"ليالي أوجيني".. الكل أبطال حتى الزمن

هبة سمك

ما بين ليلٍة حالمٍة عاذبٍة يملئها الحب، وأخرى يُرهقها عذاب الفراق، وخيبة الأمل، ووجع القلب، عشنا مع “ليالي أوجيني”، تلك الليالي المركبة في تفاصيلها، المُتزينة بعناصرها الفنية المبدعة، فتأخذنا كل ليلة ولمدة ثلاثون دقيقة لنعيش في رحاب الزمن الجميل حيث حقبة الأربعينات لنتعرف على شخوص تلك المرحلة، والعلاقات الاجتماعية بينهم.

اهتم بالتفاصيل تطلع الصورة حلوة

دائمًا ما يتذيل إسم المخرج تتر المسلسل، لكن في هذا التقرير ستكون البداية مع المخرج هاني خليفة، الذي استطاع ببراعة رسم لوحة فنية ليس فقط على مستوى أبطالها من الفنانين، ومظهرها الخارجي حيث الأزياء الراقية والأنيقة التي صممتها المحترفة “ياسمين القاضي”، والديكورات الفخمة، والعناية بالتفاصيل بداية من حقنة الطبيب “فريد”، وعربة الطفلة الصغيرة، حتى اختيار مدينة بورسعيد مسرحًا للأحداث، بينما في الحقيقة امتد لعمق الشخصيات التي اختارها بعناية، ليجعلك تحس وتسمع، مالم تعبر به الكلمات .

في الحلقة الثانية عشر، عُرض مشهدًا رائعًا فبينما يسير “فريد” تائهًا على الشاطئ، يعاني من القيود التي فرضها الزمن عليه بزواجه من أرملة شقيقه، ومسئوليته عن ابنتها “نادية”، تظهر طيور السمان العالقة المقيدة في الشباك على البحر، في ترابط ضمني رائع جمع المشهدين في كادر واحد.

كذلك المشهد الصامت الذي يصور عزيز “مراد مكرم”، بعد وفاة والدته وهو يتذكرها كلما عاد إلى بيته.

حكايات أهل أوجيني

قلما نجد أعمالًا فنية جميع خطوطها الدرامية على نفس المستوى من أهمية الخط الرئيسي الذي تدور حوله أحداث المسلسل وهو ما حققته المؤلفتان سماء عبد الخالق، وإنجي القاسم، وذلك من خلال حكايات درامية متداخلة وهي:

كريمان وفريد: يجمعهما الحب، لكن كريمان يطاردها الماضي الأليم مع زوجها الذي حرمها من ابنتها، وفريد وجد نفسه زوجا لأمرأة لا يحبها ومسئولا عن طفلة ليست ابنته.

عزيز وصوفيا: فشل حبهما القديم، فعزيز ظل يخشى أمه المتسلطة، وصوفيا تنتظر ابنها العائد من الحرب، أملا في أن يكون لا زال حيًا.

صدقي ونعمات: قدما الثنائي علاقة عاطفية خاصة ومميزة في المسلسل، فرغم الفارق الاجتماعي وفارق السن أيضًا، وقع صدقي في حب نعمات ونجحا في الارتباط والزواج، لكن ابنته المتنمرة الطبقية تحول دون سعادتهما.

جليلة وأمين: جليلة تبحث عن ذاتها، وتحقيق حلمها في الغناء والتمثيل فتمردت على أسرتها الصعيدية، لكنها اصطدمت بأمين الذي خيرها بين حبهما وبين حلمهما فاختارت تحقيق الحلم، واكتشفت بعدها أنها لا تحبه.

لست وحدك بطلًا

أمينة خليل “كاريمان”

استطاعت “خليل” أن تعكس المشاعر المتناقضة، فهي إمرأة معذبة تُصارع من أجل عودة ابنتها، لكن خلال رحلتها دق قلبها فتشعر بالذنب من مشاعرها التي سرقتها من أحزانها، فضلاً عن اهتمامها بكل تفاصيل الشخصية سواء في الحركة أوالحديث أو الانفعالات لتخرج الشخصية بكامل مصداقيتها.

نرشح لك: أمينة خليل.. النجمة التي أضاءت “ليالي أوجيني” 

إنتصار “نعمات”

قدمت الفنانة إنتصار، واحدا من أفضل أدوارها الفنية، فهي المرأة التي تمتلك من الكبرياء، والكرامة ما يغنيها عن المال. نجحت بجدارة في ترجمة مشاعر “نعمات” المختلطة، فظهرت تارة كالمراهقة الخجول عندما تقدم “صدقي” بك لخطبتها من إخوتها، وتارة أخرى كأمرأة قوية أمام ابنته عندما أهانتها.

ليالي اوجيني

خلينا نقول أن رد فعل الست نعمات…غير متوقع بالمرة! 😃#ليالي_اوچيني #ليالي_اوجيني #انتصار #مريم_الخشت #رمضان٢٠١٨ #beelinkproductions #layalieugenie #ramadan2018 #eaglefilms

Posted by ‎Layali Eugenie series – مسلسل ليالي اوجيني‎ on Wednesday, June 6, 2018

إنجي المقدم “صوفيا”

“صوفيا دي ست تفتح نفسك على الدنيا”، هكذا وصفتها “كاريمان”، وبالفعل هي إمرأة تبدو أمام الجميع كالفراشة التي تملئ المكان بهجة، وسعادة وحياة، متكئة على نفسها فتصنع الحلوى التي تليق بها، هكذا بدت من الخارج، لكن من داخلها تخفي الكثير من مشاعر الألم.

