تعرف على المصدر الأصلي لأهم صور الفراعنة في روسيا

رباب طلعت

خلال الأيام التي ترقب فيها المشجع المصري، مشاركة منتخب بلاده في كأس العالم، بعد غياب 28 عامًا عن المنافسة العالمية، وحتى اللحظات الأخيرة له فيها، قبل خسارته الأخيرة أمام روسيا، لاقت أخبارهم وصورهم اهتمامًا بالغًا من الجمهور، الذي دفعه فضوله للبحث عن صور حية تنقل له خطوات الفراعنة كل لحظة، وهو ما وفرته لهم شركة “صورلي” العاملة في مجال الإنتاج الإعلامي، والمعنية بتغطية مشاركة المنتخب المصري في مونديال روسيا 2018.

“إعلام دوت أورج” تواصل مع هيثم أبو عقرب، أحد مؤسسي شركة “صورلي”، لمعرفة كواليس تصوير المنتخب المصري في المونديال..

عن تفاصيل إسناد مهمة تصوير المنتخب لـ”صورلي” قال:

أنا وشريكي بلال الطراوي، جزء من شركة “صورلي” العاملة في مجال الإنتاج الإعلامي، بدأت مهمتنا مع المنتخب منذ التصفيات المؤهلة لكأس العالم وتحديداً مباراة غانا في برج العرب، عندما أسندت شركة “برزنتيشن سبورتس” إلينا تغطية كواليس إعداد المباريات وعمل فيلم وثائقي منها عن كل مباراة.

شاهد الأفلام الكاملة

عندما تأهلت مصر لكأس العالم دخلنا مفاوضات لعمل فيلم سينمائي وثائقي كبير يحكي مشوار المنتخب من بداية التصفيات حتى الرجوع من روسيا، ولكن نظراً للميزانية وظروف التصاريح اللازمة  لم تنجح المفاوضات وتم الاتفاق على مشروعين أحدهما تغطية كواليس الشركة في كأس العالم والثاني منتجات الديجيتال ميديا لشركة المصرية للاتصالات.

عن أهم الصور التي التقطوها للمنتخب أجاب:

لا أستطيع تحديد أهم الصور لأنها نسبية ويرجع القرار فيها لمن يشاهدها فكلٍ منهم يقيس أهمية الصورة حسب اهتماماته وتذوقه الفني، لكنني سجلت مجموعة كبيرة من اللحظات الهامة والمميزة، منها صورة لهيكتور كوبر، المدير الفني للمنتخب، وقتما كان يجلس وحيداً يُفكر، وصورة لظل صلاح أثناء جلسات علاجه، كذلك قصة مصورة لمحمد الشناوي ومحمود تريزيجيه، وأحمد فتحي، وهم يساعدون “صلاح” في خلع قميصه في الملعب، وأخرى كانت لحزن نجم المنتخب، وليفربول الإنجليزي، بعد عودته لمعسكر التدريب عقب هزيمة المنتخب أمام روسيا، ومجموعة صور مختلفة للمشجعين المصريين في مدن روسيا، وسيكون هناك المزيد من اللقطات حتى نهاية الرحلة.


 

وعن الصور ذات ردود الأفعال الأكبر أردف:

لو قسنا أهمية الصورة بردود الأفعال، ستكون القصة المصورة لمساعدة نجوم المنتخب الثلاثية -الشناوي وحجازي وفتحي- لـ”صلاح” في خلع قميصه، أثناء عودته للمران الرئيسي للمنتخب، ومن ثم صورة ظله أثناء التمرين.

 

قال هيثم أبو عقرب عن الصور الأكثر صعوبة:

هناك جملة شهيرة عند كل المصورين وهي: “الصورة رزق”، فمهارة كل مصور تقاس بكيفية استخدامه لأدواته ووجهة نظره الخاصة في تسجيل لحظة معينة بشكلٍ محترف، لذلك فالصورة الأصعب بالنسبة لي كانت ظل صلاح لأنها ركزت فيها على عنصرين “صلاح والمدرب” و”الظل”، وحاولت عمل تكوين بصري يوصل فيه الظل رسالة ما، كذلك في مونتاج الصورة نفسها كنت أمام خيارين، إما أن أتركها ملونة، أو أحولها لأبيض وأسود، والخيار الأخير ربح، لسببين الأول أنني لم أكن في حاجة لتشتيت عين المشاهد، والثاني هو أن بطلي هنا الظل، والظل ليس له لون.

من ناحية أخرى، تأتي صعوبة القصة المصورة لمساعدة زملاء “صلاح” له لارتداء قميصه في المران، في توقيتها لأنني رأيت المشهد يحدث أمامي، فقررت سريعًا التحرك لاختيار العدسة المناسبة، وغيرت إعدادات الكاميرا في ثوانٍ، لاختطاف الحدث، الصعوبة الأكثر هنا كانت في قرار تسليمها للنشر، لأنها كانت في توقيت صعب، فمصر كلها تريد الاطمئنان على “صلاح”، ولكن في النهاية تم نشرها.

