13 تصريحًا لـ صفاء فيصل المدير الجديد لـ BBC في القاهرة

نورا مجدي

تولت الإعلامية صفاء فيصل منصب مدير مكتب قناة “بي بي سي” في القاهرة مؤخراً، وهي إعلامية مصرية التحقت بالشبكة الإخبارية البريطانية الأشهر في العالم قبل سنوات طويلة وعادت مؤخراً إلى مصر، لتبدأ مرحلة جديدة بحياتها لكن هذه المرة من بلدها الأم مصر.

تواصل إعلام دوت أورج مع الإعلامية صفاء فيصل المدير الجديد لمكتب “بي بي سي” في القاهرة، وفيما يلي أبرز تصريحاتها:

1 – أنا مذيعة في الأساس والميكرفون هو عشق أي إذاعي، لكن كل فترة في حياتي المهنية صقلت تجربتي المهنية، فالأخبار تضيف السرعة والإجادة وتعميق المسؤولية التحريرية، والمنوعات تضيف الثراء الإنساني، والبرامج الوثائقية من أصعب وأمتع الألوان الإذاعية، ومنذ توليت الإدارة والتحرير متعة من نوع آخر فهي متعة قيادة الكوادر والطاقات الإبداعية التي تزخر بها “بي بي سي” وإعطاها الفرصة المستحقة وفتح آفاق جديدة أمامهم.

2 – تعييني في المنصب الجديد يمثل لي الكثير فشرفٌ لي أن يتم اختياري لقيادة فريق من أكفأ الصحفيين في العالم العربي الذين يعملون في واحدة من أكبر المؤسسات الإعلامية في العالم، ومسؤولية كبيرة أن أتولى إدارة مكتب القاهرة أكبر مكاتب “بي بي سي” في الشرق الأوسط وأكثرها حيوية من حيث الأهمية والثقل السياسي والجغرافي ومن حيث الإنتاج، وتحدٍ مهني جديد يستلزم عملا دؤوبا وقراءة متعمقة في مشهد إعلامي معقد.

3 – على المستوى الشخصي أشعر بسعادة غامرة بالعودة إلى بلدي التي هاجرت منها كصحفية صغيرة تراودها أحلام كبيرة في تحقيق الذات في مؤسسة إعلامية كبرى، وأعود إلى بلدي اليوم وتراودني أحلام أكبر في إثراء العمل الصحفي وتقديم خدمة إعلامية متميزة للمتلقي العربي.

4 – لا توجد كواليس للتعيين في مؤسسة عالمية مثل الـ “بي بي سي”، وكل شيء معلن بوضوح، فالوظائف تُعلن ويكون بمقدور جميع العاملين في المؤسسة التقدم لها، وبالطبع يكون هناك اختيارات من الإدارة التي تأخذ في اعتبارها معايير الخبرة والإجادة والتميز في الأداء التحريري، لذلك هناك مسابقة رسمية وعلى كل متسابق أن يقدم رؤيته الخاصة للعمل وعليه إقناع جميع أعضاء اللجنة بأنه الشخص المناسب.

نرشح لك: بعد تتويجه بجائزة BBC.. أبرز ما قدمه محمد صلاح في 2017

5 – العمل الإعلامي في منطقة الشرق الأوسط التي أصبحت منطقة ساخنة بالأحداث، أصبح عملا يكتنفه الكثير من المخاطر والمحاذير والعقبات، ومصر ليست استثناء، لكن “بي بي سي” لديها إصرار على تقديم خدمة متميزة تعتمد على الحيادية والمصداقية، كما تتطلع لشراكة قوية قائمة على احترام الاختلاف في الرؤى مع القائمين على تنظيم العمل الإعلامي في مصر، والمتلقي هو الفائز في النهاية لأن له حرية الاختيار في تلقي ما يشاء.

6 – استقطاب الكوادر البشرية المتميزة هي أولى اهتماماتي، حيث سيتم تدريبهم من خلال خطة شاملة على أحدث التقنيات العالمية، كما أطمح باستحداث غرفة أخبار ذكية تعتمد على أحدث الوسائل الرقمية في جمع الأخبار والمتابعة الإخبارية، وكذلك استكمال تزويد أستوديوهات المكتب بأحدث الوسائل التقنية.

