أوفا الجزء الثاني.. الأفورة محدش عملها حساب !

 

عقب ظهوره في شهر رمضان الماضي، من خلال حملة إعلانات إيجي بنك والتي جاءت تحت عنوان “إنت محدش بيعملك حساب”، حاز أداء عبد الرؤوف أحمد الشهير بـ”أوفا” على إعجاب عدد كبير من الجمهور، وحققت الحملة انتشارًا كبيرًا على مواقع التواصل الاجتماعي. لكن خلال الموسم الرمضاني للعام الحالي، عادت الحملة من جديد، وأطلق إيجي بنك جزءًا ثانيًا منها، لكن هذه المرة لم تحقق النجاح المطلوب، بل شابها العديد من الثغرات التي أضعفتها، وجعلتها “أوفر” وغير مقنعة في أحيانٍ كثيرة.

في البداية تكرار فكرة التهميش لـ”أوفا” لم تكن جذابة لأنها “اتهرست” منذ العام الماضي، فكان من الأفضل ألا تعتمد الحملة الجديدة على التركيز في إظهار التهميش دون رصد التطور الناتج عن ما تم تقديمه في العام الماضي، سواء مثلًا في تطور علاقة “أوفا” بوالده (عماد ماهر)، أو حتى توضيح ماذا حدث لأوفا “بعد ما عمل حساب السنة اللي فاتت ولقى حد يعبره”.

فكرة استبدال الأب بالمدير وزملاء العمل كانت “واسعة شويتين”، لأن نموذج الأب أو الأسرة عمومًا التي تهمش الابن وتلغي شخصيته تمامًا موجودة وبنسب متفاوتة، قد يكون من بينها ما هو مشابه لتعاملات والد “أوفا” في الإعلان، ولذلك لاقت رواجًا كبيرًا بين الجمهور. لكن أن يتم التهميش من المدير والزملاء بهذا الشكل ودون أي أسباب، فقد جعل الأمر تخيليًا أكثر منه مضحكًا، لا سيما مع إبداء “أوفا” لتحمسه الدائم للعمل والانخراط معهم، لأن أي مكان عمل تكون الأولوية فيه لمن يهتم بوظيفته، ولا يتعلق الأمر بفكرة “الأقدمية وخلاص”.

نرشح لك: ملخص رمضان 2018 في 27 كوميكس

أيضًا تصرفات المدير وكل الزملاء لما تكن مقنعة، فالمدير لا يكون في اجتماع مع موظفيه ويستدعي أحد الموظفين من خارج الاجتماع لكي يركن له سيارته في مكان آخر، ويعطي المفاتيح لـ”السايس”.

كذلك عدم الربط بين الإعلانات كان واضحًا، فعقب الإعلان الذي يطلب منه المدير ركن سيارته، تم طرح إعلان آخر لأوفا أثناء مشادته مع السايس لأنه رفض أن يركن السيارة في المكان المخصص للموظفين بداعي أنه لا يعرفه، فكيف جعله يركن سيارة المدير ثم أعطاه المفاتيح، ويعود الآن ليقول إنه لم يعرفه عندما جاء لركن سيارته الخاصة.

أما موقف المدير عندما رفض إنهاء المشادة وقال لأوفا: “معلش اركن فوق عشان المكان ده للموظفين” فكان مبالغًا فيه.. لأنه موظف أصًلا في الشركة فكيف ينفي ذلك؟!

أيضًا التجاهل من زملائه بالكامل رغم تعاونهم مع بعضهم البعض في كل الأعمال، فلا يشترون له طعامًا أثناء الغداء، ويعقدون حفلة في مقر الشركة في غيابه ثم يسافرون جميعًا دون أن يخبروه بأي تفاصيل عن ذلك، وكأن الشركة بأسرها تجتمع وتتعمد عدم إبلاغه بأي شيء.

حتى عندما ظهر والده معه لم يكن مقنعًا مثلما حدث في العام الماضي، لأنه هذ المرة تواجد معه في مقر عمله، فبالتالي تعنيفه والاستهزاء به لم يكن مقبولًا، لا سيما أنه طلب منه أن يغادر مقر العمل ويخرج معه على الفور ليسافر مع الأسرة، ثم يظهر المدير بعد ذلك ويستأذنه الأب في أن يأخذ نجله معه فيوافق، فلماذا كان يعنف “أوفا” على عدم الخروج رغم أنه لم يستأذن المدير؟ أيضًا السؤال الذي وجهه للمدير أمام الموظفين، وهو ممسك بأذن نجله، بقوله: “عامل إيه معاك الواد ده” كان مبالغًا فيه بشدة و”انتهي من أيام التسعينات أصلا”.

الخلاصة، تكرار الحملة بدون إضافات حقيقية كان خطأً، حتى التطوير في نقل بيئة التهميش لـ”أوفا” من البيت والأسرة للعمل والزملاء لم يكن واقعيًا، فجاءت الحملة بها “أفورة” لم تكن مقبولة مثلما حدث في العام الماضي، لأنها أصبحت بعيدة عن الواقع بشكل كبير.