في ذكرى وفاتها.. موقف محرج جمع "معالي زايد" ومبارك

تحل اليوم ذكرى وفاة الفنانة معالي زايد في 10 نوفمبر 2014، والتي تأتي بعد ذكرى بميلادها بخمسة أيام، حيث أنها ولدت في 5 نوفمبر 1953، لعائلة فنية من جهة الوالدة، يمكن أن يطلق عليها امبراطورية “زايد”، فوالدتها هي الفنانة آمال زايد، أشهر أدوارها “أمينة” في فيلم “بين القصرين”، الذي بعتبر من أيقونات الأدوار النسائية في السينما المصرية. خالتها الفنانة الكوميدية جمالات زايد والتي تحكي “معالي” أنها ورثت منها روح الخفة والمشاكسة. تحوي العائلة أيضاً السيناريست محسن زايد، الممثل ممدوح زايد، المنتج مطيع زايد، ومدير الإنتاج مختار زايد.

معالي الصاغ عبد الله

وعن الأب، كان والد “معالي” ظابطا برتبة صاغ، يشير الكاتب بلال فضل في برنامجه “الموهبون في الأرض” إلى طبيعته الحازمة والقاسية أحياناً، والتي صنعت من والدتها شخصية شبيهة لشخصية “أمينة” لكن بشكل أخف وطأة على حد تعبيره، مما كان له أثرا في تكوين شخصية “معالي” ببعض العند تجاه الرجال ساهم في فشل زيجتين متتاليتين لها.

على جانب آخر ارتبط والدها وصفته المهنية بدعابة مزمنة في حياة الفنانة الراحلة، حيث أن اسمها الحقيقى هو معالي الصاغ عبد الله أحمد المنياوي، نظراً لأن والدها بعد ولادتها أرسل عسكري لاستخراج شهادة الميلاد، فأخبر الموظف أن المولودة اسمها معالي الصاغ عبد الله، أي أنها معالي ابنة الصاغ، وقام الموظف بتسجيل الاسم بنفس الشكل، وظل ذلك هو اسمها الحقيقي طوال حياتها.

“مش عايزة انزل للجمهور من الحنفية”

إطلاق صفة الشخصية القوية على أي انسان لا يعني عدم تأثره بالصعوبات التي مر بها، أو عدم اكتراثه لمدى سخافتها وحقارتها أحياناً، لكن هو مدى قدرته على المرور منها والحفاظ على وجهة نظره في الأمور كما هي وتقديم مثالا للتصالح مع النفس. تصف “معالي” نفسها “أنا عندي مناعة ضد الصدمات، وبعرف أرجع أشد نفسي تاني”، لا تستطيع تكذيبها أو اعتبار كلامها مكابرة أو “إحياء لماء وجهها”، فبرغم المصاعب التي مرت بها، وبمرور سريع على لقاءاتها التليفزيونية في فترات مختلفة ومتباعدة من حياتها، تجدها تحافظ على نفس الابتسامة والحضور القوي والنبرة التي لا يُخطئ أي عربي في تصنيف صاحبتها كـ”بنت بلد مصرية” بجدارة.

تعاملت معالي زايد مع الفن تعامل الهاوي، سواء كممثلة أو كرسامة ونحاتة، حيث أنها أصلاً خريجة كلية التربية الفنية، فتوضح في تصريحاتها أنها تمتهن التمثيل لحبها له وللاستمتاع بآداء الدور لذلك لا يمكنها قبول أكثر من عمل في نفس الوقت وتؤكد “أنا مش عايزة انزل للجمهور من الحنفية”، كما أنها وبرغم عدم انتشارها حتى بالشكل المقبول وقتها تجيب بحسم أن فكرة الاعتزال غير واردة على الإطلاق.

تسارع “معالي” بالإجابة عند سؤالها إن كانت تندم على أي من أعمالها “لا مش راضية عنهم دة ايه! أنا مقتنعة بالأفلام حتى اللي ما اخدش حظه وما نجحش”، يذكرها المحاور بأدوار لم تلق صدى جماهيري أو نقدي مثل فيلم “لولاكي” عام 1993 مع المطرب صاحب الأغنية التي تحمل نفس الاسم على حميدة والمخرج حسن الصيفي فتجيب بمنتهي العفوية “دة جميل! وبيتقلد كتير دلوقتي”.

