغم أن أدوار البطولة الأولى للفنانة هند رستم كانت في منطقة الإغراء كما في فيلم “الجسد”، إلا أنها لم تلبث أن غيرت من هويتها في أفلام أخرى مثل “باب الحديد”و”امرأة على الهامش”، حيث حاولت “رستم” تقديم عدة قوالب أخرى كالقالب الكوميدي والتراجيدي ولم تعتمد على عنصر الإغراء فقط، كما صرحت بسنت رضا ابنة الفنانة الراحلة هند رستم أن والدتها لم تكن تحب لقب ملكة الإغراء لكنها كانت تفضل أن توصف بـ “الفنانة الشاملة”، على عكس الفنانة هياتم التي ظلت تقدم عدة أدوار للإغراء في الأفلام حتى نهايات السبعينات من القرن العشرين حيث قل وجود الإغراء في الأفلام.

وقد أكدت هياتم في ظهور حديث لها في برنامج “فحص شامل” مغ راغدة شلهوب بقناة الحياة، أنها لم تعد تشعر بالضيق من كونها فنانة لها مشاهد ساخنة معتبرة أن ذلك أمر تجاري لجذب الجمهور، كما كانت قد أشارت إلى أنها غير نادمة على الأدوار والمشاهد التي قدمتها لأنها كانت متطلبات الدور والشخصية، وتعتبر أن تبرأها من عمل قدمته هو انتقاص في حق المرأة بل أكدت فخرها بكل الأدوار التي قدمتها حيث أنها جسدتها باقتناع.