قواعد عمرو دياب الأربعون

محمد حمدي سلطان

نجاحٌ كبيرٌ ذلك الذي حققته رواية “قواعد العشق الأربعون” للكاتبة التركية إليف شافاق، والتي صدرت منذ سنوات قليلة، وبعيدًا عن الرواية نفسها ومضمونها، كان هناك نجاح آخر وشهرة موازية لاسم الرواية الذي تحول لما يشبه “الإفيه” أو “الموضة” استغله كثير من الكتاب لوضع أربعين قاعدة لكل شيءٍ ولكن على حد علمي لم يضع أحد أربعين قاعدة لعمرو دياب، وبما أننى أرى الأمر يستحق، فسأعتبر هذا من حسن حظي حتى أضع أنا هذه القواعد. أما عن لماذا عمرو دياب تحديدًا؟ فلن أجد أفضل مما كتبه عمر طاهر في كتابه الملهم “إذاعة الأغاني” عن الهضبة لتوضيح قيمة وأهمية عمرو دياب بالنسبة للكثيرين. يقول عمر طاهر: “لو أن شخصًا من جيلنا فقد ذاكرته نتيجة حادث سيارة فستساعده لعبة ألبومات عمرو دياب في استعادتها جزئيًا. هو المطرب الوحيد في جيله الذي استمعنا إلى ألبوماته بترتيب صدورها، الأمر الذي يساعدك بسهولة أن تربط كل مرحلة عمرية من حياتك بألبوم له. يكفي أن أقول لك مثلًا: “متخافيش”، فتتذكر كل ما يخصك في هذه الفترة: من ذوقك في الملابس، إلى وجوه زملاء المرحلة الذين شاركتهم غناء الـ hit في الفصل أو النادي”.

فالعلاقة بين الهضبة وجمهوره -القديم تحديدًا- أعمق بكثير من أن تُختزل في الشكل التقليدي من تعلق بمطرب، والارتباط بأغنياته، فعمرو دياب تخطى هذه المكانة منذ زمن، ولم يعد مجرد مطرب نحبه، بل هو جزء ثابت وأصيل من ذاكرتنا. لهذا السبب تحديدًا يستحق دياب -أكثر من أي مطرب آخر- أن نضع له هذه القواعد التي ربما تكون خلاصة للتجربة كلها، أو الإرشادات والنصائح “الديابية” التي سرنا على هديها في حياتنا العاطفية، وربما تكون تعبيرًا عن مشاعرنا وأفكارنا نحن، وطريقة نظرتنا للحياة و تلخيصًا لرأينا في كل شىء، فعمرو دياب كان ومازال يغني “عنا ” قبل أن يغنى “إلينا”.

1- الزمن بينسى دايما مع الزمن مفيش وعود: في ظهوره الأول وضع عمرو دياب القاعدة الأساسية، واللبنة الأولى التي بنى عليها لاحقًا، كل هذا النجاح، وكل هذه الاستمرارية، إدراكه منذ البداية أن “مع الزمن مفيش وعود” وأن لكل زمن لغة مختلفة، وشفرة خاصة للنجاح، هو ما جعله دائم التجدد، وابنًا مخلصًا للحظة الراهنة بكل تفاصيلها، فإذا كان “الزمن بينسى”، فدياب أيضًا يعامله بالمثل، فبعد أن يطمئن لنجاحه ينساه تمامًا، ولا يفكر إلا في اللحظة التالية، والخطوة القادمة، والألبوم الجديد.

2- جايز على قد خوفنا فرح الأيام يشوفنا: قبل نجاحه الخرافي في “ميال”، كان عمرو دياب في مرحلة الشك، بعد 3 ألبومات بنجاحات متواضعة. أراد أن يستعيد ثقته بنفسه فجاءت كلماته كنبوءة “السكة مش طويلة فاضل ع الحلم خطوة”، ورغم هذا اليقين لم يستطع أن يخفي إحساسه بالقلق “وحعدي في يوم وليلة لكن خايف يا بكرة”، خوف دياب لم يمنعه من الانطلاق لأبعد مدى عندما سنحت له الفرصة، لذلك فطبيعى إنك تخاف، فمتخافش من خوفك.

