تفاصيل آخر 100 ساعة في أطول رحلة عمرة لـ شفيق

رباب طلعت
 
أربعة أيام من الجدل والترقب، بدأت من مساء الأربعاء الماضي، عُقب إعلان “رويترز” نبأ ترشح الفريق أحمد شفيق، المرشح السابق للرئاسة، ورئيس الوزراء الأسبق، إبان ثورة الخامس والعشرين من يناير 2011، لانتخابات رئاسة الجمهورية في 2018، وما تلاها من أخبار متتالية، لم تهدأ إلى هذه اللحظة.
 
فيما يلي يستعرض “إعلام دوت أورج” أبرز ملامح أزمة ترشح أحمد شفيق للانتخابات الرئاسية:

 

صافرة الانطلاق

كشف الفريق أحمد شفيق عن نيته بخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة في 2018، من خارج الأراضي المصرية، عبر وكالة “رويترز”، معلنًا عن رجوعه لمصر خلال أيام، ونقلت كافة المواقع المصرية النبأ عنها، وحظي الموضوع باهتمام بالغ، سواء على المستوى الشعبي أو الإعلامي، ما بين مؤيد أو معارض.

 .

.

علامات استفهام

دارت العديد من التساؤلات حول، إعلام “شفيق” نبأ ترشحه، لماذا كان الإعلان عبر الإعلام الغربي دون العربي؟ لماذا لم يتواصل مع المواقع المصرية أو العربية؟ لماذا خارج مصر؟ لماذا في هذا التوقيت تحديدًا، ما جعله العنوان الأبرز لحلقات برامج “التوك شو” طيلة الأيام الثلاث الماضية.
 

احتمالات واردة

من ضمن الجدل الدائر والنقد اللاذع الذي تلقاه “شفيق” ظهرت بعض الأصوات التي وضعت احتمالات واردة، من الممكن أن تكون إجابات على تلك الأسئلة منها إجابة الدكتور عبد المنعم سعيد، المفكر السياسي، الذي رجح أن شفيق يريد من إعلانه الترشح للرئاسة أن يعود إلى مصر مرشحًا رئاسيًا، له حصانة بقوة هذا الإجراء، لافتًا إلى أن اختياره لوسيلة إعلام أجنبية لإعلان ترشحه يدل على رغبته في توجيه رسالة للغرب بضرورة أن تكون الانتخابات المقبلة محايدة.
 

خسارة مبكرة

بعكس المفترض تمامًا، بأن يسعى الفريق أحمد شفيق لاكتساب المصريين، والسعي لرضائهم ليضمن قائمة أصوات مُرضية، خلال الفترة المقبلة، تسانده في قرار تشرحه للرئاسة، خسر رئيس الوزراء الأسبق أعوانه مبكرًا جدًا، حيث وبعد ساعات قليلة من نبأ رويترز، ظهر “شفيق” على قناة “الجزيرة” القطرية، مصرحًا بمنعه من السفر من دولة الإمارات، لسبب غير معلوم، لافتًا إلى أنه كان ينوي السفر في جولة أوروبية للقاء الجاليات المصرية بالخارج، لطرح خطة ترشحه للرئاسة.
 

ذلك التصريح لم يغضب المصريين فقط، بل والإمارات المستضيفه له، ورد عليه وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي أنور قرقاش على “تويتر” بأن بلاده تأسف أن يرد الفريق أحمد شفيق الجميل بالنكران، مضيفًا أن دولة الإمارات تؤكد بأن لا يوجد عائق لمغادرة الفريق أحمد شفيق الدولة، متابعًا: قدمنا له كل التسهيلات وواجبات الضيافة الكريمة رغم تحفظنا الشديد على بعض مواقفه.

 

فريسة إعلامية

لم يلبث ذلك الفيديو في الظهور حتى بدأ مقدمي البرامج في شن هجومًا حادًا عليه، فمن جانبه وصف الإعلامي عمرو أديب بأنه ناكرًا للجميل، فبعدما استضافته الإمارات طيلة الخمس أعوام الماضية، وأكرمته، يكون هذا رد الجميل، بتحالفه مع قطر، وبث الفيديو الخاص بترشحه للرئاسة من خلال شاشة “الجزيرة”، مطالبًا الدولة الشقيقة بإلحاقه في طائرة وترحله إلى مصر.

