أحمد مالك.. "نجم الجيل" في سوق الإعلانات

نرمين حلمي

قدَّم الفنان أحمد مالك 20 عملاً فنيًا، وهو لا يزال ابن الـ 22 عامًا فقط، وعلى الرغم من تحقيقه لنجاحات كثيرة في مجال التمثيل، إلا أنه أصبح في مجال الإعلانات بمثابة “نجم جيله”، الذي يتم الاستعانة به في العديد من الإعلانات المختلفة، خاصة بعدما حقق نجاحًا بارزًا بدوره في فيلمه الأخير “شيخ جاكسون”.

نرشح لك: ٤ نجوم في إعلان 50 ثانية لـ “مولتو”

وفيما يلي يرصد “إعلام دوت أورج” مشوار “مالك” مع الإعلانات، حيث أظهرت الإعلانات مهاراته الفنية، ورسم أبعاد أخرى لقدراته الأدائية.

الطلَّة الأولى

كانت بوابة الإعلانات التلفزيونية هي المنفذ الأول لـ “مالك”؛ للتعرف إلى الجمهور، وبزوغ أدواره الفنية في الوسط الفني، فبحسب ما صرح به في إحدى لقائته الأخيرة مع الدمية الشهيرة “كارو”، مقدمة برنامج “لايف من الدوبلكس”، فهو كان الطفل الذي تقاضى 200 جنيه فقط عن أول عمل إعلاني شارك فيه، وهو إعلان لمنتج “مكرونة”، فضلاً عن كون هذا الإعلان بمثابة “الطلة الأولى” له مع الجمهور، بحسب وصفه.

https://www.youtube.com/watch?v=G12XHzfUEsU

قدَّم “مالك” فيما بعد عدة إعلانات تليفزيونية ناجحة، وإن كان سبب وصفها بالناجحة هو مدلولها وتأثيرها على الشقين الفني والجماهيري؛ نظرًا لاكتمال للعناصر الفنية الأساسية في العملية الإبداعية الإعلانية، بداية من انتقاء الوسيلة الصحيحة لتقديم الفكرة إلى الجمهور المستهدف، وصولاً إلى عرضها بأسلوب شيق ومختلف، اَثرت على مكانتها في ذهن الجمهور؛ وتعلقهم بها.

خبرة “يونيون أير”

تكملة لما قاله “مالك” في حلقة “لايف من الدوبلكس” ذاتها، المُشار إليها في الجمل السابقة، فـ”مالك” يرى أن مسلسل “الجماعة” في العام 2010 كان بمثابة انطلاقته الفنية الحقيقة الأولى، وبالنظر إلى إعلان تكييف “يونيون أير”، الذي جسده “مالك” بالاشتراك مع الفنان أحمد السقا، في مايو 2014، نجده قد سبق التعاون السينمائي الأول، الذي حدث فيما بعد بينهما في فيلم “الجزيرة 2″، والذي تم عرضه في أكتوبر 2014.

وبحسب تصريح “مالك” في أحد لقاءاته التليفزيونية مع الإعلامية منى الشاذلي، مقدمة برنامج “معكم”، فإن تصوير هذا الإعلان جاء موازيًا مع تصوير الفيلم بالفعل مع نفس الجهة المنتجة له وأغلب طاقم العمل.

ومن المرجح أن قدرات “مالك” التمثيلية والتي بدأت أن ترتسم ملامحها في كواليس الفيلم، هي الدافع وراء اختياره في هذا الإعلان أيضًا؛ ويتضح ذلك بصورة كبيرة من خلال اللقطة الأخيرة في الإعلان، التي تجمع “السقا” بـ”مالك” ليوضح الأول للثاني حبه لجيله المختلف رغمًا عن الفروقات المتواجدة بينهما في الذوق أو نمط المعيشة، وكانت تلك “التيمة” هي الخيط الفني الذي لعب عليه صناع ذلك الإعلان فكرته؛ ليبرزوا جودة هذا التكيف وملائمته لكل الظروف والأذواق، تحت شعار “تكييف فيه كل حاجة”.

وإن تم النظر في خبرة “مالك” التمثيلية، نجدها قد تشكلت معه بالرغم من أعماله القليلة، على قدر اكتسابه الخبرة من مشاركته لنخبة من النجوم في أعمالهم الدرامية أو السينمائية، مثل الفنانتين غادة عبد الرازق، وميرفت أمين، والفنانين خالد صالح ومحمود الجندي إلى جانب نخبة أخرى من الفنانين المتميزين.

“حلم” بدون أجر

أعقب ذلك الإعلان مشاركة “مالك” في إعلان توعوي، في أكتوبر 2017، يوثق معاناة ذوي القدرات الخاصة أثناء معايشتهم لكل لحظة في حياتهم، بالتعاون مع الفنانة منة شلبي، لدعم مؤسسة “حلم” لدعم أصحاب الإعاقة الحركية في مصر، وبحسب كلام عمرو سلامة، مخرج الإعلان، فالفنانان قد تنازلا عن أجرهما، وتطوعا لتنفيذ هذا العمل.

