صور: رضا عبد العال رائد الواقعية الجديد !

محمد حسن الصيفي

 

مع انتهاء الموسم الدرامي لرمضان 2018، أصبحت شخصية “عم ضياء” التي جسدها الفنان محمد جمعة في مسلسل “الوصية”، أيقونة للكأبة واليأس على مواقع التواصل الاجتماعي من خلال الكوميكسات والتعليقات الساخرة، لكن بعد أيام قليلة من انتهاء الموسم الرمضاني، لم يستمر “عم ضياء” في صدارة مشهد الواقعية والكآبة منفردًا، بل ظهر له منافس قوي هو رضا عبد العال اللاعب السابق لناديي الأهلي والزمالك، بسبب الرهان الشهير بينه وبين الإعلامي إبراهيم فايق على أداء المنتخب في مونديال روسي 2018، حيث راهن “عبد العال” على أننا سنخرج بصفر من النقاط أو كما قال نصًا: “هنبقى حصالة المجموعة”، بينما راهن “فايق” على صعود المنتخب إلى الدور التالي.

نجاح شخصيّة “عم ضياء” جاء بسبب التألق الشديد للنجم محمد جمعة، الذي أداها بشكل نموذجي يحمل التساوي بين الكوميديا السوداء واليأس القاتل، وذلك من خلال “الإفيه” الشهير “كُلُّه رايح”، والسبب الآخر هو الحالة العامة المشوبة بالإحباط والتي لا تحتمل واقعية وسوداوية ويأس عم ضياء بمفرده، بل تحتمل العديد من الأعمام الذين هم على شاكلته.

وبما أننا في زمن التغيير والتطور السريع، أصبح رضا عبد العال رأس التريند والشخصية الأشهر في مصر خلال الأيام القليلة السابقة؛ خاصة بعد هزيمة المنتخب الثالثة في المونديال على يد المنتخب السعودي، حيث صدقت النبوءة كاملة، وبالفعل تذيل المنتخب المجموعة بخروج مهين، بل وربما كان عبد العال متلطفًا حيث لو تعادلت بنما وتونس في مباراتهم الأخيرة ستكون مصر الأخيرة في قائمة منتخبات كأس العالم البالغ عددهم 32 فريق!

وبعدها بأيام أو أسابيع أصبحت تلك الصورة التي كان يمضي فيها رضا عبد العال على الرهان مع فايق هي المادة الخام لعشرات “الكوميكس” التي تعبر عن الفرق بين الخيال والواقع، فوقع فايق في براثن الأحلام ولعب دور الطامح المتحمس، بينما لعب عبد العال دور البطولة كصاحب الخبرة الواقعي الذي يرى قُبح الواقع بمنتهى التجرد دون تزييف أو جمال مصطنع.

هذه الصورة تشبه لحظة انفجار البركان، فهي صورة عادية قبل أيام، والموقف نفسه في عُرف النجم السابق يأتي داخل إطار الشطحات أو المبالغات المعتادة فهو نجم التصريحات المثيرة للجدل حول المستطيل الأخضر وتحليل المبارايات في الأشهر الأخيرة. لكنها اليوم هي اللقطة الأبرز ومادة ثرية لصناع “الكوميكس” الرابحين هذه الأيام الفائزين بالآف الإعجابات والتعليقات وإعادة النشر.

وكما ذكرنا عن “عم ضياء” ينطبق الأمر تمامًا عند رضا عبد العال، الذي استلم الساحة هذه الأيام من “جمعة” ليركض منفردًا في ملعب التريند، ومن “كله رايح” إلى “هنبقى حصالة المجموعة” تكونت الصورة الذهنية لقيمة “النكتة” فيما سبق إلى “الكوميك” في الوقت الحالي، وكلاهما يعبر بدقة عن الحالة المعنوية دون زيادة أو نقصان، وانعكاس ومرآة للظروف التي خلقت من “عم ضياء” و”جارضيولا” أيقونات اكتسحت مواقع التواصل وصفحات الإنترنت وأظن أنها ستستمر لوقتٍ أطول حتى ولو بشكل أكثر هدوءًا من الآن، خاصة عند ظهور بديل ثالت بعد ثنائي مدرسة الواقعية “محمد جمعة” و”رضا عبد العال”.