مفتي الجمهورية يطالب بثورة دينية

أكد الدكتور شوقي علام، مفتى الجمهورية، أن الأمة الإسلامية أصبحت تعاني من حالة استعداء وتشويه غير عادية ضد الإسلام تشنها كثير من وسائل الإعلام الموجهة، وخصوصًا بعد أحداث 11 سبتمبر عام 2001م وما أعقبها من أحداث إرهابية فى الشرق والغرب.

قال علام خلال كلمته التى ألقاها فى مؤتمر “مكافحة التطرف” بالعاصمة الباكستانية إسلام آباد، اليوم الخميس؛ “إن كثيرًا من التنظيمات الإرهابية المجرمة التى تنسب نفسها زورًا وبهتانًا إلى الإسلام قد مارست بحق هؤلاء من أعمال إرهاب وقتل ما لا يرضى عنه الإسلام البتة، ومهما تبرأنا من هؤلاء ومن أفكارهم ومهما استنكرنا أفعالهم فإننا نظل ملزمين أدبيًّا وأخلاقيًّا ودينيًّا تجاه العالم أجمع بأن نصحح ما ألصقوه بالإسلام من كذب ومغالطات”.

نرشح لك: قرار جمهوري بإعفاء عبدالباسط والخولي من منصبيهما

أضاف “إن دار الإفتاء المصرية قد أسرعت فى اتخاذ حزمة من الإجراءات التى تجدد الوسائل بعد تجديد المقاصد، فتوسعت دار الإفتاء المصرية، من وقت مبكر، فى استخدام وسائل التواصل المعاصر عبر اللغات الحية فى العالم حتى وصل الخطاب إلى ما يقارب الثمانية ملايين مخاطب، إلى جانب الرحلات الخارجية لى ولعلماء الدار لبيان الصورة المشرقة للدين والرد على الشبهات”.

استطرد الدكتور شوقي علام قائلًا: “إن المجتمع العالمى قد تأذى كثيرًا من الآثار السَّلبية التدميرية التى تسببت عنها موجة الفتاوى المضللة المنحرفة التى تصدر عن أشخاص وجهات غير مسؤولة وغير مؤهلة، فلا يخفى عليكم أن السنواتِ الأخيرة قد شهدت موجة غير مسبوقة من التكفير والعنف والإرهاب فى العالم كله، عانينا منها فى مصر وواجهناها بكل قوة وعزيمة وشرف سواء على المستوى العلمى الذى تقوم به المؤسسات الدينيةُ كالأزهرِ الشريف، ودارِ الإفتاءِ المصرية، أو على المستوى الأمنى الذى تقوم به القوات المسلحةُ المصرية الباسلةُ وكذلك رجال الشرطةِ الشرفاء. ولقد بذلت مصر، ولا زالت، من دماءِ أبنائها الشهداءِ ما سيحفظه التاريخ فى صحائف من نور”.

اختتم المفتى حديثه قائلًا: “إنه من الأهمية بمكان أن ندرك حقيقة أن الإرهاب ليس موجهًا لشخص بعينه أو لجهاز أمنى بمفرده، بل الإرهاب موجَّه للمجتمع بأسره يريد تدميره وإشاعة الفوضى، والرعب بين أفراده، مشيرًا إلى أنه لابد من تكاتف كل أطياف المجتمع فى مواجهة التشدد والتطرف والإرهاب، وهو السبيل الوحيد للخروج من الأزمة والانتصار على الإرهاب، كما يجب أن يتم إطلاق ثورة فكرية دينية تقضي على جذور الإرهاب”.