ردًا على وزير الشباب والرياضة في مسألة قبول المسيحيين بالنوادي المصرية

كيرلس عبد الملاك

أذهلني ما سمعته من وزير الشباب والرياضة خلال حواره مع الإعلامي عمرو أديب، في تفسيره لعدم انضمام أقباط إلى فرق كرة القدم المصرية، حيث تجاهل سيادته الكارثة الطائفية المزروعة في النوادي المصرية منذ سنوات عديدة والتي أعتبر نفسي شاهد عيان عليها وقال إن الأقباط يفضلون الألعاب الرياضية الفردية ويهتمون بالتفرغ التعليمي عن أن ينخرطوا في ألعاب الشوارع مما يمنعهم من الاشتراك في الألعاب الجماعية، لا أعلم من أي مكان أو مصدر قد أتى السيد الوزير بهذه المعلومات المرسلة غير الواقعية لكنني سأحاول أن أرد عليها بمصداقية خالصة.

نرشح لك – مروان محسن: لا أهتم بالرد على منتقدي انضمامي للمنتخب 

أولا: دليلي على الطائفية التي تدار بها عملية ضم لاعبين جدد لكرة القدم إلى النوادي الرياضية المصرية ليس سماعيا إنما شخصيا، فلا يمكن أن أنسى تجربتي الشخصية حينما ذهبت مع صديقاي مينا جرجس وشادي ميخائيل وأنا في المرحلة الإعدادية إلى أحد نوادي كرة القدم في محافظة السويس حيث كنت أسكن حينها، وبرغم مهاراتنا التي أظهرناها بوضوح في مباراة اختبارية مع مجموعة من الأطفال الآخرين إلا أننا رُفضنا بشكل مهين بعد أن علم المدرب أسماءنا، وأتذكر أن صديقي شادي كشف عن اسمه الأول فقط وكان على أعتاب خطوات لانضمامه إلى النادي لكنه سرعان ما كشف عن اسم أبيه “ميخائيل” للمدرب بعد أن أدرك سر الرفض فرجعنا ثلاثتنا بخيبة أمل في ذلك اليوم ونحن موقنون من أن نوادي مصر لا تقبل انضمام المسيحيين.

ثانيا: أكثر من حالة ظهرت على مدى الشهور الماضية فيها كان المجني عليه طفل قبطي يهوى لعب كرة القدم أراد أن ينضم إلى نادي مصري ورُفض صراحة لأنه مسيحي، والغريب أنه على الرغم من ظهور مثل هذه القضايا في الصحافة والإعلام لم يتم إصلاحها من جذورها بأي شكل من الأشكال، وكأنها أزمات عابرة لا ترقى إلى تفرغ المسؤولين لحلها، وهذا ما ظهر جليا في رد وزير الشباب والرياضة على سؤال عدم قبول المسيحيين في نوادي كرة القدم، فبدلا من أن يتعمق السيد الوزير في أسباب المشكلة ليبحث لها عن حل واقعي راح يتعمق في خيالات غير حقيقية مستندة على انطباعات ومشاعر شخصية لسيادته ليس لها أي أساس من الصحة.

ثالثا: أسقفية الشباب التي تحدث عنها وزير الشباب والرياضة باعتبارها سبب في انشغال الأقباط عن الانضمام إلى النوادي المصرية، قد أنشأت مسابقاتها الرياضية في الأصل بسبب الطائفية المريرة التي يتعرض لها الأقباط في اختبارات القبول بالأندية المصرية، هذه الطائفية التي تجاهلها الوزير بشكل غريب وكأنها غير موجودة على غير الحقيقة، أي أن ما اتخذته أسقفية الشباب من إجراء لاستقطاب الأقباط إلى المسابقات الرياضية الكنسية هو نتيجة وليس سبب ولولا الطائفية لما حدثت هذه النتيجة الخطيرة على الوطن، فهي تقسم الوطن وتدفع الأقباط إلى تجمعات خاصة بهم مثلما حدث بالضبط في مسألة القنوات القبطية التي لم تجد لصوتها سبيل في القنوات المصرية الوطنية التي يساهم فيها الأقباط بدفع الضرائب فتوجهت إلى التغريد منفردة بحثا عن التمثيل الحقيقي اللائق.

أخيرا: ولكي أكون واقعيا أتحدى سيادة وزير الشباب والرياضة، مع كامل الاحترام لشخصه، بعد قوله إن الأقباط لا يفضلون لعب كرة القدم بأن آتي له بـ 11 لاعبا قبطيا لكي ينظم لهم مباراة كرة قدم اختبارية جادة ضد المنتخب المصري الأول أو أي منتخب محترف يراه في منافسة نزيهة تشرف عليها الوزارة وتبث عبر وسائل الإعلام إذا أمكن، وأعده أنه سيغير رأيه المرسل في شباب الأقباط خلال الربع ساعة الأولى من المباراة لأنني واثق من أن الكثيرون منهم لا يقلون مهارة ولياقة عن لاعبين محترفين يلعبون في نوادي عالمية، بشرط أنهم إذا فازوا بالمباراة يصدر أوامره الوزارية بضمهم إلى أندية رياضية مصرية إلى جوار تشكيل لجان رياضية متخصصة في اختبار اللاعبين الأطفال من الأقباط من خلال أسقفية الشباب، نظرًا لاستحالة قبولهم من خلال القنوات الرياضية الاعتيادية.