محمود الليثي.. "الزفت فؤاد" يكتب شهادة ميلاد "دكتور سعد"

إسراء النجار
 
بمجرد كتابة اسمه في محرك البحث “جوجل” ستظهر لك إجابات عدة معظمها لا صلة له بها، ومتعلقة بمطرب شعبي يحمل الاسم ذاته. إنه محمود الليثي الذي تعرّف عليه الجمهور من خلال مشاركته في برنامج Saturday Night Live بالعربي ومن ثم وقع في غرامه تمثيليًا عقب دورَي “دكتور سعد” في مسلسل “لا تطفئ الشمس”، و”فؤاد” في “سابع جار”.
 

(1)
 
ربما تكون قد تابعت إحدى حلقات برنامج Saturday Night Live بالعربي وتصادفت بشاب أسمر نحيل، قد يكون لفت انتباهك في أحد الأدوار التي يقدمها في البرنامج الساخر الشهير، وقد يكون مر عليك مرور الكرام، نظرا لأنه لا يظهر كثيرا بملامحه الحقيقة، وغالبا يكون متخفيا في شخصيات كوميدية يجسدها، وفي هذه الحالة ستكون أكثر حظا لأنك ستنتبه بشدة خلال مشاهدتك لـ”لا تطفئ الشمس”، لتسأل من هو “الدكتور سعد”!
 
(2)
 
رغم كثرة علاقات الحب وتشابكها في مسلسل “لا تطفئ الشمس” إلا أن قصة حب “دكتور سعد” التي جمعت “الليثي” بزميلته “دكتورة أفنان” التي جسدتها الفنانة ريهام عبد الغفور، تعد الأكثر صدقا وقربا من قلب المشاهد لعدة أسباب، أبرزها تميز أداء محمود الليثي وتنقله بين مشاهد الرومانسية والاشتياق واللوعة، ومن ثم الانكسار والتخبط حتى الاستقرار. فقدم نموذجا جديدا للحبيب الخجول الذي تتعاطف معه وتصدقه من فرط صدقه وتلقائيته، ولكنه في الوقت ذاته ليس عديم الشخصية أو منساق لمن حوله، كما رأينا في نماذج درامية سابقة. كان هذا الدور هو بوابة التعارف الحقيقية بين “الليثي” والجمهور في موسم رمضان الماضي ونجح في لفت الأنظار بشدة لهذه الشخصية الثانوية، وتكوين قاعدة تعارف كبيرة بينه وبين جمهور رمضان.
 

 

 
(3)
 

في “سابع جار” المعروض حاليًا على شاشة “CBC” يقدم “الليثي” نموذجا للزوج المصري البخيل المتواكل العالة على كل من حوله، بحيث يرى كل ما يملكه الغير حق مكتسب له، ويستمد من حماه النصاب القدوة الحسنة. ففي الوقت الذي يتنصل أهل زوجته من فعلات والدهم، يراه هو “دماغه ألماظات”، هنا نجح اليثي في إضافة لمحة كوميدية للشخصية ليخرجها من مرحلة “السماجة” إلى “القبول” لدي المشاهد. ورغم أن جميع من حوله في العمل ينعتوه سرًا وعلنًا بـ”الزفت فؤاد” فهو لديه قدرة غريبة على التصالح مع ذاته وتمرير أي إساءة مقابل وجبة أو ساندوتش أو حتى كوب من الشاي باللبن!

 

(4)
 
صحيح أن “الليثي” خريج كلية الهندسة، لكنه أحب التمثيل من خلال مشاركته في مسرح الجامعة، ومن ثم التحاقه بمركز الإبداع الفني للمخرج خالد جلال، ليلتقطه المخرج عمرو سلامة في SNL بالعربي، والمفارقة أن الممثل والمخرج أعيد اكتشافهما تمثيليًا في “سابع جار”. لذا بعد دوره الأخير يثبت الليثي أن أداءه الجيد المفعم بالحياة ما هو إلا نتيجة الرسم الجيد للشخصيات التي يجسدها. فالانفعالات والنظرات وطريقة الحديث وحركات الوجه والجسم هي من يمنحها الفنان الموهوب لشخصياته الورقية حتى تصير من دم ولحم، وهو ما ينجح فيه الليثي حتى الآن.
 

 
(5)
 
بعد دور “دكتور سعد”، تلك الشخصية المثالية، كنا في حاجة إلى دور مثل “الزفت فؤاد” كي نتأكد من موهبة الليثي، وقدرته على أداء مختلف الشخصيات، والآن نستطيع أن نقول إن الليثي كتب شهادة ميلاده الحقيقية كممثل من طراز فريد.