مراحل تطور شريف إدريس من رأفت الهجان لـ نسر الصعيد

رباب طلعت

في بداية التسعينات جسد شريف إدريس أول أدواره طفلًا، مع كبار النجوم، وتعلقت ذاكرة الجمهور به كـ”طارق” ابن “شريفة” شقيقة “رأفت الهجان”، ثم كبر تدريجيًا على أعين المشاهد، الذي شاهده صبيًا في “أرابيسك”، و”خالتي صفية والدير”، و”عائلة شلش” وغيرهم الكثير، إلى مشاركته اليوم شابًا في “نسر الصعيد” مع الفنان محمد رمضان.

إعلام دوت أورج” حاور أحد أشهر أطفال الدراما المصرية، الفنان الشاب شريف إدريس، وفيما يلي أبرز تصريحاته، عن الفن ما بين الماضي الحاضر، ومرحلتي الطفولة والشباب، ومحمد رمضان.

1- لم يكن “رأفت الهجان” الذي ظهرت فيه طفلًا أول أعمالي، فقد شاركت من قبله في عدة أعمال أبرزها “كل هذا الحب”، و”اللص” مع الفنانة نجلاء فتحي، ثم تدرجت في الأدوار بحسب سني، وشاركت في أعمال كبيرة ومهمة مثل “الوسية”، و”أهالينا”، و”خالتي صفية والدير”، و”أرابيسك”، و”عائلة شلش” والكثير غيرهم.

2- وقفت على خشبة المسرح مع الفنان الكبير عادل إمام في مسرحية “بودي جارد”، 6 سنوات، وكان دور بطولة، وقد اختارني الزعيم بعدما شاهد دوري في “عفاريت السيالة”، وكان من أكثر الأعمال التي استمتعت بها في حياتي، لسببين أولهما أنني أقف أمام الزعيم، والثاني لوجود الجمهور، فشاهدت ردود الأفعال بعيني.

3- قبل “نسر الصعيد” هذا العام، شاركت في عدة مسلسلات خلال السنوات الماضية منها “الجماعة” و”الهروب” و”الخروج”، وأحضر لمسلسل “فوبيا”، المنتظر استكمال تصويره بعد رمضان، حيث اعتذر الفنان خالد الصاوي عن بطولته، ويبحث صناعه عن بطلٍ آخر، وسأستمر في التمثيل فأنا خريج فنون مسرحية وتمثيل وإخراج.

نرشح لك: شريف إدريس من “رأفت الهجان” لـ “نسر الصعيد”

4-  رشحني لدور “نسر الصعيد” المنتج الفني صبري السماك، وحدث المخرج ياسر سامي عن أعمالي، فأجريت معه مقابلة مثلي ككل المرشحين واختارني، وأجسد فيه شخصية شاب ملتزم دينيًا من الصعيد، جاهل، وينساق وراء الأطراف المتطرفة، وخلال الأحداث أتقدم لـ”ليلى” ابنة عم “زين” التي تؤدي دورها الفنانة عائشة بن أحمد، وستكشف الحلقات المقبلة عن أحداث كثيرة، لا أرغب في حرقها.

5- دخولي لعالم التمثيل نفسه صدفة، حيث رشحني أحد معارف أسرتي للمخرج الراحل حسين كمال، وعندما شاهدني جعلني أشارك في “كل هذا الحب”، وبعدها أعمال أخرى، حتى وصلت لـ”رأفت الهجان”، ومنذ ذلك الحين تعلمت مبدأ أن تقيمي يكون من خلال عملي لا شيئ آخر.

6- أهتم بالكيف وليس الكم، فالفن ليس بالكيل، فهناك أدوارٌ صغيرة، تؤثر في المشاهد، وتبقى في ذاكرته، فمثلًا في مسلسل “الخروج” لكريم عبد العزيز، كان دوري “قواد” يعتدي على رانيا منصور، ويقتل شقيقتها، وكانت ردود الأفعال عليه عظيمة، بالرغم من أنه كان مشهدًا واحدًا، في أول حلقة وانتهى على ذلك، أيضًا في “رجل الأقدار” جسدت دورًا من مشهد أو اثنين، رشحني له المخرج، ولم أكن سعيدًا به، لكن المخرج أقنعني بأنه سيكون مؤثرًا، وقد كان، لذلك فالأهم من حجم الدور أثره، حتى لو وقفة صامتة.

