عمرو عبد الجليل.. ينجح ممثلًا ويفشل بطلًا

إسراء إبراهيم

برهن الفنان عمرو عبد الجليل، على مقولة “الذهب لا يصدأ”، فعلى الرغم من غيابه سنوات عن الأدوار ذات الصدى والنجاح المُلفت، إلا أنه خطف الأضواء منذ بداية عرض مسلسل “طايع” مع أولى أيام شهر رمضان الكريم، من خلال شخصية “الريس حربي” أحد تجار تهريب الآثار في الصعيد.

نرشح لك: مواعيد عرض طايع لـ عمرو يوسف #مسلسلات_رمضان_2018

أعاد “الريس حربي” عمرو عبد الجليل، إلى الساحة الفنية بقوة وبحضور متمكن، بعد غياب 4 سنوات عن آخر أعماله الفنية “الزوجة الثانية”، والتي شارك به في موسم الدراما الرمضاني عام 2013، إلا أنه لم يحقق نفس النجاح الملحوظ لشخصية “الريس حربي”، ليزيح “عبد الجليل” عنه بتلك الشخصية الغبار الذي أطفأ بريقه خلال السنوات الماضية.

نرشح لك: لصوص الآثار من “المومياء” إلى “طايع”

الدراما الرمضانية هي معترك لإثبات النفس، وبرهان على الموهبة وحدها، فمع كل موسم رمضاني جديد، يخفق نجومًا ويتوهج آخرون، و”عبد الجليل” واحدًا من هؤلاء الذين لمعوا هذا الموسم، تجسيده لدور البطل الثاني لم يكن عائقًا أمامه، الأداء المتمكن والمحترف للشخصية، جعله حديث الإعجاب من قبل الجمهور، بل تعدى الأمر إلى تفضيل الجمهور أداؤه على بطل العمل الأول عمرو يوسف.

يقدم “عبد الجليل” دورًا مميزًا ضمن مسيرته الفنية يجعله عنصر من عناصر الجذب الخاص بمسلسل “طايع”، حيث يجسد شخصية “الريس حربي” مهرب الآثار الصعيدي، الذي يحاول الثأر لموت ابنته ضمن الأحداث، ويعرف بـ”أبو الرجال” لإنجابه أكثر من ولد، لك الشخصية تحتاج للحزم والجدية في التجسيد، إلا أن عمرو استطاع إظهار قوة وتأثير الشخصية دون إنفعالات مزورة أو مبالغ فيها، ومع كل مشهد يظهر به تظهر قوة الشخصية الصعيدية من خلال نبرة صوته المتزنة وتعبيرات وجهه المتفردة.

“الريس حربي” شخصية لها قواعدها الخاصة، خاصة فيما يتعلق بالخيانة الذي لا يتهاون معها إطلاقًا، وهذا شيء منطقي ضمن الأحداث التي تدور حول الثأر وعالم تهريب الآثار، فعندما علم “حربي” بخيانة “طايع” له انتقم منه في أخيه “فواز”، حيث قتله “بدم بارد” كما يُقال، أظهر “عبد الجليل” في ذلك المشهد من براعة الأداء ما يكفي للإشادة به، إذ جعل الجميع يمقته من الجمهور وهو الأمر الذي يؤكد على نجاح شخصية الشرير.

مشهد مؤثر جدا.. رد فعل طايع وأمه على اللي عمله حربي في فواز

مشهد مؤثر جدا.. #طايع لآخر لحظة مكانش مصدق تهديد الريس حربي بقتل فواز.. لكن اللي حصل فاق كل تصوراته! | #إحنا_cbc | CBC Egypt

Posted by CBC Egypt on Thursday, May 31, 2018

لم يكتفي عمرو عبد الجليل باعتماده على الأداء فقط خلال الأحداث، إذ أنه ظهر بلحية طويلة وملابس صعيدية تتناسب مع طبيعة الشخصية الصعيدية التي يقدمها، ذلك التغيير في الشكل أعطى انطباعًا عامًا بأنه “غير جلده” كما يُقال، بل وأعطى الشخصية روحًا مميزة حيث أنه لم يصبغ الشخصية بالملامح الجادة والروح المتصلبة، إذ جعل “الريس حربي” الشرير “أبو دم خفيف” أو الشرير المضحك، وهو الأمر الذي يجيده عمرو عبد الجليل ببراعة.

ولا يوجد خلاف على موهبة الفنان عمرو عبد الجليل وبراعته، فعلى مدار 32 عامًا قدم ما يزيد عن 80 عملًا فنيًا، أدى خلالها العديد من الأدوار المتنوعة والمتباينة، إذ أنه يعتبر “مشخصاتي” بارع لا يمكن حصره في دورًا محددًا ذو نمط واحد، فهو بارع في تقديم التراجيديا بطريقة كوميدية أو ما يُعرف بـ” الكوميديا السوداء”، وغيرها من الأدوار المختلفة، إلا أنه يواجه إخفاقًا عندما يجسد أدوار البطولة المطلقة، أو لا يحالفه نفس النجاح الذي يناله عندما يجسد الأدوار الثانية.

لم تمنح أفلام البطولة عمرو عبد الجليل، النجاح الكبير الذي حققه في أدواره الثانية، على الرغم من أن أولى بطولاته المطلقة “كلمني شكرًا” تصدر شباك الإيرادات، إلا إنه واجه العديد من الإنتقادات بسبب تركيبة الفيلم التي اعتبرها البعض تجارية، وفي موعده مع البطولة الثانية في فيلم “صرخة نملة” لم يلقى الفيلم رواجًا كثيرًا حيث حقق إيرادات هزيلة نوعًا ما.

عمرو عبد الجليل موهبة لا يمكن إنكار قوتها، إلا أنها تحتاج لحسن الاختيار وعدم السعي وراء البطولة المطلقة فقط، بل الأهم السعي وراء الدور الجيد الذي سيمنحه بالتأكيد نجاح البطولة الأولى التي يمناها.