أجادت “المقدم” رسم الضحكة التي تخفي ورائها الحزن، بدت متحكمة في نبرة صوتها، وتعبيرات وجهها، وانفعالاتها المختلفة، أجادت أيضا نطق اللغة الإيطالية بالنكهة المصرية.

أسماء أبو اليزيد “جليلة”

نجمة تياترو أوجيني، الفنانة التي أضاءت مسرح المسلسل غناءً، ورقصًا، تبدو في قمة سعادتها وهى تغني “يا وردة قولي” لصباح و “أما إنت جريء والله” لثريا حلمي، وتبدو في قمة الحزن عندما تتحدث عن عائلتها التي تركتها من أجل حلمها، تعبر عيناها في صمت عن مشاعر الخوف والقلق من تحذيرات الراقصة “لولا” لها.

اغاني مسلسل ليالي اوجيني | اما انت جريء

أغنية "اما انت جريء" لينك اليوتيوب و ساوند كلاود اول كومنت…غناء : أسماء أبو اليزيدتوزيع موسيقي : MAZتسجيل , مكس و ماستر : Latinoالأغنية الاصلية غناء الفنانة ثريا حلميكلمات : أبو السعود الابياريالحان : محمد صبرةOrchestrator : د. ديفيد جميعيعود : محمد زين قانون : د. محمد مصطفى ناي : د. محمد فرجكمنجات : مجموعة حسن سعيدتم تسجيل و تنفيذ الأغاني بأستوديوهات شركة Seven Picturesمسلسل ليالى أوجينى إنتاج Beelink Productions و Eagle Filmsإخراج : هانى خليفة

Posted by ‎Asma Abulyazeid أسماء أبو اليزيد‎ on Monday, June 4, 2018

مريم الخشت “نبيلة”

تنوعت مشاهدها، واختلفت انفعالاتها ما بين طفلة كبيرة مدللة على أبيها، وبين فتاة مراهقة تعشق النميمة مع جاراتها، وبين إمرأة ارستقراطية نظرتها طبقية لمن هم دون مستواها.

ليلي عز العرب “ماجدة”

وضعت بصمة مميزة في دور الأم المتسلطة، والجارة الفضولية، والمرأة القوية المتحكمة.

مراد مكرم “عزيز”

قدّم نفسه بصورة جديدة ومختلفة تمامًا في شخصية “عزيز” الحائر بين طاعته لأمه وحبه القديم لصوفيا”، كما خطف قلوب المشاهدين بمشهد تأثره بوفاة أمه، حيث قال باكيا لصوفيا:”أنا مش عاوز حد يقولي البقية في حياتك، هى مقلتليش أعمل إيه بالبقية دي”.

نادين “لولا”

عودة قوية لفنانة معتزلة، فعلى الرغم من قِصر مشاهدها في المسلسل، إلا إنها كانت مؤثرة في دور الراقصة “لولا” المرأة المغرورة بجمالها وشهرتها، وحب الرجال فيها، فتأبى أن يصدها أحد.

ظافر العابدين “فريد”

ظهر “فريد” مع بداية الحلقات، بشخصية باردة المشاعر، تعكس فتور العلاقة بينه وبين زوجته “عايدة”، فضلا عن عمله كطبيب منشغل طوال الوقت، لكن عندما وقع في حب “كاريمان” بدأت الشخصية تتغير شيئا فشيئ، فيعبر عن حالته قائلًا:” كان كل شيئا عاديًا إلى أن رآها .. ثم أيقن أن الحب حين يأتي، يأتي دون إشعارٍ مسبق، ولا يخبرك بسبب أو دافع”.

موسيقى ليالي أوجيني

البداية مع تتر المسلسل الذي غنته الفنانة نسمة محجوب، وكتب كلماته أمير طعيمة، ولحنه هشام نزيه، والذي حمل روحًا مختلفا جعلته الأفضل في وجهة نظري هذا العام، حيث عبر عن حالة الحزن، والضعف والأسى التي تعيشها البطلة فتقول: “لا قادرة من حبك أخف ولا قد أعراض الانسحاب، مع إني عارفة إنك طريق أخره سراب”

نرشح لك: ليالي أوجيني.. كل العصافير في تترٍ واحد 

حتى الموسيقى التصويرية المرافقة لأحداث المسلسل، تحمل قدرًا كبيرًا من الشجن المناسب لكل عناصره.

الحلو مايكملش

– وقع صناع المسلسل في خطأٍ أثناء تصوير الحلقة التاسعة من المسلسل، بظهور صورة الملكة ناريمان فهمي صادق، الزوجة الثانية للملك فاروق الأول ووالدة ولي عهده أحمد فؤاد، والتي توفت عام 2005، على أنها صورة والدة الفنانة مريم الخشت في المسلسل.

-مع انتصاف حلقات المسلسل بدأت الأحداث تسير ببطئ، لكن ما ساعد على عدم شعور المشاهد بالملل، هو جمال الحوار بين الأبطال، كما أن الإيقاع البطئ مناسب لزمن الأربعينيات.

-الموسيقى التصويرية كانت أعلى من أصوات الممثلين في بعض المشاهد، ما تسبب في عدم وضوح الجمل والحوار.

-أداء الفنان ظافر العابدين لم يكن الأفضل فبدت مشاعره فاترة إلى حد ما، ولم يتمكن من التعبير عن الانفعالات بشكل جيد، إلى جانب عدم الحديث بنبرة واضحة في بعض المشاهد.

“ليالي أوجيني”، عمل فني راقِ، يستحق المشاهدة فالكل فيه أبطال بما فيهم الزمن الجميل، الذي منح الفرصة لنسج خيوط درامية رائعة، جعلتنا نرثي أيامنا على ماوصلنا إليه.

نرشح لك:إسلام وهبان يكتب: هوانم “ليالي أوجيني”