7- شهدت الدراما المصرية خلال السنوات العشر الماضية اختلافًا كبيرًا، ففترة التسعينات كان لها شكلًا خاصًا بها، يختلف عن بداية الألفينات، وتلك تختلف عن ما بعد 2010، فدخول مخرجي السينما للدراما جعلها تطور بشكل ملحوظ، سواء في الصورة أو المواضيع، أو الأحداث، خاصة المتماشية مع أحوال البلد، لأنهم يخرجون سينما وليس فيديو، بالإضافة لتطور الأداء التمثيلي، والكتابي، الذي أصبحت مواضيعه أكثر بكثير من السابق.

8- سلبيات دخول مخرجي السينما لصناعة الدراما، هو أنه ظلم جيلًا كبيرًا من المخرجين، الذين كانوا مساعدي الأسماء الكبيرة في المجال مثل مجدي أبو عميرة، ويحيى العلمي، وإسماعيل عبد الحافظ وآخرين، لأن القفزة التي حدثت في السوق جعلت مخرجي السينما يدخلون المجال، وذلك لا ينكر أنهم ممتازين جدًا في أماكنهم، وأثبتوا نجاح تجاربهم، مثل محمد سلامة، وياسر سامي، وحسام علي، وغيرهم.

9- أحب مسرح مصر فهو من التجارب الناجحة جدًا خلال الفترات الماضية، “الناس بتستناه على القهوة”، وقد لمع نجومه وتعلق بهم الناس، ومنهم ممثلين “هايلين جدًا”، مثل مصطفى خاطر، وكريم عفيفي، وآخرين، وبالتالي عندما اتجهوا للدراما، غامر المنتجين، وجعلوهم نجومًا لمسلسلاتٍ كوميدية، نجحوا فيها، لأن لديهم جمهورهم، والدليل على ذلك أن mbc أنتجت لهم 30 مسرحية يومية تُذاع في رمضان 2018، وعن نفسي أحب متابعتهم جدًا، خاصة لمحبتي لأشرف عبد الباقي، حيث وقفت أمامه على المسرح وأنا صغير.

10– نجوم مسرح مصر يستحقون النجاح الذي وصلوا إليه، لكن يجب عليهم الانتباه للنقد، لتطوير أدائهم وأنفسهم، ولكن النقد المتخصص، فحاليًا أصبح النقد “فيسبوكي”، وأصبح سهلًا على أي أحد من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، ممن لديهم متابعين كثر أن ينتقد ويسب أي شخص أو عمل عبر صفحته، لكن لم يعد هناك نقدُ فني للأداء أو العمل أو المخرج أو الدراما، ذلك النوع الذي يفيد الطرفين الناقد والموجه له النقد، وأصبح الكثيرون يتصيدون الأخطاء في المسلسلات بشكلٍ هستيري.

11- مسلسل “ربع رومي” لمصطفى خاطر: “كوميديا مش طبيعية”، و”طايع” لعمرو يوسف “عظيم، و”رحيم” لياسر جلال “عظيم جدًا”، وأمير كرارة في “كلبش 2” ممثل “هايل”، فليست الدراما وحدها هي من تطورت، فالنجوم أنفسهم تطور شكلهم بشكلٍ كبير، مثلًا ياسر جلال، ومحمد رياض في “رحيم” ليسوا كما كانوا في “لن أعيش في جلباب أبي”، وأمير كرارة الآن مختلف تمامًا عن بداياته، ليس فقط في الشكل بل والأداء، ومثلهم محمد رمضان، تطوره ملحوظ من “الأسطورة”، و”ابن حلال” وغيرهما لليوم في “نسر الصعيد”.