.

نرشح لك – عمرو أديب: أحمد شفيق ناكر للجميل

نفس الموقف اتخذته الإعلامية لميس الحديدي، في برنامجها “هنا العاصمة”، المُذاع على قناة “cbc”، التي أكدت على أن اختيار “الجزيرة” أثار استياء المصريين، متسائلة لماذا لم يخبر “رويترز” الذي أرسل لها خبر ترشحه بذلك ولماذا أعلن عن ذلك في قناة معادية لبلده.

 


رشا نبيل قالت في برنامجها “كلام تاني”، المُذاع عبر فضائية “دريم”: “هناك حسبة انتحارية من شفيق لما قرر الظهور عبر قناة الجزيرة”، بالإضافة للعديد من الإعلاميين والصحفيين الذين استنكروا فعلة شفيق.


الهروب من المصيدة

في اليوم التالي للأزمة -يوم الخميس- وفي محاولة للفريق بالهروب من المصيدة، أصدر حزبه -حزب الحركة الوطنية المصرية- بيانًا وصف فيه فيديو “الجزيرة” بـ”المسرب”، مؤكدًا عدم تعامل شفيق تمامًا مع القناة، مطالبًا بالتعقل فيما تصديق كل ما يبث على الشاشة، فما تريده القناة القطرية هو إثارة بلبلة حول الفريق.

من جانبها أعلنت دينا عدلي حسين، محامية “شفيق” أنه وكلها لمقاضاة قناة الجزيرة القطرية لإذاعة فيديو إعلان ترشحه للرئاسة، لمعرفة من سلمه لهم، ولماذا أذاعوه دون إذنه.
 

جولة قبل العودة

بعد حديث رئيس وزراء مصر الأسبق في فيديو “الجزيرة” عن منع الإمارات له من السفر، بيومين -يوم الجمعة- أكدت ابنته مي، أنه تلقى من الحكومة الإماراتية تأكيدات على أن ذلك ليس صحيحًا وله حرية التنقل كيفما أراد، مشيرة إلى أن والدها يعتزم العودة إلى مصر في الأسابيع المقبلة، بعد جولة أوروبية وفي الولايات المتحدة لعقد عدة اجتماعات مع الجاليات المصرية لبدء حملته الرئاسية.

بعدها ولساعات عدة، تداولت العديد من المواقع الإلكترونية أنباءً عن سفر الفريق بالفعل إلى فرنسا، لبدء جولته الترتيبة لحملته الرئاسية، دون تأكيد منه أو من أسرته.
 

ليلة القبض على شفيق

مع انتهاء نهار يوم السبت، بدأت الأزمة تأخذ شكلًا آخر، حيث قررت دولة الإمارات الرد على تصريحات شفيق المسيئة لها، بترحيله إلى مصر، وهو الأمر الذي نشرته محاميته على صفحته الشخصية على “فيس بوك” قائلة إن الدولة الشقيقة قد ألقت القبض عليه، لترحيله، الأمر الذي نفاه الإعلامي عمرو أديب في حلقة برنامجه “كل يوم” المُذاع عبر فضائية “ON E”، مساء السبت، بأن الإمارات أرسلته عبر طائرة خاصة إلى مصر، وتم استقباله في المطار بقاعة كبار الزوار، بحسب مصادر مسؤولة في الإمارات، لافتًا إلى أن أسرته مازالت هناك إلا أنه من المتوقع أن تلحق به قريبًا مؤكدًا إن الحكومة الإماراتية رفضت أن تكون بلادها قاعدة انتخابية له، يعود إليها بعد عودته من الخارج.

نرشح لك : الإمارات ترحل شفيق بطائرة خاصة إلى القاهرة

أول صورة لـ أحمد شفيق من طائرة العودة إلى القاهرة