"منتصف ليلة 1 أغسطس".. عندما نواجه نهاية العالم بـ"بساطة" - E3lam.Com

إيمان مندور

عُرض اليوم، الجمعة، الفيلم الروائي القصير “ماذا تفعل قبل منتصف ليلة ١ أغسطس ٢٠١٦؟” للمخرج عمر نايف، ضمن فعاليات ثالث أيام الدورة العشرين من مهرجان الإسماعيلية للأفلام التسجيلية والقصيرة، حيث أنه الفيلم المصري الوحيد ضمن المسابقة الروائية القصيرة.

الفيلم مدته 4 دقائق، من بطولة رمزي لينر وثراء جبيل، ويتناول قصة زوجين يحلم كلٌ منهما بموعد الليلة التي سينتهي فيها العالم، وعندما تحل تلك الليلة يخبران بعضهما البعض بما رأيا، ويستعدان لتلك النهاية، فتقرر الزوجة بكل هدوء أن “تغسل المواعين” كما قالت، بينما يقوم الزوج بـ”تصليح وتركيب لمبة جديدة”، وينهيان ليلتهما في فراشهما متقابلين وجهًا لوجه، بعدما ظهرا في بداية الفيلم وكل منهما يُعطي ظهره للأخر، وكأن اقتراب النهاية جعلهما يدركان الجانب الإنساني في علاقتهما سويًا.

نرشح لك – صور: بدء ورشة “صناعة الأفلام” بمهرجان الإسماعيلية 

كوميديا الموقف و”بساطته” التي اختارها المخرج عمر نايف، كانت السمة الأبرز في الفيلم، فالحياة الرتيبة المملة بين الزوجين تبدّلت بينهما في “الليلة الأخيرة في العالم”، ولكن تمت النقلة أمام المشاهد ببساطة وكوميديا “لطيفة” إن جاز التعبير، أجاد تقديمها “رمزي وثراء” بأداء فني هادئ ومتقن.

المخرج كشف خلال الندوة التي نُظمت عقب عرض الفيلم اليوم، أنه تعمّد اختيار ممثلين محترفين فلم يستعن بوجوه جديدة، موضحًا أن تصوير الفيلم استغرق ٦ ساعات فقط، فكان لا بد أن يعتمد على فنانين محترفين لتسهيل عملية التصوير، وليحصل على الأداء الفني الذي يتوقعه ويريد تقديمه للمشاهد.

أما الجانب الديني الذي ابتعد عنه، رغم أن فكرة اقتراب النهاية مرتبطة لدى المصريين به، أوضح أنه لم يرد عرض فكرة الخوف من النهاية ولكنها “حاجة خارجة عّن أيدي الأبطال، لذا كانوا في حالة هدوء واستسلام للأمر الواقع” على حد قوله، مشيرًا إلى أنه حتى رغم ابتعاده عن التطرق إلى هذا الجانب، إلا أنه يمكن تفسير بعض التصرفات خلال الفيلم على أساس ديني وأخلاقي، فاعتراف الزوج بأنه سرق “شيكولاته” قبل أيام من المتجر، يدل على أنه يشعر بالذنب، وكذلك إدراكهما لمدى القرب الذي يحتاجانه في علاقتهما، فيفعلان ذلك بكل هدوء هو تصرف أخلاقي.

إجمالًا، إيقاع الفيلم بسيط وهادئ لكن أفكاره عميقة وبسيطة في آن واحد، حيث يُمثل فئة يعتبرها البعض “جيل ثالث”، لأن أفكارها منحصرة في الاختيارات الحياتية العادية، فبالتالي تكون قرارتها غير معقدة أو مبالغ فيها، حتى وإن كانت متعلقة بما يجب فعله “قبل منتصف ليلة ١ أغسطس ٢٠١٦” التي ينتهي فيها العالم…