لصوص الآثار من "المومياء" إلى "طايع"

أمنية الغنام

أعادت شخصية حربي تاجر الآثار التي لعب دورها الفنان عمرو عبد الجليل في المسلسل الرمضاني طايع وبصورته وهيئته تلك للأذهان،الصورة التي ظهر بها الفنان عبد العظيم عبد الحق وهو مؤدياً نفس الشخصية في رائعة المخرج شادي عبد السلام ” المومياء”١٩٦٩.

نرشح لك – مواعيد عرض طايع لـ عمرو يوسف #مسلسلات_رمضان_2018

وبالرغم من أن الفارق الزمني بين العملين حوالي ٤٩ سنة، إلا أن الجمهور مع عرض الحلقات الأولى للمسلسل بدأ في عقد بعض المقارنات اللطيفة بين الشخصيتين وربما يعود السبب في ذلك لقلة الأعمال الدرامية أو حتى السينمائية التي تناولت شخصية لصوص الآثار ، أو ربما للشبه الموجود بين ملامحهما. وبعيداً عن طبيعة كلا العملين والسياق الدرامي لأحداثهما إعلام دوت أورج يرصد بعضها كالتالي:

-لفت نظر الناس أن لص الآثار “حربي” يرتدي العمامة البيضاء ذات ٣ طبقات، كما كان يفعل العم الأكبر في المومياء – لم يكن له اسم صريح في الفيلم- كما أنه لا يتمسك باللون الأسود كلون أوحد لملابسه.

عكس ذلك “العم”الحريص على ارتداء الملابس الشديدة السواد والشال الأسود على الرأس.

-لعبت اللحى الطويلة البيضاء لكلٍ من عمرو عبد الجليل لص الآثار في طايع وعبد العظيم عبد الحق لص الآثار في المومياء في تقريب الشبه والربط بينهما عند جمهور المشاهدين،وإن جاء ظهورها لإضفاء ملمح الوقار على مؤدي الشخصية.

-خفة دم “حربي” في بعض تعليقاته، وكثرة كلامه وسخريته ممن حوله ، ومواقفه الكوميدية مع ابنه الأكبر ذو الوزن الزائد تناقض تصرفات “العم” في المومياء القليل الكلام والمحدد في التعبيرات.

-تعود الشخصيتان في أصولهما للبيئة الصعيدية، وهنا تساءل الجمهور عن اختلاف اللهجة بينهما بهذا الشكل الملحوظ؟؟ كذلك التوتر والانفعال الذي يظهر به حربي عكس الثبات الذي كان عليه “العم” في المومياء.

على أية حال فإن عدم تكرار وجود شخصية تاجر الآثار في الأعمال الدرامية، جعل من ملامح وجودها في المومياء نمطاً يمكن أن يسترشد به من يريد تقديمها في أعماله الفنية.

يذكر أن شادي عبد السلام صانع الإبداع وناشِد الخلود، استطاع أن يستلهم من واقعة اكتشاف مخبأ المومياوات بالدير البحري ١٨٨١ الخيوط الأولى لينسج بها رائعته الأشهر… فيلم “المومياء”١٩٦٩  اعتماداً على أحداث حقيقية وقعت في صعيد مصر وتحديداً في قبيلة ” الحربات”.الفيلم اعتبره النقاد المصريين واحداً من أفضل الأفلام المصرية على الإطلاق وفتحت الباب على مصراعيه لعبد السلام ليصبح أحد أشهر مخرجي السينما المصرية على مدار تاريخها.

قام ببطولة المومياء الفنان الراحل أحمد مرعي والفنانة نادية لطفي وتدور أحداثه في ٢٤ساعة كان الاهتمام فيه واضحاً بأدق التفاصيل التي تعكس تلك الفترة الزمنية من التاريخ سواء أماكن التصوير، الديكور ، الإكسسوار، الآثار والتوابيت الفرعونية ، حتى الأزياء والملابس صممها شادي عبد السلام بنفسه لتلائم طبيعة عادات وتقاليد الصعيد المصري في القرن الماضي.