3- لو شوقك قد شوقي يبقى احنا كده خالصين: أسوأ شئ أن يكون هناك طرف يحب أكثر من الآخر. هذه لن تكون علاقة سوية بأى حال. لهذا يضع دياب شرطًا واضحًا منذ البداية بضرورة أن يكون “شوقك قد شوقي” عشان نبقى خالصين “ونقول للدنيا روقي وتعالي بأحلى سنين”.

4- واهي مرة وعدت وخلاص حبينا بصدق واخلاص: هناك براءة ما نفقدها بعد صدمة تجربة الحب الأولى. إحساس لا يتكرر مرة أخرى، فمهما أحببنا بعد ذلك لن يكون أبدا حبًا بنفس صدق وإخلاص وبراءة الحب الأول.

5- مساكين والله العشاق: لأن عمرو دياب لم يأتي من فراغ، ومسيرته تأتي امتدادًا لمسيرة من سبقوه من عظماء في دنيا المغنى، فهو يؤكد هنا على ما سبق وقالته كوكب الشرق أم كلثوم التي وصلت لقناعة بأن “أهل الحب صحيح مساكين” فجاء دياب ليؤكد كلامها، ويقسم انهم آه والله يا ست مساكين أوي.

6- والله أدي حال الدنيا بتفرق في القلوب: لا أحد يبقى لا أحد. الكل مفارق، وتقلبات الزمن لا تنتهي، وأحباء اليوم قد يصبحون أعداء الغد. هذه قاعدة بديهية في الحياة، يجب إدراكها مبكرًا حتى لا نتعب كثيرًا “ونندم ع العشرة الغالية”.

7- والله أدي حال الدنيا والله بنحب فـ ثانية: الوجه الآخر لحال الدنيا. لم ينسَ دياب أن يذكرنا بوجوده، فمثلما يوجد الأسود، هناك الأبيض. هكذا هي الحياة يوم مر ويوم حلو.

8- وحعاند أيوة حعاند دايمًا من غير تسليم: تأكيد صريح من دياب على أن حياة تخلو من تمرد وجنون وعناد، هي حياة لا يُعوَل عليها، ولا يؤمل من ورائها الكثير.

9- تبزنس تعيش لآخر حياتك ولو باعوا فرخة هتاخد عمولة: الحقيقة بكل وضوح، ودون أي تزويق، فالمال وحده هو ما سيجعلك “تعيش لآخر حياتك” فهناك آخرون يموتون وهم على قيد الحياة بسبب فقرهم. تقريبا ده “الكوبليه” الوحيد في التاريخ اللي ابتدى بكلمة “بيزنس” وانتهى بكلمة “عمولة”.

10- بلاش نتكلم في الماضي: لأن الكلام في الماضي لا يفيد بأي شئ، ولا نجني من ورائه سوى وجع القلب وإضاعة الوقت، خصوصًا لو “الماضي ده كان كله جراح”.

11- كان حلم غالي مر بخيالي دلوقتى بحلم عندها: ربما كان دياب حسن النية، ولم يقصد بكلمة “عندها” سوى المعنى البسيط الواضح بأن أحلامه تحولت من خيال لواقع. ولكن بما أن الكلمة حدث لها تغير كبير في المعنى، وأصبح بلغة الشباب “عندها” تساوي “في المشمش”، فسنتعامل معها من هذا المنطلق، فالحقيقة الثابتة بالفعل إننا كلنا دلوقتي بقينا بنحلم “عندها”.

12- العيون لو تخون يبقى كل شيء يهون: قد تشعر هنا ببعض المبالغة ولكنك إذا تأملت في الأمر قليلاً ستجده كلامًا معقولاً جدا. لأن العين لو خانت، فستصبح خيانة القلب مسألة وقت، فلا توجد خيانة صغيرة، وأخرى كبيرة، كلها تتساوى، وكلها تستحق نفس ردة الفعل.

13- من غير قلب من غير حب صعب الدنيا في يوم تتحب: قاعدة كلاسيكية، وكلام تقليدي جدًا، لكنه من صميم الحياة، فمن دون الحب ستفقد الحياة معناها. هي متتحبش غير بالحب.