نرشح لك: مواعيد عرض “نسر الصعيد” #مسلسلات_رمضان_2018

12- “نسر الصعيد” ليس بداية علاقتي بمحمد رمضان فأنا أعرفه جيدًا من فترة طويلة، قبل أن يدخل عالم التمثيل وينجح ويثبت نفسه، ومنذ ظهوره الأول على المسرح في مسرحية “قاعدين ليه” مع الفنان الكبير سعيد صالح، لفت الأنظار له، وتحدث الجميع وقتها عن “الشاب الجميل اللي بيقدم أحمد زكي على المسرح”، للدرجة التي كان مشاهدون كثر يحضرون المسرحية ليشاهدوه.

13- مشكلة محمد رمضان أن الجمهور يعامله على أنه أحمد زكي، وتلك نظرة خاطئة، تضعه دائمًا في مقارنة ظالمة، فهو لن يكون “النمر الأسود”، كما أن هيثم أحمد زكي، لن يكون والده، فلكل فنان شخصيته التي يقدمها، ولا يجوز أن يُقلد أحدًا.

14- شاهدت مقابلة محمد رمضان مع الإعلامي أسامة كمال في برنامجه “مساء dmc”، على قناة “dmc”، تحدث فيها الفنان بمنتهى الواقعية، واعترف أنه جسد أدوارًا لمجرد الشهرة والانتشار، وقال للمشاهدين: “انتظروني في اللي جاي”، و”نسر الصعيد” الخطوة الأولى له “في اللي جاي”، فخرج من عباءة الأدوار التي ينتقدها الجمهور وقدم شخصية ضابط، ويجب الإشارة إلى أن وصف دور بأنه “محترم” وآخر “ليس محترمًا” وصفًا خاطئًا، ولكن الأصح القول بأن هناك “دور فيه قبول وغيره لا”، وأدوار البلطجي واللص وغيرها يجسدها الفنان ليحذر الناس منها ويطلب منهم عدم تقليدها ولا يمجدها.

15- محمد رمضان على المستوى الإنساني عظيم جدًا، إنسان “جدع وطيب”، فأنا مثلًا عملت مع نجوم كبار، لسنوات طويلة، فتجد فنانًا يستحوذ على العمل لوحده “أناني”، وآخر يعطيك الكثير لتخرج أفضل ما عندك لتضيفه للعمل، وبالتالي يخرج كله بشكل جيد، وناجح، ومحمد رمضان من ذلك النوع، فهو حريص دائمًا على إعطاء من حوله “الباور” اللازم للتصوير، ويشاركه ويناقشه، فالتمثيل مشاركة، وقبل أي مشهد نتحدث سويًا ونناقشه لنخرج أفضل ما لدينا، لذلك أتمنى ممن ينتقدوه أن ينتقدوه نقدًا عادلًا، لا هجومًا غير مبررًا عليه.

16- لا أتذكر شيئًا من كواليس الاعمال التي جسدت فيها أدوارًا في مرحلة الطفولة، كل ذكرياتي عن أعمالي الفنية تحمل ذكريات طيبة مع كل الناس الذين تعاملت معهم، فمثلًا قد حصلت على “بلوفر” هدية من الفنانة نجلاء فتحي، ارتديته أثناء تصويري مسلسلها “اللص”، فأنا أعشق هذه الشخصية، وكذلك الفنانين الكبار محمود عبد العزيز، ومحمود الجندي، وصلاح السعدني.

17- مشكلتي حاليًا، والتي تؤثر على فرص حصولي على أحد الأدوار في الأعمال الدرامية، هو أن معظم صناع المسلسلات القدامى يعرفونني، لكن الشباب الحاليين لا، لأنه لم يشاهد لي أعمالًا سابقة، لذلك فإن التواصل بيني وبين المخرجين الشباب مقطوع، ولا أحصل على ترشيحات لأدوارٍ منهم، لذلك فأنا أثبت نفسي من جديد أمامهم.

18- أصعب المواقف التي يواجهها الفنان هو أن يعامله أحدًا معاملة سيئة، أو أنه يقلل منه، ويُشعره بأنه “معملش حاجة قبل كده”، فبالرغم من أن البعض يعاملون الشخص معاملة حسنة، آخرين “بيقفلوه من الدنيا”، وأنا لا أتعامل مع أي شخص كـ”علاقات”، بل أفضل أن يقيمني الجميع من خلال أدواري، مثلما حدث مع المخرج ياسر سامي في نسر الصعيد.