"سوبر مان" يظهر في ميت عقبة

محمد حسن الصيفي
“أصابك عشق أم رميت بأسهم؟”.. تنطبق تلك المقولة على إيهاب جلال الذي قرر فسخ تعاقده مع إنبي بعد أسابيع قليلة ليذهب إلى الزمالك، بل ويُلزم نفسه بقيادة الأبيض أمام الأهلي في مباراة القمة رقم 115
 
منطقيًا الأمر غريب، ما الدافع والهدف الذي يجعل الخلوق فعليًا إيهاب جلال يذهب بكل الرضا إلى الخلوق افتراضيًا مرتضى منصور ؟!
 
مغامرة أو مقامرة، عملية سباحة ضد التيار، وضد رياح الزمالك العاتية ونجومه القدامى المتحفزين له من قبل القدوم للبيت الأبيض.
 
أظنه الأمل أو الحلم، لا شئ دونه، الأحلام ترفعك قليلاً عن الأرض، تسحب بساط العقل والمنطق إلى الهواء، يصبح أمام الحلم صفر لا شئ يصبح خالي الوفاض.
 
“جلال” الذي يقدس الهدوء والعمل في أجواء مثالية لكرة القدم يترك إنبي وإمكانياته الرائعة ويذهب للزمالك من النقيض للنقيض.
 
على ما أظن أن جلال ظهر له فقاعات فوق رأسه مضيئة تمهد له الذهاب لقيادة الأبيض، رأى فيها الجماهير والبطولات والإنجازات والأغاني والأهازيج، ربما رأى نفسه يرتدي زي سوبر مان في ميت عقبة، ربما هذا فقط هو السبب، الأحلام !
 
ربما هذا هو الدافع الأقوى، أن ينتشل المدرب القوي الزمالك من عثرته، يطور ويُحسن ويتألق مع مدرسة الفن والهندسة، وللأمانة الرجل مؤهل تمامًا لذلك.
 
من الطبيعي أن يحلم جلال بذلك، ربما هي اللحظة المناسبة، الرجل قدم كل شئ ممكن مع المقاصة، ولم يحصل على بطولة ولن يحصل في حقيقة الأمر مع نادي مثل إنبي، لكن الزمالك؟
 
الأمر يختلف، اللحظة فارقة الآن، الزمالك بالمصطلح الشعبي “على الأرض” الزمالك خارج الآن من هيروشيما وناجزاكي كروية والرجل يحلم الآن أن يقف مثل المعلم العظيم الذي يقف فوق الهدم والخراب ليشرح لتلاميذه كيف سيعبر وطن ميت عقبة إلى المستقبل.
 
أظن هذا ما يدور في خلد جلال، وأظنه سيفعله قريبًا لو تركه عواجيز ميت عقبة يدير الأمر بهدوء.
 
سيحدث هذا لو ترك الخلوق الافتراضي الخلوق الفعلي للعمل والإبداع.
 
“جلال” الشجاع لابد أنه كان يعلم بالهزيمة، جلال الشجاع تقدم ولعب بهجوم عنفه نجوم استوديوهات التحليل لكونه هاجم الأهلي فعوقب بالثلاثية ومن قبلها هاجم الأهلي أثناء قيادة إنبي فعوقب بالرباعية، لكنه عنيد، وعناد جلال لذيذ، وتحمله للمسؤلية هو تحمل رجل شجاع وواثق وعصامي يستطيع مواجهة رايح الخماسين الزملكاوية ونوات المستشار وعواصف الجمهور الأبيض المتعطش للكثير من الأحلام والبطولات مثله مثل جلال القادم من بعيد في مهمة انتحارية ربما تنجح وربما لا لكنك لا تستطيع أمامها إلا أن ترفع القبعة للرجل الشجاع.