14- إنساهم تلاقيهم ورا ضلك ماشيين: لا تحتاج لشرح فهي قاعدة ذهبية، وجملة عبقرية في الصميم، بلغة كرة القدم “في التمنيات” وجون وجون وجون.

15- لا القرب مرتاحله ولا البعاد بقدر عليه: الحيرة الأبدية و”الخازوق” الذي لا مفر منه. لا ترتاح في القرب، ولا تقدر على البعاد، وتدور في حلقة مفرغة لن تخرج منها إلا في الجنة إن شاء الله.

16- ناوي تعاتب عاتب من غير أي خصام: لأن الخصام يزيد الجفوة، ويبعد المسافات، بينما إذا تعاتبنا قد نتصافى، وربما نكتشف أن الموضوع “مش مستاهل” كل ده، وهو غالبًا ما يحدث.

17- أنا عايش ومش عايش ومش قادر على بعدك: هذه قاعدة للتعبير عن الحياة في مصر. فأنت في مصر “عايش” لكنك تستطيع أيضا -دون أن تكون مبالغًا- أن تصف نفسك بأنك “مش عايش”، وفي النهاية سيبدو الأمر محسومًا، فهي بلدك التى لا تعرف غيرها، فتصارحها رغم هذا التناقض بأنك “مش قادر على بعدها”.

18- واهو بكرة نقول كانت ذكرى وعشنالنا يومين: الجملة الأقوى في مسيرة عمرو دياب. من منا لا يهتز وتتقافز أمامه ذكرياته بحلوها ومرها كلما سمعها. ينتاب الواحد مزيج غريب لمشاعر عديدة متدفقة، ما بين إحساس بالمرارة، وشعور بالحنين، تغلفهم هالة من الشجن الجميل. يقوم دياب هنا بدور الراوي العليم الذي يعلم مسبقًا بما سيحدث “بكرة” ويبدو أنه أصاب مرة أخرى، فهذه الجملة ترسخت في وجدان جيل كامل لم يجد غيرها للتعبير عن خيبة أمله في ثورة يناير الضائعة، فكتب على الحيطان “واهو بكرة نقول كانت ثورة وعشنالنا يومين”.

19- لو بالكلام ننسى الآلام ده ما كانش قال ولا عاشق آه: الكلام مهم وحلو وجميل، وهو وسيلة البشر الأولى في التفاهم والتقارب والتعبير عن الأفكار والمشاعر، لكنه في العلاقات العاطفية -وفي الحياة عمومًا- إذا لم يقترن بأفعال حقيقية “فقلته أحسن”.

20- كلهم بيقولوا كده في الأول والكلام الحلو بيتحول: رغم أن التعميم خطأ شائع وأمر غير مستحب، إلا أنه في هذه الجزئية تحديدًا يبدو كاستثناء مطلوب، لأن فعلاً كلهم بيبقوا حلوين في الأول، وبعدين بيتحولوا. بمعنى أدق “كله في الأول وعود واما يوصل للي عايزه” يبدأ الوجه الآخر في الظهور “قسوته مالهاش حدود صعب أي عتاب يهزه” وده طبعًا لأنهم “ناس صحيح مالهاش أمان”. ملحوظة: هذه القاعدة صالحة للاستخدام العاطفي والسياسي.

21- محدش ساب حبيبه وضاع: هنا يدعوك عمرو دياب وبأسلوب مهذب بأن “تسترجل” وتنشف شوية كدة، وما تبقاش “خرع”.

22- فيه قلوب مهما هتنساها هتعيش تلقاها دايما فاكراك: ودي طبعًا الناس اللي مالهاش أي وجود في الوجود. فهم كائنات نادرة أوشكت على الانقراض، إذا أسعدك حظك بوجود أحدهم في حياتك فامسك فيه “بإيديك” و”سنانك”.

23- ضحكت يعني قلبها مال: قاعدة كوميدية وإن كانت لا تخلو من وجاهة، فهناك أسباب عديدة قد تدعوها للضحك، فربما هي تضحك على كلمة ظريفة قلتها. ومن الوارد أن يكون “شكلك” بيضحكها، أي أنها بتضحك “عليك” مش بتضحك “ليك”. وربما هي تضحك على شئ آخر لا يخصك، وتصادف مرورك في نفس اللحظة، فلعبت بعقلك الظنون وظننت أنها “بتضحكلك” أنت. توجد احتمالات عديدة لهذه الضحكة اللعينة، لذلك حاول دياب أن يبسط الأمر ويجعله أكثر وضوحًا فأخبرك بأن “دي الضحكة فاتحالك سكة”، وانت وشطارتك بقى.