وكانت تلك الحملة تعتمد بشكل كبير على قوة “السوشيال ميديا” وسرعتها في الوصول إلى الجمهور، فكلما ازداد تفاعل الجمهور من خلال “اللايك” أو “الشير”، يتم زيادة التبرعات ومن ثم يتم استخدامها في أعمال مختلفة مثل عمل منحدرات وبلاط نافر لذوي الإعاقة البصرية، وتطوير محطتي مترو فيصل وجامعة القاهرة لجعلهم أكثر ملائمة لذوي الإعاقة البصرية أو الحركية.

كان ظهور “مالك” موفقًا جدًا في هذا الإعلان، حيث إنه أدى دوره بصورة تلقائية، مثلما أحبها منه جمهوره، جعلت الرسالة توصل إلى الجمهور في ثوبها الصحيح، معتمدًا على التيمة العاطفية؛ التي تجذب المشاهد وتجعله أقرب إلى عين المؤدي ورسالته شيئًا فشيء؛ فضلاً عن تصريح المخرج عمرو سلامة في إحدى لقائته التلفزيونية، مع الإعلامية منى الشاذلي، في برنامجها “معكم”، عن سبب اختيار “مالك” لتأدية هذا الدور، مشيدًا بقدراته التمثيلية، ملقبًا إياه بـ “أهم الممثلين الحاليين في مصر”، فضلاً عن شعبيته الإلكترونية لدى جمهوره والتي ستساعد الحملة على الوجه المرجو.

استعراضات “بيبسي”

“أنا طالب في مركز القاهرة للرقص المعاصر لمدة ثلاث سنوات”، من هُنا نستطيع أن نستنتج السر وراء مهارة “مالك” الاستعراضية في إعلان “بيبسي” الأخير، وهى الجملة التي قالها أثناء الحوار ذاته المشار إليه مع الإعلامية منى الشاذلي، فبعد ظهور “مالك” بأداء رقصة “مايكل جاكسون” خلال تجسيد دوره في فيلم “شيخ جاكسون” سبتمبر 2017 بصورة متميزة، بات صناع الأعمال الفنية ينتظرون منه المزيد في هذا الشأن.

لعبت شركة “بيبسي” على تقديم فكرة النوستالجيا من جديد مثلما قدمتها في رمضان 2013، ولكن في تلك المرة جلبت “مالك” كعنصر أساسي ليقدم الإعلان في يناير 2018، بمشاركة الفنانين محمد سلام وتارا عماد، وبالرغم من اعتياد الجمهور على نمط “النوستالجيا” في كثير من إعلانات “بيبسي” إلا أن أداء “مالك” لإعلان “لافلي”، في هيئة استعراضية غنائية، قد جذب الجمهور له وجعلهم يتداولونه على مواقع السوشيال ميديا مشيدين بأدائهم وبفكرته.

جسد “مالك” مع “سلام” و”تارا”، 6 اسكتشات غنائية كوميدية، لتطوف بين أزمنة السبعينيات والتسعينيات والألفينات، وتتنقل ما بين أنماط: الكلاسيكي، والشعبي، والـRocK، لتبرز تاريخ شركة “بيبسي” في 70 سنة ماضية، مجسدين خلالها اختلاف أنماط الذوق الفني في الأغاني والموسيقى المُقدمة.

وهو الأمر الذي جعل الشاشة تضخ ببهجة مماثلة بدرجة لا بأس بها مثلما كان يُنتج من أعمال المخرج الراحل فهمي عبد الحميد، العبقري صانع نجوم الفوازير بداية من الفنانة نيللي مرورًا بـ “فطوطة” لـ سمير غانم وصولاً بـ الفنانة شيريهان، وكأن “لافلي” إعلان مقدم بنكهة الفوازير المبهجة.

وأخيرًا..”مولتو”

ومن تعددية الأدوار في إعلان “لافلي”، ذات الـ 1:31 ثانية، إلى تعددية الفنانين في إعلان “مولتو” ذات الـ 50 ثانية فقط، والذي قد طرح أمس الأربعاء، على الصفحة الرسمية الخاصة بمنتج “مولتو” على مواقع التواصل الاجتماعي، والذي قام بتجسيده باقة من النجوم، وهم ماجد الكدواني، ودُرة، واَسر ياسين، وأحمد مالك بحسب ترتيب ظهورهم في الإعلان.

وظهر “مالك” في اَخر الإعلان، بـ”طلة كوميدية” غير مبالغ في تصرفاتها أو كلامها، وهو الأمر الذي يمكن أن نستنتج منه تقديم “مالك” للأدوار الكوميدية، سواء السينمائية أو التلفزيونية المقبلة له.