الأهلي في مواجهة ملعب الموت!

خروف العيد

وليد رشاد

 
يلتقي الليلة الأهلي المصري مع الوداد البيضاوي المغربي في إياب نهائي رابطة أبطال إفريقيا في استاد الرعب “محمد الخامس” في كازبلانكا، التاريخ يقول أن الأهلي وصل لنهائي البطولة عشر مرات فاز بالبطولة في ثمان منها بنسبة 80% بينما وصل الوداد للنهائي مرتين فاز في واحدة منها، أي أن التاريخ في صالح الأهلي تماماً، كما حصد الأهلي أربع بطولات خارج ملعبه وأربعة على أرضه، بينما حصد الوداد بطولته الوحيدة في “أم درمان” بالسودان.

ولكن الجغرافيا تقول أن ملعب “محمد الخامس” هو أحد أهم ملاعب الرعب في إفريقيا، فقد لعب الوداد عليه 25 مباراة في العشر سنوات الأخيرة إفريقياً، ولم يخسر إلا مرة واحدة أمام الأهلي في الجولة الرابعة من دوري رابطة الأبطال العام الماضي في 27 يوليو 2016، بهدف “رامي ربيعة”، والغريب أن معظم إنجازات الكرة المغربية كانت في هذا الملعب، على مستوى المنتخب وصل المغاربة للمونديال أربع مرات وكلها عبر أرض الدونور أو ملعب “محمد الخامس” الذي افتتح رسمياً 6 مارس 1955، في العاصمة الاقتصادية للمغرب، وفي 26 اكتوبر 1969، قهر المنتخب المغربي الأشقاء السودانيين (3-0) في المباراة قبل الختامية للتصفيات، بأهداف “الفيلالي” في الدقيقة 41، “حوماني” في الدقيقتين 7 و86، وتصدر مجموعته ووصل لمونديال المكسيك 1970، كثاني منتخب عربي يحقق إنجاز الوصول للمونديال.

وفي مونديال المكسيك 86 كانت المباراة الحاسمة وقبل الختامية أمام مصر هي مفتاح الوصول للمونديال، وفاز بها المغاربة (2-0) في 28 يوليو 85، بعد أن أضاع “جمال عبد الحميد” ضربة الجزاء التاريخية بينما سجل لأسود الأطلسي “التيمومي” في الدقيقة 37، “عزيز بودربالة” في الدقيقة 82، وفي 10 أكتوبر 93 سجل “عبد السلام لغريسي” هدف الوصول لمونديال أمريكا 94 في المبارة الختامية للمجموعة الثانية أمام زامبيا في الدقيقة 50، وكان التعادل يكفي زامبيا للوصول بعد الحادث المأساوي وتحطم طائرة الفريق في 27 أبريل من العام نفسه، وفي مونديال فرنسا 98 والذي كان مهماً أن يتواجد المغاربة فيه لوجود جالية مغربية كبيرة في فرنسا، وبالفعل فازت المغرب على الجابون يوم 17 أغسطس 97 في المبارة الختامية للمجموعة الخامسة (2-0) بهدفي “نور الدين النايبت” في الدقيقة 25، و”أحمد البهجا” في الدقيقة 45 من ضربة جزاء في مباراة أدارها تحكيمياً المصرى “حسين علي موسى”.

وقبلها المغرب فازت فى المباراة الهامة على غانا يوم 7 يونيو بهدف “خالد راغب” في الدقيقة 58 على أرض نفس الملعب.
 
وعلى مستوى الأندية في 16 يناير 94 فاز الوداد على باس الإيرانى (2-0) في الكأس الأفرو أسيوي في ملعب “محمد الخامس” وحصل على البطولة، والرجاء فاز أيضاً بدوري أبطال عام 97 بعد الفوز مع جولد فيلدز الغاني (1-0) ثم الفوز بركلات الترجيح (5-4) على نفس الملعب، وفي 25 إبريل 99 فاز الرجاء على بوهانج الكوري (1-0) وحصل على بطولة الأفرو أسيوى، وفي 5 مارس 2000 فاز الرجاء على أفريكا سبورت (2-0) في كأٍس السوبر الأفريقي، وتنتظر الجماهير المغربية المحتشدة أن يحقق الوداد بطولة إضافية على مركب “محمد الخامس” لكنهم يصطدمون هذه المرة بخبرة أقوى فريق إفريقي بلا منازع وهو الأهلي صاحب الأرقام القياسية في ربوع القارة الأفريقية.
 
الواقع يقول أن الأهلي سوف يفتقد في هذه المباراة مجموعة من العناصر الهامة جداً أهمها أفضل ظهير أيسر في إفريقيا حالياً “علي معلول”، ويصعب أن يعوض غيابه البدلاء “حسين السيد” أو “صبري رحيل”، بينما يستمر غياب المخضرم “حسام عاشور”، وسوف يظل السؤال المطروح على “حسام البدري” هل يستبدله بالمدافع “رامي ربيعة” مع الاستفادة من “محمد نجيب” في الدفاع أو استخدام “أحمد فتحي” مع وجود “محمد هاني” في الناحية الدفاعية اليمنى، ويستمر كذلك غياب “صالح جمعة”، ولكن ما يطمئن الأهلاوية هو عودة “عبد الله السعيد” ومشاركته بإيجابية في الذهاب، بينما يبقى “ازارو” وحيداً في الهجوم وخلفه الثنائي “اجاى”، و”مؤمن زكريا” مع إمكانية الاستعانة بالموهوب “وليد سليمان” في بعض أوقات المباراة نظراً لإصابته إصابة خفيفة ويبقى المخضرم “متعب” كورقة مهمة للأوقات الصعبة.
 

وتبقى أهم خسارات الوداد في اللاعب الخطير”محمد اوناجم” والذي لن يعوض غيابه وموهبته المخضرم “عبد العظيم خضروف”، بينما يستمر اعتماد “الحسين عموتة” على أوراقه الهجومية التقليدية وهو المتألق “إسماعيل الحداد”، وصاحب الهدف الذهبي فى مباراة الذهاب “أشرف بن شرقي” ومن خلفهم “وليد الكرتي”، بينما يمكن الاستعانة بالإيفواري “داهو” في بعض أوقات المباراة، ويعود “أمين العطوشي” إلى مركز قلب الدفاع بجوار “يوسف رابح”، ويعتمد على الطرفين “بدر جادارين”، “عبد اللطيف نصير”، وفي وسط الملعب المتألقين “صلاح الدين السعيدي”، و”إبراهيم النقاش” بعد أن نجا الفريق من مشكلة اللاعبين الستة الذين كان يخشى حصولهم على إنذار جديد في مباراة الذهاب ..

 

تبقى أن نشير أن الفريق الفائز في مباراة اليوم سوف تفتح أمامه آفاق المجد والأموال، فالقيمة المالية للبطولة تم رفعها إلى مليونين ونصف المليون دولار بينما يحصل الوصيف على مليون ومائتين وخمسين ألف دولارا، وقد حصل صن داونز بطل 2016 على مليون ونصف مليون دولار فقط، علاوة على مشاركة الفائز في مباراة السوبر الإفريقي على أرضه ووصوله بالطبع لكأس العالم للأندية بالإمارات في ديسمبر القادم..