24- واهو كل واحد يعمل اللي يريحه: رغم أن دياب يقولها حزينًا وبشئ من الأسى، إلا أنه يقر بحقيقة يجب أن تكون بديهية، فالإكراه كلمة حتى لغويًا تتشابه حروفها مع كلمة كراهية، فلا محل لها من الإعراب إذا تعلق الأمر بالحب، أو حتى عمومًا فهذه قاعدة تصلح للاستخدام في مختلف شؤون الحياة.

25- أصلها بتفرق من واحدة لواحدة: ليه بقى؟ عشان فيه واحدة بتنساها بواحدة وواحدة مابتتنسيش.

26- أساسًا مين بقى بيهتم بالحاجة أما يملكها: دائمًا ما ليس فى أيدينا هو الأفضل والأجمل والأروع. طبيعتنا البشرية تجعلنا دائمًا نرى حلاوة ما نريده، ولا نشعر بقيمة ما نمتلكه بالفعل، وحتى عندما نمتلك ما نريد، سرعان ما يفقد بريقه في أعيننا، فلا نرى ولا نهتم إلا بكل ما هو في أيدي الآخرين. غالبًا لا نلاحظ أهمية ما نملكه إلا عندما نفقده، وهو ما يحاول دياب التحذير منه ولو بشكل غير مباشر.

27- ويمكن خير محدش دارى إيه مكتوبلنا بكرة: طالما هناك غد، ولسه فيه “بكرة” ستبقى احتمالية “ويمكن خير” قائمة، مهما كان وضعك اليوم، فبكرة قصة أخرى يستطيع كل إنسان أن يكتبها بنفسه ولنفسه.

28- بالعربى محدش يستاهل: ولا بالإنجليزى والله.

29- ساعة الفراق ما تلومش حد على اللى قاله: هي لحظات من الضعف والارتباك، قد نُخرج أثناءها أسوأ ما فينا، فنقول أشياء نندم عليها لاحقا “كل واحد قاله كلمة قال يا ريتنى ما قلتهاش”، فإذا وجدت من يتمالك نفسه، ويحافظ على صورته، ويفارق “بشياكة” فهذا أمر جيد، لكنه استثنائي، لذلك إذا لم تجده فلا يحق لك أن تلوم إنسانًا جديرًا بالشفقة، أَولى بك أن “يصعب عليك” لا أن تلومه.

30- مش كل حاجة نعوزها نلقاها في إيدينا: ليس استسلامًا أو نوعًا من المواساة أو تبريرًا للتراخي، ولكنها الحقيقة ببساطة. فلا القدر يستقصدك ويعاندك، ولا هناك مؤامرة كونية تتربص بك، فهذه دنيا وليست جنة، تجد فيها كل ما تشتهيه. يجب أن تتذكر ذلك.

31- في الدنيا مين يعرف نهاية اختياره: الإجابة لا أحد. لا أحد على الإطلاق. لهذا السبب يؤرقنا دائمًا الإحساس بأننا “متورطين” في هذه الحياة. فهناك اختبار وأسئلة، والاختيارات المتاحة كلها تثير الشك، والاختيار الواحد يفتح الباب لمليون احتمال واحتمال، فلا يوجد يقين مطلق بأن ثمة اختيار سيصل بك حتمًا لنهاية تعرفها. ما كانش حد غلب.

32- أيوة اتغيرت مفيش حاجة في الدنيا بتفضل على حالها: لأن كلمة “اتغيرت” غالبًا ما ترتبط في أذهاننا بالتغير للأسوأ، وكثيرًا ما يصارحك صديق ما برأيه فيك “يا عم انت اتغيرت علينا” وكأنه لا توجد أي احتمالية بأن يكون التغيير إلى الأفضل. لهذا يقولها دياب صريحة، دون خجل “أيوة اتغيرت” والطبيعي إننا كلنا نتغير باستمرار لأن هذه طبيعة الحياة، لا شئ يبقى على حاله.

