عمر الحريري.. أول ممثل على التلفزيون المصري

رغدة خالد

تحل اليوم الذكرى السابعة من ميلاد الفنان الراحل عمر محمد صالح عبد الهادي الحريري الشهير بـ”عمر الحريري” الممثل القديرالذي قدم العديد من الأعمال السينمائية والإذاعية والمسرحية، ووصل عدد أفلامه لمائة فيلم سينمائي شارك فيها العديد من الممثلين والممثلات العمالقة في فترات حياته مختلفة.

وفيما يلي يرصد “إعلام دوت أورج” أبرز محطات حياته:

من لجنة الامتحانات للشاشة

منذ ميلاده عام 1926 وهو عاشق للتمثيل كان يصطحبه والده للعروض المسرحية التي كانت تقدمها فرق جورج أبيض، وعلي الكسار، ويوسف وهبي، فانبهر بالتمثيل في سن السابعة من عمره حيث كان يقلد دائماً ما يشاهده، وقرر الاشتراك بغرفة التمثيل في المدرسة، واستطاع منافسة كل فرق المدارس الأخرى.

التحق “الحريري” بعد ذلك بالمعهد العالي بالتمثيل فور حصوله على شهادة الثانوية العامة عام 1948، وتشاء الأقدار أن يكون ظهوره أول مرة على شاشة السينما من خلال مشهد صامت في فيلم”سلامة في خير” مع نجيب الريحاني، الذي كان أحد مراقبيه في لجنة الامتحانات.

يوسف وهبي الذي كان يعتبر أباً ثاني لعمر الحريري، رشحه لدور صغير في فيلم “الأفوكاتو مديحة” مع مديحة يسري عام 1950، ثم رشحه بعد ذلك لدور أكبر في فيلم “أولاد الشوارع” عام 1951، ومنذ ذلك الحين اتجهت له أنظار المخرجين.

نرشح لك: مخرج فيلم “العفاريت” يكشف عن هوية إبنة مديحة كامل

أول من مثل على التلفزيون المصري

الفنان عمر الحريري والفنانة زهرة العلا، أول من قاما بالتمثيل على شاشة التليفزيون فور افتتاحه عام 1960، وأوضح ذلك خلال برنامج “مصر النهاردة” أنه كان هو وزهرة العلا فقط يظهران ولمدة ساعة ونصف على الهواء كمحب يخطف محبوبته وتدور الأحداث حولهما، في مسلسل مخرجه محمود السباع، والمخرجة إنعام محمد علي كانت مشاركة في كتابة السيناريو.

الارتباط بالإذاعة

كان “الحريري” محباً للتمثيل الإذاعي، ولا يستطيع الاستغناء عنه، وأكد خلال لقائه في برنامج “سؤال على الفيديو” على ذلك قائلًا: “أحب وأنا أقف أمام الميكروفون تصور المشهد للجمهور المستمع، وأحب تدرج الشخصية إذا كان في بيت أو بحر، غني أو فقير، كما أحب توصيل ذلك بصوتي والمؤثرات الصوتية ايضاً، لأن خبطة باب الدكتور غير الجزار”، ومن أشهر مسلسلاته الإذاعية هي الدبوس، قمر الدين، والشمس والظل.

المسرح الشعبي في ليبيا

كان “الحريري” دائمًا ما يصف المسرح بأنه “محبوبته”، فقد كان منذ صغره عاشقاً للمسرح، فجعله ذلك يؤسس فرقة ويمثل على مسارح عدة كمسرح الأزبكية واوبرا ملك، وحين توقف عن العمل سنتين بعد فيلم “أغلى من حياتي” الذي كان ينتظر عنه جائزة، كان المسرح ملجأه الوحيد ولذلك لقبه بمحبوبته، أما السينما فقد كانت بالنسبة له “المرأة اللعوب” التي تجعله بطلاً في أحيانٍ وبطلًا ثانٍ في أحيانٍ أخرى.

حب “الحريري” للمسرح جعله يمثل على مسرح ليبيا بالمصادفة حيث كان هناك في زيارة ووقع على عقد مع المسرح الوطني في بني غازي، وأسس ما يسمى بـ”المسرح الشعبي” في ليبيا.

3 زواجات و3 بنات

بناءً على طلب والد”الحريري” تزوج من السيدة أمال السلحدار، وأنجب منها “نيفين” ابنته الكبرى لكنها تُوفيت في حياته، انفصل عن زوجته السيدة “آمال”، معترفاً خلال برنامج “عُقد النجوم” أنه السبب وراء هذا الانفصال لاهتمامه بفنه أكثر، وخلال ذلك الوقت بدأ انجذابه نحو أم “ميريت” السيدة نادية سلطان الذي دام زواجهما 25 عاماً.

تزوج الحريري من الفنانة المغربية رشيدة رحموني حيث كانت تصغره بـ35 عاماً، وانجب منها ابنته الثالثة “بيريهان” في سن 72 عاماً، واصفاً شعوره “بامتلاكه الدنيا بأكملها عند رؤيتها”.

السرطان غلبه على المسرح

علمت “ميريت” ابنته بإصابته بمرض السرطان في 2007، وطلبت من الطبيب عدم اخباره حتى لا يتوتر أو يقلق، وعاش على المسكنات ولم يعلم أحد بمرضه وظل يعمل وهو مصاب به حوالي أربع سنوات، وكانت آخر أعماله “ماما في القسم”، و”شيخ العرب همام”، و”مسرحية سكر هانم”.

وفي أكتوبر2011 اختل توازن الفنان عمر الحريري على المسرح كما كان يأمل، في دور “عم حكيم” اثناء مسرحية “حديقة الأذكياء” من إنتاج المسرح القومي للطفل بعد أن استشرى السرطان في جسده كله، عاش عمر الحريري حياة هادئة، ولم يشتبك خلال حياته مع أي أحد من زملائه، حتى التقط أنفاسه الأخيرة في مستشفى الجلاء عن عمر ناهز 84 عاماً.