نهاية المونديال.. شهر الدراما الكروية

محمد حسن الصيفي

بعد ساعات قليلة؛ ينتهي كأس العالم 2018، بعد شهر اختلطت فيه المشاعر، وصل للمباراة النهائية كل من منتخب فرنسا بمشوار قوي كفريق عريق، ومنتخب كرواتيا كفريق ممتع ومكافح ينهي سطوة اللاعب “السوبر مان” ويعيد صياغة مفاهيم الكرة الجماعية.

لكن قبل ذلك صعد منتخب مصر  لكأس العالم لأول مرة منذ عام 1990 وخرج بنتائج مُحزنة ومخيبة للآمال، وتلقت المدرسة الأرجنتينية لطمة قوية بخروج هيكتور كوبر وإقالته من تدريب الفراعنة ومن بعده سامباولي بالأرجنتين بنتائج وأداء متراجع تمامًا.

نرشح لك : أبرز 10 مشاهد من كأس العالم روسيا 2018

خرجت المنتخبات العربية من الدور الأول بخُفي حنين باستثناء منتخب المغرب. وبعد العرب خرج الأفارقة، وإن كان الأداء أفضل نسبيًا مما قدمته المنتخبات العربية. وخرج معهم منتخب ألمانيا “بطل العالم” من الدور الأول ومن بعدهم خرجت إسبانيا والأرجنتين والبرتغال “بطل أوروبا” والبرازيل.

في هذا التوقيت كانت فرنسا تتخطى الحواجز بهدوء وترقب، وجاءت من بعيد كرواتيا بقيادة المايسترو لوكا مودريتش المنتشي بفوزه بدوري الأبطال مع ريال مدريد، وصل بعد انتهاء ثلاث مباريات بوقتها الإضافي ليصل إلى قطار باريس منهكًا بأداء مبهر، وفي انتظاره في المدرجات امرأة جاءت على طائرة اقتصادية مع الجمهور الكرواتي وبقميص الفريق تاركة خلفها السياسة والجغرافيا في محاولة لكتابة التاريخ.

نعود إلى العاصمة الإسبانية مدريد، فمن إقالة “لوبتيجي” قبل المونديال بساعات لتعاقده مع الفريق الملكي، إلى خروج الفريق من الدور الثاني أمام الروس أصحاب الأرض وصولا إلى رحيل “رونالدو” الأيقونة صاحب الكرات الذهبية الخمس من قلعة ريال مدريد ليعلن أنها الرحلة الأخيرة ليستقر في مدينة تورينو الإيطالية وينضم إلى صفوف يوفنتوس.

عاصرنا في مونديال روسيا؛ ترجمة لبكاء لوكاكو وويلات الحرب مع مودريتش وكفاح ستيرلينج وشجاعة مبابي. شاهدنا هنري “الأسطورة” يتخطى الحدود الفرنسية بإيعاز من “روبرتو مارتينيز” لكي يقف صارمًا منتصبًا أمام السلام الوطني لبلجيكا، وبعدها جلس حزينًا وهو يرى منتخب بلاده يتخطاه إلى النهائي، بقيادة نسخته المُصغرة، كيليان مبابي.

لقد مكثنا شهرًا كاملاً نعايش كرة القدم ونقوم بالتحليل لحظة بلحظة، نتأثر ونخلط كل الأوراق لكي يفوز فريق كنا نتمنى أن يفوز ونحزن لرحيل فريق عايشنا معاه أجيال كانت تحتكر المفهوم قبل أن تحتكر الكرة نفسها بين أقدامها.

في النهاية ستنتهي البطولة وستضاف إلينا أحداث ومشاعر وأفكار لن تبرح الذاكرة وسنحكيها إلى الأجيال القادمة.