الأربعة "ياسمين".. "عشق الروح مالوش آخر".. "عشق الجسد فاني"

إسلام وهبان
 
“وعشق الروح مالوش آخر.. لكن عشق الجسد فاني”.. تغنى بها موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، منذ عشرات السنين ليؤكد أن حب الروح هو الذي يبقى ولا يتأثر بمتغيرات الزمن، فالجانب الإنساني وكل ما يمس أرواحنا يخلد دائما في الذاكرة، أما الملامح والصفات الجسدية مرهونة دائما بعقرب الزمن وتغيرات الحياة، لذا فالأولى أن نحافظ على الجمال الروحي ونعتني به أكثر من الجمال الجسدي الذي سيفنى يوما ما..
 
تحت الأضواء حاليا 4 ياسمينات، أثرن ردود أفعال متباينة، وذلك للطريقة التي سلكتها كل منهن لتحقيق الجماهيرية .. كما يرصدها هذا التقرير
 
1- ياسمين صبري.. من “الفتنس” إلى “عالم الإغراء”
 
لم يعرف الجمهور الفنانة ياسمين صبري، إلا في رمضان 2015، خلال أدائها لدور “نادية” إحدى صديقات الفنانة شيرين بمسلسل “طريقي”، رغم دخولها عالم التمثيل عام 2014، ومشاركتها بمسلسل “جبل الحلال”، للنجم الراحل محمود عبد العزيز، ومن قبل مشاركتها ضمن فريق التمثيل بالبرنامج الديني “خطوات الشيطان”، الذي قدمه الداعية الشاب معز مسعود.
 

مشاركات “صبري” بعدها لم تكن لها بصمة قوية، وهذا هو المعتاد في بداية حياة أي نجم أو ممثل، الذي يحاول في بداية مشواره تعريف الجمهور عليه والتواجد بأكثر من عمل، وهو ما نطلق عليه مرحلة الانتشار، إلا أن اسم وصورة ياسمين صبري، قد تصدرتا أغلب الصحف والمجلات والمواقع الإلكترونية خلال الأشهر الماضية، بعد نشرها لأكثر من مرة لصور وفيديوهات خلال آدائها بعض التمارين الرياضية، أو ارتياد الدراجة في شوارع الإسكندرية، الأمر الذي جعلها “ترند” عبر صفحات “السوشيال ميديا”، وأصبحت فتاة أحلام لكثير الشباب.
 

 
كان الأمر طبيعيا، مجرد فنانة جميلة تعيش حياتها ببساطة، وتقدم مثلا للفتاة السكندرية المتحررة المنطلقة، إلا أن الأمر بدأ يتغير بعد أن حاولت ياسمين لفت الانتباه في أكثر من مناسبة من خلال طريقة لبسها مثلما حدث بمهرجان “الجونة”، كذلك لجوءها بشكل غير مبرر للإغراء في الكثير من الصور والفيديوهات التي تنشرها عبر حسابها على “انستجرام”، ليتحول إعجاب رواد السوشيال ميديا بها إلى الانتقاد الشديد.
 
2- ياسمينا.. “عن العشاق.. سألوها”
 
أبهرت بصوتها القوي لجنة تحكيم برنامج “Arabs got talent”، بعد غنائها “عن العشاق”، إحدى أجمل أغنيات كوكب الشرق أم كلثوم، ولم يكن أمام نجوى كرم سوى أن تعطيها “الباز الذهبي”، لتقدم بعدها أداء متميزا يؤهلها للحصول على المركز الثاني بالمسابقة.
 

 
ياسمينا ناصر بدأت الغناء في عمر 12 عاما، وانضمت إلى الفرقة القومية للموسيقى العربية، بقيادة المايسترو سليم سحاب، لتصبح أصغر طفلة معتمدة للغناء بالأوبرا المصرية.
 

ورغم الجدل الذي أثير حول قوة صوتها، وانتقاد بعض الفنانات له مثل ما ذكرته المطربة أحلام عنها، إلا أن ياسمينا رغم صغر سنها، استطاعت أن تطور وبشكل مبهر من آدائها لتكون هي الصوت الشبابي الأبرز بالعديد من الحفلات والمناسبات العامة، وتقدم من خلال حفلات دار الأوبرا مجموعة رائعة من أغاني الزمن القديم، بالإضافة إلى غنائها لبعض أغاني مطربين حاليين، لتحظى بإعجاب الآلاف عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، لتخبر الجميع أنها وبعكس ما غنت، فهي تفهم في العشق جيدا.. لكن عشق الغناء.
 

