ياسمين غيث.. أن تصبح ممثلًا بالصدفة ولا تحارب للاستمرار

رباب طلعت

لم يمر على بداية السباق الدرامي سوى أسبوعٍ “رتيب” لا جدال فيه حول المسلسلات، سوى بعض الأخطاء الإخراجية والتمثيلية، التي بدأت تظهر خلال الحلقات، ولم يدر الحديث حول الوجوه الجديدة، كما المعتاد، بل طالت التقييمات النجوم الكبار، أو مقارنة أداء من كانوا العام الماضي فنانين لأول مرة، ومنهم ياسمين غيث، حفيدة الفنانين حمدي وعبد الله غيث، والتي خطت العام الماضي أولى خطواتها الفنية من خلال تجسيد قصة كفاحها مع مرض السرطان في مسلسل “حلاوة الدنيا” مع الفنانين ظافر العابدين، وهند صبري.

لمع نجم ياسمين غيث الفني بـ”الصدفة” كما وصفت هي تجربة تمثيلها، بعدما قرأ منتج “حلاوة الدنيا” بعضًا من يومياتها عن مكافحة مرض السرطان، التي كانت تنشرها على حساباتها الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي، فعرض عليها المشاركة في المسلسل، لكي تُكمل مسيرتها التوعوية من خلال عملٍ فني، يجسد معاناتها ومثيلاتها من مكافحات مرضى السرطان، فوافقت على الفور، وقد نجحت بالفعل في لفت الأنظار إليها من خلال دور “هبة”، التي أتقنته وبشدة، بالمقارنة بكونها “ممثلة لأول مرة” ولم تفكر أبدًا في أن تصبح كذلك، فهي خريجة كلية إعلام، وعملت كمدرسة ومصممة أزياء، قبل اكتشافها لمرضها، ما أهلها للمشاركة في ثاني أدوارها في رمضان 2018، من خلال دور “أمينة” في مسلسل “رحيم” مع الفنان ياسر جلال.

نرشح لك: تعرف على أبرز 9 شخصيات في مسلسل “رحيم”

خلق ظهور “غيث” كـ”أمينة” في مسلسل “رحيم” العديد من التوقعات بنجاحها في تقديم شخصيتها الثانية في عالم الفن، بدقة وإتقان أكبر من العام الماضي، إلا أن أدائها جاء مخيبًا لآمال البعض، ومرضيًا للقلة، التي ربط أكثرها اسمها باسم جديها -عما والدها- حمدي وعبد الله غيث، والتمس البعض العذر لها كونها ممثلة للمرة الثانية فقط، ومتحدية لمرضها، ما دفعهم لتشجيعها، لأنها “محاربة”، ولكن هل يشفع ذلك لها ويؤهلها للاستمرار في التمثيل؟

النجومية بـ”الصدفة” إن لم يحافظ الفنان عليها، تزول مع الوقت، حتى إن استمر في تقديم أعمالٍ كثيرة فتكون “باهتة لا طعم لها ولا لون”، هي أشبه بـ”ملو فراغ الـCV الخاص به”، ولن يشفع له أحدًا عند الجمهور الذي أصبح ناقدًا، ومقيمًا، ومتذوقًا فنيًا، ليس فقط مشاهدًا عاديًا، نظرًا لكثرة عدد الأعمال، وبالتالي الفنانين، أي أنه سيختار من يشاهده، ومن لا، من يلمسه ويوصل له الدور، ومن لا، وهو الأمر الذي لم تدركه “غيث” بعد، والتي شاركت هذا العام بدورٍ مختلفٍ تمامًا عن “هبة”، التي تحكي عنها، فصدقها الجمهور وشعر بها وتفاعل معها، ونجمها، لأنها لم تكن “تمثل” وقتها، بل كان أدائها طبيعيًا، لظهورها بشخصيتها كـ”ياسمين”، ولكن باسم “هبة”، وقد أكدت على ذلك بنفسها حيث إنها العام الماضي صرحت في وسائل الإعلام بأنها لم تدرب كثيرًا على الدور، بل مثلت من قلبها.

نرشح لك: مواعيد عرض رحيم #مسلسلات_رمضان_2018

قرار ياسمين بالموافقة على خوض السباق الرمضاني للعام الثاني، كان يحتاج منها مجهودًا أكبر، للحفاظ على ما حققته من مصداقية في أدائها رمضان 2017، والمزيد من التدريب، والموهبة، لا التقليد، وحفظ الدور، دون الشعور به وتقمصه، فـ”أمينة” الشخصية الشريرة ذات العقل الجرائمي، التي تُحيك خطط الانتقام من بطل العمل “رحيم”، وممن حوله، وتجلس على كرسي سيدة الأعمال “الناجحة”، والشخصية “المستبدة” و”المزواجة”، ليست “هبة” مريضة السرطان التي تحاربه، فشتانٍ ما بين تقديم “الذات”، وتجسيد “الشخصية”، فالأولى يفعلها الجميع، ولكن الثانية لا تنجح فيها إلا الموهبة.

اعتمدت الفنانة الصاعدة، في تجسيد “أمينة” خلال المشاهد القليلة لها في حلقات المسلسل السبع الأولى، على افتعال “الشر”، ما جعلها أشبه بشريرات “الكارتون”، وكأنها “cruella de ville”، شريرة “مئة مرقش ومرقش” الشهيرة، والتي كانت تعتمد على رفع إحدى حاجبيها خلال الحديث، ورفع الصوت أكثر مما يتطلبه المشهد، وارتداء ملابس مبالغ فيها، أظهرت منها جزء “مصممة الأزياء”، التي تستعرض أدواتها، لا الممثلة التي تقدم إمكانياتها، ما أوقعها فريسة الانتقاد اللاذع خاصة في مشاهدها مع صبري فواز، “اللي أكل منها الكاميرا”، حيث ظهر الفارق الكبير بين شرها، الذي استمدته من مدارسٍ قديمة ولت، وشره المتطور بحكم الموهبة أولًا والخبرة ثانيًا ودراسة الدور جيدًا.

انفعال “غيث” المكرر، حركاتها الثابتة، والبعيدة تمامًا عن مفهوم “الشر” المعاصر، وحتى هيئتها التي ظهرت فيها أشبه بنفسها في الطبيعة، وبطبيعة عملها كمصممة أزياء، وأسلوب كلام الشخصية التي تجسدها، والتي فشلت في إتقانها تمامًا، فهي لم تستطع لفظ الحروف والكلمات، كما ينبغي، نظرًا لعدم نجاحها في الخروج من عباءة “هبة” في “حلاوة روح” أو على الأدق ياسمين غيث “الهاي كلاس”، لتتلبس دور “أمينة” التي يجب أن يظهر في كلماتها تحولها لـ”الهاي كلاس”، من المستوى الأقل من ذلك، فكانت كالنغمة الخارجة عن اللحن، وهو الأمر الذي عرضها للانتقاد اللاذع على “فيس بوك”، ما دفع البعض للدفاع عنها، لعل ذلك مساندة لها، أو دعوة من جمهورها الذي أحبها بأن تعود بمستوى أدائها العام الماضي، كي تستمر، ولا ينطفئ نجمها.

لا تعني كل تلك الانتقادات الموجهة لأدائها أنها لن تستمر، فلقد نجحت الفنانة الصاعدة في خطف قلوب الجمهور منذ طلتها الأولى، القوية والمكافحة والمحاربة، وهو الأمر الذي يجب أن تحافظ عليه خاصة أن لديها الحس الفني ومقومات النجاح التي تؤهلها لأن تصبح واحدة من أهم الوجوه الجديدة.