حسام فاروق يكتب: 5 "أكمنة" في إعلام عالمي يدعم الإرهاب

عدد كبير من الصحف العالمية خاصة البريطانية والأمريكية التي صدرت أمس، تعمدت في تناولها للحادث الإرهابي الذي وقع في مسجد الروضة ببئر العبد بالعريش أثناء صلاة الجمعة الآتي:

الفقرة الأخيرة من التقرير في كل من (واشنطن بوست و الجارديان ونيويورك تايمز ورويترز وأسوشيتدبرس وموقعي ميدل إيست منيتور وميدل إيست آي وموقع بي بي سي) كانت مكونة من 3 إلى 5  سطور، تفيد بأن ما وصفته بـ”العنف المسلح” في سيناء وليس الإرهاب عبارة عن معارك بين” قوتين” أو “دولتين”، هما الدولة المصرية بقيادة الجنرال عبد الفتاح السيسي الذي سبق وقاد “الانقلاب العسكري” – بحسب هذه الوسائل – ضد محمد  مرسي الذي لا تزال تراه الرئيس الشرعي المنتخب انتخابًا حرًا نزيهًا طاهرًا شريفًا عفيفًا، و”الدولة” الإسلامية فرع “ولاية” سيناء، وهنا نتوقف عند خمس نقاط هي بمثابة أكمنة للإرهابيين تنصبها هذه الوسائل بلغة الإعلام:

الكمين الأول: أن هذه الصحف والوسائل ترى أن المعارك بين “قوتين” متحاربتين، وليس بين دولة مصرية عريقة قديمة ذات حضارة وبين مجموعة عصابات إرهابية تروع الآمنين وتقتل الأبرياء في صلاتهم طمعًا في الاستيلاء على السلطة، ومن ثم فهي أبدًا لم تصف هؤلاء القتلة بالإرهابين بينما تسميهم “جهاديين” أو “متمردين” أو “مناضلين” أو “مسلحين” أو “معارضة مسلحة”.

الكمين الثاني: أن هذه الوسائل لا تزال ترى أن محمد مرسي هو الرئيس الشرعي للبلاد وأن ما حدث ضده هو وجماعته الإرهابية  كان انقلابًا عسكريًا، ولقد أصيبت هذه الوسائل جميعها بالعمى حيث لم تر الملايين التي قاربت 33 مليون مصري – بحسب وكالات أنباء عالمية رصدت ذلك بالأقمار الصناعية – خرجت في ربوع مصر لإقصاء الجماعة الإرهابية والتخلص من حكم الفاشية الدينية التي فرقت بين الأفراد داخل الأسرة الواحد، وأن الجيش امتثل لإرادة الشعب ولم يسط على سلطة أو يبتغي حكمًا.

كما أصيبت هذه الوسائل بالعمى أيضا ليلة خارطة الطريق  فلم تر أن قائد الجيش كان بجواره إمام الجامع الأزهر وبابا الكنيسة الأرثوزوكسية وممثلين عن شباب “تمرد”، وممثلين عن القوى المدنية ومحمد البرادعي وسكينة فؤاد، فكيف رغم كل هذا ورغم خروج الملايين يقال أن هذا انقلاب عسكري وحتى بعد مرور 4 سنوات!

الكمين الثالث: هذه الوسائل تصر على إطلاق لفظ “ولاية” سيناء التابعة “للدولة” الإسلامية, والدولة في القانون الدولي تحتاج لأركان ثلاثة حتى تنشأ وهي الشعب والإقليم و الحكومة، وهناك من يضيف ركنا رابعًا وهو الاعتراف ويبدو أن هذه الوسائل اختارت أن تقوم بهذا الاعتراف من خلال ترديدها لكلمتي “ولاية” و”دولة”، بينما الحقيقة الدامغة أن هذه عصابات مسلحة تقتل الأبرياء وتروع الآمنين وتستهدف مقدرات شعب مصر.

الكمين الرابع: أن هذه الوسائل أبدا لم تصف ضحايا الحادث الإرهابي وغيره من الحوادث الإرهابية السابقة من رجال الجيش والشرطة والمدنيين بالشهداء، فقط تقول قتل عدد كذا من قوات الأمن في مواجهة مع “متمردين”، وحتى في حادث مسجد الروضة الذي لاقى فيه أناس ربهم وهم ركع سجد طهر أبرار لم يصل هؤلاء إلى رتبة الشهيد عند هذه الصحف.

الكمين الخامس: خاص بحادث مسجد الروضة حيث حاولت جميع هذه الوسائل سابقة الذكر إيجاد المبرر للإرهابيين وجريمتهم النكراء، بقولها أنهم استهدفوا المسجد لأنه مسجد صوفي تقام فيه شعائر وطقوس دينية يراها أتباع تنظيم “الدولة” الإسلامية “وثنية”، وهنا تريد هذه الصحف نقل الملعب إلى منطقة جديدة بعدما فشل حوار مسلم ومسيحي فاختارت أن تبحث عن فتنة خاصة بالمذاهب والطرق الصوفية، والحقيقة أيضًا أن جميع مساجد مصر تقام فيها صلاة واحدة وليست هناك أعمال وثنية أو بدع كما ذكرت هذه الصحف التي كانت في هذه النقطة لسان حال الإرهابيين.

كل ما سبق يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن الإرهاب له أذرع إعلامية كبرى تساعده وتدعمه ولو باختيار الكلمات في مثل هذه التقارير المسمومة.