33- مين قولي اتعلم ببلاش ؟: ولا أي حد طبعًا. فهناك ثمن يجب أن يُدفع مقدمًا، فلا أحد يتعلم دون تجربة، ولا توجد تجربة دون محاولات فاشلة، واحباطات مستمرة. هذا هو الثمن، من يتحمله قد يصل في النهاية، وقد لا يصل، ولكنه بالتأكيد سيتعلم الكثير.

34- مش كل واحد جنب مني عزيز عليا: لأن الحياة والظروف و”المصلحة” كثيرًا ما يتحكمون فينا، ويجبروننا على الاقتراب والتعامل مع من لا نحب. يؤكد دياب على معنى مهم وهو أن التقارب والبعد ليسوا معبرين بالضرورة عن مشاعرنا الحقيقية.

35- دوام الحال من المحال: لأن قاعدة 32 مهمة يعود دياب ليؤكد عليها مرة أخرى وبتفصيل أكبر. ينبهنا في البداية بأننا قد نرى هذا الكلام من قبيل الحكم والمواعظ “دوام الحال من المحال كلام كتير اتقال” فيحدثنا من داخل التجربة بيقين المجرب “ولما عشته لقيته سهل يكون حقيقة مش خيال”.

36- مين اللي قالك الحياة وقفت في يوم على اللى راحوا ؟: لو كان هناك من أفهمك ذلك فهو خدعك بالتأكيد. فهذه الحياة لا قلب لها، وبعد مئة عام سنكون ذهبنا جميعا وهي ستستمر ولن تتوقف، إلا في وقت لا يعلمه إلا الله. وهذا الكلام ينطبق علينا أيضا فحياتنا لا تتوقف لفقدان أي شخص حتى لو أردنا نحن منها أن تتوقف، ستسير وتجبرنا مع الوقت أن نعود لنسير معها.

37- عمر البعد ما كان بيموت: للمرة الثانية يدعوك عمرو دياب وبأسلوب مهذب أيضا بأن “تسترجل” وتنشف كدة شوية. ليه مصمم تبقى “خرع”؟ ها؟.

38- يا خسارة بتيجي الحاجة لما الواحد ما يعوزهاش: يتكرر حدوث ذلك لدرجة يستحق معها الأمر أن يتحول إلى إحدى القواعد غير المفهومة للحياة. فكم من مرة تمنيت شيئًا، أو حلمت بامتلاكه. طوال سنوات وأنت تُمنى نفسك بلحظة تحقيق الحلم. ثم يحدث أن تنسى أو تمل أو تزهد تمامًا، فتُفاجَأ بأن هذه “الحاجة” تأتي إليك طواعيةً، بعد أن انتهت رغبتك في امتلاكها، فلا تعرف وقتها هل تفرح أم تحزن أم تتعجب على الطريقة التي تسير بها الأمور في هذه الحياة المريبة.

39- عمرنا ما هنرجع زي زمان: يسير دياب مرة أخرى على درب أم كلثوم التى قالت ساخرة “عايزنا نرجع زي زمان قول للزمان ارجع يا زمان”، وهو بالطبع شرط تعجيزي لأن الزمان بالتأكيد لا يرجع ولو للحظة. ولأنه لا يخلو أي زمن من الحالمين بعودة الزمن للوراء، أراد دياب أن يعيدهم للواقع بصرخة حاسمة “عمرنا ما هنرجع زي زماني” ومن ناحية أخرى ليؤكد أنه إذا كان قد قال في التسعينات “راجعين” فهو كبر ونضج، وعرف غلطته وصلحها.

40- بنلقى راحتنا ويا الغُرب ومش ويا حبايبنا: لأن “زامر الحي لا يطرب”، ولأننا “زي القرع نمد لبره”، ولأن هذه تقريبًا قاعدة تراثية ورثناها عن الأجداد، فلا مفر من أن يصارحنا دياب بهذه الحقيقة المؤسفة، ومن المعروف أن “الصراحة راحة” والراحة أصبحت “ويا الغُرب”، ولا عزاء لحبايبنا.