استطرد “أبو عقرب” حديثه عن المعدات المستخدمة وأسلوب العمل قائلًا:

في أوقات السفر دائمًا ما نحاول أن نحمل معنا أقل قدرٍ ممكن من المعدات وأخفها، نظرًا لكثرة التنقل من مكانٍ لآخر، ولأنه غالبًا لا يوجد معي مساعدين، بسبب تكاليف الفيزا والسفر والإقامة، ولكن في “صورلي” اعتمدنا في معداتنا على كاميرات 4K وعدسات سينمائية، بالإضافة إلى معدات تثبيت الاهتزاز في الفيديو Free Fly، وأحدث الإصدارات من برامج مونتاج وتلوين الفيديو والصور.

أما في أسلوب العمل فنحن معتمدين على الـOne man crew من خلال فريقين كل فريق في مدينة، وكل فريق مكون من اثنين، هما من يؤديان كل المهام من تصوير فيديو وفوتوغرافي ومونتاج فيديوهات منفصلة وأيضًا Live Stream.

كيف تحولت صور المنتخب لمصادر أخبار الصحفيين؟ “أبو عقرب يجيب”:

النشر في الأساس ليس من اختصاصي، فأنا أسلم الصور للجهات المتعاقد معها، وهم من يتولوا عملية النشر، ولكن وكعادة في أي مهمة نخرج فيها، ننشر على صفحاتنا الشخصية ما نشره العميل بالفعل لغرض ترويجي لمنتجاتنا التي نخرجها بشكل يومي، فننشر الصورة أو الفيديو لتعريف الناس بعملنا، ويتابعوه، ولكننا وجدنا هذه المرة في صور وفيديوهات المنتخب اهتمامًا كبيرًا منهم، وردود أفعال إيجابية، لدرجة أن بعض الصحفيين والقنوات الفضائية استغلتها لنقلها لمتابعيهم.

في تلك النقطة يجدر بنا الإشارة إلى أنه لشيء محبط أن تستغل مواقع كثيرة تلك الصور، دون ذكر مصدرها، بل إنهم يزيلون منها التوقيع المدون عليها، لذا يضطر المصورين عادة، لوضع علامة مائية في وسط الصورة للحفاظ على ملكيتهم لها، ولكن من وجهة نظري فإن “الووتر مارك” مؤذي للعين، ويقلل من جمال اللقطة، لذلك نحاول جاهدين عدم استخدامه بالرغم من حالات السرقة الكثيرة التي نتعرض لها.

ما التقطته عدسة “صورلي” لـ الفراعنة..

صور اللاعبين والمنتخب هي الأكثر تداولًا وشهرة بين الناس، لكننا نعمل على مشروع كامل منذ ما يُقارب عامٍ ونصف، من بداية التصفيات وكواليسها، والإعداد للسفريات، وتجهيز الملاعب، وبعض الاجتماعات الإدارية والفنية، والسفر لاختيار كل الملاعب التي سيخوض عليها المنتخب مبارياته الودية، في سويسرا والكويت وإيطاليا وبلجيكا، وحضور قرعة كأس العالم في موسكو، والاتفاق على مكان منطقة التشجيع، كذلك اعتمدنا على الجماهير بشكلٍ كبير، لكي نستطيع توثيق ردود أفعال المصريين في كل المراحل ابتداءً من قلق التصفيات، مرورًا بفرحة التأهل وشغف الوجود في كأس العالم.

وعن المظاهر التي نقلتها “صورلي” للمتابعين أجاب:

نقلنا للجمهور الفرحة، فكل الناس سعيدة بتاهل منتخباتها لكأس العالم، لكن فرحة المصريين لها طعم خاص، لأنها جاءت بعد انتظار دام 28 عامًا.

وعن تأثير التغطية المصورة للمنتخب أضاف:

من أكثر الأوقات التي شعرنا بها بالفرحة عندما علق أحدهم على ألبوم صور عودة محمد صلاح للتمرين قائلًا: “أنتوا بكيتوا الناس امبارح وفرحتوهم النهاردة”، ومن خلال ما نراه من تفاعل على الصور والفيديوهات من الجمهور، سعيد أن “صورلي” استطاعت نقل تلك اللحظات المهمة والنادرة لملايين المصريين، وتلك الأعداد ظهرت من أرقام المشاهدات والتفاعل على كل ما ننشره، وذلك جعلنا نجتهد أكثر، لأن جمهورنا أصبح ينتظر ما سنقدمه له، فلقد أخذنا عهدًا على أنفسنا أن نسجل لهم كل تلك اللحظات التاريخية ونوثقها.

ماذا بعد روسيا؟

سيتم نشر أفضل صور في هذا المشروع الضخم بعد الانتهاء منه، كما سيتم نشر فيلم وثائقي قصير يحتوي على أفضل لقطات صورناها فيه.