منى سلمان.. مذيعة تركت فراغًا على الشاشة

إسراء إبراهيم

بنبرة الصوت الواثقة التي تخفي وراءها شخصية تميل للهدوء والحديث الموضوعي، تطل الإعلامية منى سلمان على الجمهور من خلال الشاشة الصغيرة، إلا أن الجمهور افتقد هذه الإطلالة منذ سنوات.

نرشح لك: منى سلمان تكتب: فين عيونك يا حنان

يرصد “إعلام دوت أورج” أبرز المحطات في حياة “سلمان” الشخصية والمهنية:

من إعلام القاهرة إلى “الشرق الأوسط”

تخرجت منى سلمان من كلية الإعلام، حيث التحقت بالإذاعة المصرية فور تخرجها في كلية الإعلام من خلال مسابقة كبرى أجرتها الإذاعة عام 1996؛ بدأت مشوارها الإعلامي كمذيعة هواء ومقدمة برامج في إذاعة “الشرق الأوسط”.

الخطوات الأولى من “ماسبيرو”

عملت “سلمان” بعد ذلك كمعدة في شبكة القنوات المتخصصة المصرية -أولها قناة “النيل للدراما”، بعدها أصبحت أول مذيعة تظهر على هذه الشاشة من خلال التعليق على برامج القناة، لتنتقل في خطوتها التالية إلى قناة النيل الثقافية، والتي قدمت من خلالها العديد من البرامج أبرزها “المنتدى”، “الوجه الآخر للتاريخ”، “قمر النيل”.

“الجزيرة” أولى الخطوات المهنية الكبرى

انضمت الإعلامية بعد ذلك إلى شاشة قناة الجزيرة عام 2005، من خلال مسابقة أجرتها القناة في القاهرة وأعلنت عنها في جريدة الأهرام. تلك الخطوة كانت نقلة مهنية فارقة في حياة “سلمان”، حيث استمر تعاقدها مع القناة لمدة ما يقرب من 8 سنوات؛ حصلت في تلك السنوات على شهرة كبيرة في الوطن العربي، خاصة أن قناة “الجزيرة” في ذلك الوقت كانت تعتبر منبرًا محترمًا يظهر من خلاله كبار الإعلاميين العرب.

انتهت تجربة “الجزيرة” بترك منى سلمان العمل فيها بعد مسيرة نجاح طويلة قدمت خلالها العديد من البرامج منها “حديث الصباح، مباشر مع، منبر الجزيرة”، وذلك بسبب اختلاف “سلمان” مع السياسة التحريرية لبرنامجها وسياسة القناة تجاه الأوضاع داخل مصر.

رغم انتهاء علاقة “سلمان” بالقناة إلا أنها لا تنكر فضلها عليها، موضحة خلال تصريحات صحفية أنها مدينة للقناة، حيث إنها من أعطتها جماهيرية، لافتة إلى أنه لم يكن هناك سببًا يجعلها تترك العمل بالقناة، لكن سياسة “الجزيرة” تجاه مصر لم تُرضها، وقررت ترك العمل بها بعد أحداث الاتحادية.

“دريم” والعودة إلى الوطن

عادت “سلمان” بعد تجربة “الجزيرة” إلى الشاشات المصرية وذلك من خلال انضمامها إلى فريق عمل قناة “دريم”، فأُسند إليها في تلك التجربة تقديم برنامج “مصر في يوم”، وحاورت من خلالها العديد من الشخصيات العامة والشهيرة في مختلف المجالات.

انتهت التجربة في قناة “دريم” بعد عام ونصف من تقديم البرنامج. وعن أسباب رحيلها عن القناة قالت “سلمان” من خلال ما نشرته عبر صفحتها الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”: “فرغم قراري وفريق عملي مساندة القناة منذ بداية أزمتها، إلا أن تفاقم هذه الأزمة مؤخرا جعل استمرار البرنامج في الحد الأدنى الذي لا يحرجنا أمام مشاهدينا أصبح في حكم المستحيل، لذلك فقد توصلت مع إدارة القناة إلى إنهاء العلاقة في اطار من المودة والاحترام المتبادل، متمنية لهم التوفيق”.

الصديقات و الأصدقاء الأعزاء : أشكركم على مساندتكم الدائمة و دعمكم الذي أرجو أن يستمر , و يبدو أن مشواري مع قناة دريم…

Geplaatst door ‎منى سلمان – Mona Salman‎ op Woensdag 25 maart 2015

بعد مغادرة “دريم” وجه أحد متابعي منى سلمان لها اللوم والعتاب، بسبب عودتها إلى بلدها قائلًا لها إنها خسرت عندما قررت العودة إلى بلدها، ما دفع “سلمان” للرد عليه في تغريدة عبر حسابها على موقع التدوينات القصيرة “تويتر” جاء فيها: “عادة لا ألتفت للإساءات بس بجد مش قادرة أصدق إن حد يكتبلي إني خسرت لما رجعت بلدي! طب ما خدش باله من التناقض اللفظي؟ عموما خليك في مكاسبك”.

المشوار الأخير قبل الغياب عن الشاشة

تقديم برنامج “451 فهرنهايت” على شاشة قناة “العاصمة” كانت التجربة الأخيرة لمنى سلمان قبل غيابها عن شاشة التلفزيون؛ التجربة لم تستمر طويلًا حيث انتهى المشوار مبكرًا بين “سلمان” والقناة.

ظهرت المذيعة خلال تلك الفترة كنموذج للحيادية والموضوعية اللتين دائمًا ما ارتبطا باسمها، بالرغم من قلة الإمكانيات، وعدم كون شاشة “العاصمة” القناة الأمثل لظهور مثل تلك الحيادية.

https://www.youtube.com/watch?v=6_dSB6SDX24

الحياة الشخصية

على الصعيد الشخصي والأسري منى سلمان متزوجة من الروائي وحيد الطويلة، كما أنها أم لبنتين.

كانت “سلمان” صرحت خلال لقاء جمعها بزوجها في أروقة مكتبة الإسكندرية، أنها محظوظة لوجود مساحة من التفاهم بينها وبين “الطويلة”، حيث شبهت علاقتها بزوجها بأنها “مسنودة على حائط صلب”، لافتة إلى دعم “الطويلة” لها وفرحه بنجاحها.

أضافت “منى” أنه عند ما جاءتها فرصة العمل في قناة “الجزيرة”، كان زوجها من أكثر الداعمين لها لخوض التجربة، موضحة أنه لم يحجر على مستقبلها، رغم أن تلك التجربة جعلتهما يبتعدان عن بعضهما لشهور طويلة خلال سنوات عملها.