“معالي جزء من تاريخي الفني”
– رأفت الميهي

واجهت معالي زايد خلال حياتها كفنانة كبوتين ارتبطا باسمها لفترة طويلة، الأولى عقب فيلم “للحب قصة أخيرة” للمخرج رأفت الميهي، عندما وُجه إليها تهمة نشر الفسق والفجور هي والفنان يحيى الفخراني والميهي، وتم التحقيق معهم كمتهمين في قضية آداب، اعتصم على إثرها الميهي بنقابة السينمائيين، ولم تنته القضية إلا بمساندة رئيسة الرقابة نعيمة حمدي التي أوضحت أنها منحت الفيلم تصريح ووصفت المشهد محل النقد بأنه “مشهد شاعري لا يثير إلا المرضى”.

 

قدمت “معالي” مع المخرج رأفت الميهي عدد من الأفلام يعتبر من أهم ما قدمته مثل “سيداتي أنساتي”، “سمك لبن تمر هندي”، و”السادة الرجال” الذي تحكي “زايد” أنها بذلت في التجهيز له مجهود كبير، حيث أنها قبل التصوير بمدة قامت بـ”حلق شعرها”، وارتداء ملابس الرجال، وممارسة روتين حياتها كرجل، حتى أن الميهي كان يقدمها في بعض الأحيان بصفتها شقيق معالي.

تصف “زايد” عملها مع الميهي “جنونّا الفني كان عامل حالة توهج”، ولا تخشى التصريح في حوار لها مع الإعلامية صفاء أبو السعود في برنامجها “ساعة صفا” أنها أحبته في وقت ما كمخرج وكرجل، لكن لم تُكلل تلك المشاعر بأي نهاية سعيدة، بل وتطورت الأمور بينهم إلى القضايا والمحاكم بسبب بعض المشاكل المادية نتيجة شراكتهم في إنتاج إحدى الأفلام.

تكررت وقعة “للحب قصة أخيرة” فيما بعد مع فيلم “أبو الدهب” لكن تلك المرة فوجئت “معالي” بخبر حبسها سنة بتهمة الفجور هي والفنان ممدوح وافي من الجرائد، ولم يلقوا دعم باقي أسرة الفيلم بجانبهم مثلما فعل الميهي، ومع ذلك انتهت القضية ببرائة الممثلين وحبس المنتج ثلاثة أشهر مع إيقاف التنفيذ وتغريمه 5000 جنيه، وعن تلك الوقائع تعلق الفنانة سيئة الحظ بابتسامة واثقة في عام 2001 ” مش هقولك اني أنا هرقل، طبعاً اتأثرت، وكنت عايزة أهاجر من البلد، وندمت إني ممثلة .. أنا من عيلة وعندي اخوات وولاد اخوات ومهتمة أبقى مثل أعلى فطبعاً اتهزيت .. لكن على طول أنا عندي مناعة من الصدمات دي وبقدر أشد نفسي بسرعة”.

“الأستاذ حسني مبارك”

عن موقف طريف ومحرج تحكي معالي زايد، أنه خلال احتفالات أكتوبر في عهد الرئيس السابق محمد حسني مبارك وبحضوره، وبعد نجاح مسلسل “دموع في عيون وقحة” مع الفنان عادل إمام، تمت دعوتها لإلقاء كلمة خلال الإحتفال، نظراً لحداثة عهدها بالفن وبالأحاديث العامة، ارتبكت بمجرد وقوفها على المسرح، لم تستطع تذكر اسم الرئيس الحالي أو صفة الرئيس السابق فقالت “بحيي الرئيس أنور السادات” ثم صمتت فترة طويلة تحاول تذكر الاسم الآخر إلى أن قالت “وبحيي الأستاذ حسني مبارك”.

نبه “زايد” لخطئها ثورة الجمهور، فسارعت تصحح الخطأ “بحيي الرئيس الراحل أنور السادات، والرئيس حسني مبارك .. حلو كدة؟” واتجهت مباشرة إلى الشارع هرباً من تابعات الموقف والشعور بالحرج.