7 – أولى قراراتي فور عودتي إلى مصر هو التخلي عن المكتب التقليدي للمدير، ونقل مكتبي ليصبح وسط غرفة الأخبار مع بقية فريق العمل، وهو قرار شخصي أسعى من خلاله أن يكون التواصل مع فريق العمل على أكمل وجه ممكن.

8 – قبل ثلاثة أعوام تم إيفادي من قبل الإذاعة إلى إسكتلندا لتغطية فعاليات مهرجان “إدنبرة” للفنون وهو أحد أكبر المهرجانات الفنية في العالم. كانت المشاهد مبهرة والأجواء حيوية وأردت أن أنقلها إلى المتلقي عبر تقنية “فيس بوك لايف” وكانت النتيجة رائعة والاستجابة جميلة وتخطت المتابعة نصف مليون مشاهد في المرة الأولى، وكان ذلك مفاجأة بالنسبة لي، لذلك أعتقد أن التفاعل مع الجمهور عبر السوشيال ميديا طريقة تلقائية وذكية بشرط أن يكون الموضوع ثريا ويتمتع بحيوية تناسب الـ “سوشيال ميديا”.

9 – لا يوجد لدينا في “بي بي سي” أية محاذير، لكن على العكس لدينا حريات مسؤولة في التناول، ولدينا قواعد تحريرية نلتزم بها جميعا ولا تختلف باختلاف الأشخاص والأماكن، لكن هذا لا يمنع أن يكون لكل منا كعاملين رؤية وتناول مختلف للموضوعات لأن الاختلاف في نظري هو روح الإبداع والابتكار.

10 – اتهام الـ “بي بي سي” بالبعد عن الحيادية تهمة غير منصفة، لكننا نواجهها ليس في مصر فحسب بل في عدة دول أخرى ومناطق أخرى بصور متعددة ومواقف مختلفة، ومن المؤسف أن يكون هناك تشكيك من قبل البعض في دوافعنا أو أن يتم التحريض علينا لمجرد أننا نقدم خدمة إعلامية جيدة، وأتمنى أن يكون هناك وقفة ضد تيار التحريض والتشكيك الذي لا يفيد سوى في تحويل الأنظار عن القضايا الهامة.

11 – التعميم في الطرح ليس سليما في حال تحدثنا عن التحيز ضد مصر في الإعلام الغربي، لكن علينا أن ننظر للموضوع بشكل مختلف، فلماذا نجد أن الكثيرين يستشهدون بما يرد في وسائل إعلام عالمية مثل الغارديان أو نيويورك تايمز أو بي بي سي؟ بالتأكيد لأن لديها الجرأة في التناول وتسليط الضوء على جوانب مهمة. وهذا في رأيي إثراء للمشهد الإعلامي ورفع مستوى الخدمة الإعلامية، وفي ذلك الوقت الذي أصبح يمتلك فيه المواطن الهاتف الذكي وآليات الثورة الإلكترونية من الصعب قياس الأمور بذلك الشكل، ويجب على الدوائر الرسمية أن تعمل على إيضاح الصورة لو كانت مغلوطة لكن بالحوار وليس الاتهامات.

12 – يجب على أي شخص يعمل بمؤسسة إعلامية دولية أن يستفيد من الموارد المتاحة لديه، ويجب أن يبحث ويقرأ ويدقق ويعايش الحدث بنفسه حتى يقدم صورة صادقة، ونصيحتي لزملائي: اخرجوا من وراء شاشات الكمبيوتر إلى الحياة الحقيقية ونبض الشارع. كما يجب على أي صحفي يعمل لصالح مؤسسة خارجية أن يلتزم بقوانين النشر في البلد التي يعمل فيها حتى لا يقع تحت طائلة القانون.

13 – هناك بوادر حوار إيجابي في التعامل مع وسائل الإعلام الدولية، وهذا شيء جيد لكن في المقابل نجد حملات التشكيك والإساءة غير المبررة من زملاء في حقل الإعلام، لأن الاختلاف قائم لكن الاحترام واجب، والإعلام الدولي مثل “بي بي سي” غير مطلوب منه تمثيل جهة ما فنحن مؤسسة عامة ونختلف حتى مع الحكومة البريطانية نفسها لكننا نسعى لتقديم رؤية شاملة، ليست بالضرورة موجودة في الإعلام المحلي وهذا هو التميز الذي نقدمه.