 
 
3- ياسمين الخطيب.. المثيرة للجدل دائما
 
كاتبة وفنانة تشكيلية، تنتمي لعائلة أدبية، فجدها هو المفكر عبد اللطيف الخطيب، صاحب إحدى أكبر المطابع المصرية في فترة الأربعينات. عرفت ياسمين الخطيب من خلال مقالاتها السياسية، بعد ثورة يناير وانتقادها للتيارات السياسية الإسلامية آن ذاك، وقد نشرت مقالاتها بالعديد من الصحف والمواقع الإخبارية مثل الوطن والدستور وأخبار اليوم.
 
 
صدر لياسمين عددا من الكتب مثل “التاريخ الدموي”، و”كنت في رابعة”، لكن في الآونة الأخيرة أثير جدل كبير في الأوساط الثقافية عندما صدر لها كتاب بعنوان “ولاد المرة”، ذلك العنوان دفع البعض إلى انتقاد كتاباتها التي وصفوها بالمثيرة للجدل، إلا أنها دافعت وبشدة عن كتابها والعنوان الذي اختارته، مشيرة إلى أن الكتاب لا يحتوي على أي إساءات.
 
حالة الجدل حول الكاتبة الشابة لم يقف عند كتاباتها، بل ازدادت هذه الحالة بعد نشرها لأكثر من مرة صورا لها عبر صفحتها على “فيس بوك”، خلال جلسات تصوير، وتظهر فيها مفاتنها بشكل قد يراه البعض خارج عن ثقافتنا الشرقية، وقد يراه البعض الآخر نوع من “الأفورة”.
 
 
لم يقتصر الجدل حول صور وكتابات “الخطيب”، بل امتد أيضا للقاءاتها التلفزيونية، وتفسيرها لسبب تعمدها نشر صورها بجلسات التصوير، مشيرة إلى أنها تريد محو صورة الكاتبة الجادة والمعقدة من أذهان المجتمعات الشرقية.. وتبقى ياسمين الخطيب هي الوجه المثير دائما للجدل.
 

 
4- ياسمين علي.. براءة ممتعة
 
فيديو تم تصويره بكاميرا “لاب توب” وإمكانيات بسيطة، غنت من خلاله أغنية “نقابل ناس”، للفنان لؤي، ليكون بمثابة تأشيرة عبورها، إلى قلب كل من سمع صوتها، ورغم أنها أوضحت خلال لقائها الأخير مع الإعلامية منى الشاذلي، ببرنامج “معكم منى الشاذلي”، الذي بث عبر شاشة “cbc” الخميس الماضي، أنها سجلت هذا الفيديو في لحظة يأس، بعدما أخبرها أحد المختصين بأن صوتها في وضع حرج ولن يطول رونقه، إلا أنه كما يقال “لحظة اليأس هي مفترق الطرق.. فإما نجاح منقطع النظير أو نهاية بلا عودة”.
 

ظهرت ياسمين علي خلال حلقة الخميس، بعد نجاحها بالعديد من الحفلات والتي كان آخرها حفلتها بدار الأوبرا المصرية، خلال مهرجان الموسيقى العربية المقام حاليا، لتطل علينا بروح طفلة “شقية” تحاول أن تبهر كل من يسمعها وتأسره بصوتها، فغنت للست أم كلثوم، وغنت لعمرو دياب، ولأنغام، ولعبد الباسط حمودة أيضا، في رشاقة وخفة غير عادية.
 

 
لم تحاول ياسمين أن نلفت الانتباه بملابسها أو تقليعة مختلفة أو قصة غريبة لشعرها، فهي كما وصفت نفسها “أنا خارجة من فيلم قديم”، لتعطي كل من يستمع إليها روحا جديدة، وتطبع على وجه كل من يراها ابتسامة صادقة، ولتؤكد أن البساطة والموهبة الصادقة هي الباقية، وأن عشق الروح “ملوش آخر”.