أكتوبر 2017.. شهر لن ينساه المصريون

نوران عاطف

اعتاد المصريون اعتبار أكتوبر هو شهر المجد والكرامة والبطولة، للذكرى المحفورة من انتصار يوم السادس منه عام 1973 بعد عبور القوات المسلحة المصرية لقناة السويس، وتحرير أرض سيناء من العدو، فأصبح أكتوبر مجيدًا، وألف المواطن المصري الأجواء الوطنية المحيطة بالشهر، وانتظرها خصوصاً من الإعلام.

إلى أن جاء عام 2017 بأكتوبر الصاخب على المستويات السياسية والفنية والاجتماعية والرياضية، ليجعل المواطن صانع الحدث وليس مجرد مُحيٍ للذكرى، ويقلب المزاج العام المصري والنغمة السائدة بين الغناء والرثاء، ويشغله بقضايا بمختلف أنواعها تحولت جميعاً لقضايا “رأي عام”، فتراوحت الأيام بين مشاعر التأهب والحماس، الهزيمة والانتصار، ليعود أكتوبر بنهايته مجيد مرة أخرى بالقدرة على التعدي والاستمرار.

وفيما يلي يرصد إعلام دوت أورج أهم الأحداث التي مرت بها مصر خلال شهر أكتوبر 2017.

 

8 أكتوبر .. مصر في كأس العالم

 

توّج عام 2017 انتظار المصريين حوالي 28 عاما لرؤية المنتخب المصري يشارك في تصفيات كأس العالم بفوز، بعد حبس أنفاس خلال مباراة مصر والكونغو التي أُقيمت على أرض إستاد برج العرب بالإسكندرية في يوم 8 أكتوبر، حيث فاز فيها المنتخب المصري بهدفين أحرزهما اللاعب المحترف بنادي ليفربول الإنجليزي محمد صلاح مقابل هدف من نظيره الكونغي.

جاء الهدف الأول لمنتخب مصر خلال بداية الشوط الثاني من المباراة، ثم أحرزت الكونغو هدف التعادل في الدقيقة 87، وتحولت الدقائق الأخيرة إلى عد تنازلي يجمع بين الإحباط والأمل، إلى أن تأهلت مصر رسمياً لصعود مونديال 2018 بروسيا بعد ضربة جزاء أصابها محمد صلاح في الدقيقة تسعين، صنعت أفراحا متصلة للمصريين عدة أيام، شملت إعلان أصحاب المحلات والخدمات عن عروض ضخمة، تعبيراً عن النصر والسعادة الحقيقية.

https://www.youtube.com/watch?v=9y7bi43rj7Y

 

13 أكتوبر .. خروج مشيرة خطاب من سباق اليونسكو

 

بعد الانتهاء من مراسم الاحتفال بصعود مصر تصفيات كأس العالم 2018، بدأت الأنظار تتجه لمرشحة مصر في انتخابات رئاسة منظمة اليونسكو، مشيرة خطاب، حيث أعلن التيلفزيون المصري يوم الاثنين 9 أكتوبر أنها خاضت أولى جولاتها الانتخابية وحصلت على 11 صوتا، مقابل 19 صوتا لمرشح قطر، و13 صوتا لنظيرهم الفرنسي.

يتطلب الفوز بمنصب الرئاسة الحصول على الأقل على 30 صوتا للمرشح، وإلى أن يحدث ذلك تستمر الانتخابات لخمس جولات بحد أقصى، وقد كان أن استنفذت عملية الاقتراع الجولات الخمسة، خرجت السفيرة مشيرة اسماعيل من الرابعة بعد حصولها على 25 صوتا، مقابل 31 صوتا لمرشحة دولة فرنسا أودري أزولاي، والتي حصلت على المقعد بعد فوزها على نظيرها القطري حمد الكواري في الجولة الخامسة والأخيرة.

أصاب خروج المرشحة المصرية بعض المتابعين للحدث بشيء من الإحباط نظراً لاقترابها من تحقيق الهدف، والتغطية الإعلامية الواسعة لما تقوم به بعثة وزارة الخارجية من مجهود ثقة في الفوز؛ ذلك التطور الذي لفت انتباه المواطن البسيط لوجود ما يستحق أن يُحرك حسه الوطني ويدعمه حتى لو بشكل معنوي.

 

12 أكتوبر .. فتح وحماس بالقاهرة

 

تصالح كل من طرفي حماس وفتح بوساطة مصرية، انتهت بتوقيع اتفاقية نهائية بين الجانبين بالقاهرة يوم 12 أكتوبر 2017 بحضور اللواء خالد فوزي رئيس المخابرات المصرية. وتنص المصالحة على تمكين الحكومة الفلسطينية المدعومة من حركة فتح، من إدارة الأراضي الفلسطينية كلها بما فيها قطاع غزة، والذي تنازلت عنه حماس بإصدار بيان تقول فيه “الحركتان اتفقتا على تمكين حكومة الوفاق الوطني من ممارسة مهامها والقيام بمسؤوليتها الكاملة في إدارة شؤون قطاع غزة، بحد أقصى الأول من ديسمبر 2017”.

 

20 أكتوبر .. زواج سمية الخشاب وأحمد سعد

 

لا تمثل دائماً الزيجات الفنية عاملًا مهمًا يشغل بال المصريين أو يأخذ جزءًا يُذكر من أحاديثهم، وإن كانت تلفت انتباههم بحد أقصى، لكن عندما تتعدد أطراف القصة وحكايتهم يشعر المُتابع بضرورة إبداء رأي، وأحياناً يلح عليه حس الواجب والمساندة، وذلك ما حدث بعد إعلان الفنان أحمد سعد نيته لإقامة حفل زفافه على الفنانة سمية الخشاب يوم الجمعة 20 أكتوبر.

جاء خبر الزواج عقب عدة محاولات من سعد وسمية لإنكار أي علاقة عاطفية بينهم والإصرار على أن ما يربطهم هو “علاقة روحية” يجتمعان فيها على التقرب من الله وفعل الخير. وكان مصدر تلك الشائعات – أو الحقائق – هو ظهور الفنانة ريم البارودي -خطيبة سعد السابقة- في برنامج “صبايا الخير” مع الإعلامية ريهام سعيد على شاشة المحور، تحكي تاريخ علاقتها به وتركه لها فجأة مع اقتراب موعد الزفاف، وذلك بعد ظهور سمية في حياتهم عن طريقها، فأثارت دموعها عاطفة المشاهدين وقتها وبعد إعلان خبر الزواج.

 

21 أكتوبر .. فاجعة الواحات

 

تواترت الأخبار الصادمة منذ الساعات الأولى ليوم السبت 21 أكتوبر عن خروج مأمورية أمنية لمداهمة عناصر إرهابية تتخذ من أعماق الصحراء وكراً للاختباء، فأسفر الهجوم عن تبادل إطلاق نار راح ضحيته عدد كبير من أفراد الأمن، ومقتل عدد آخر من الإرهابيين.

مرت الساعات الأولى شديدة القسوة على المصريين، حيث تعددت الأقاويل والمعلومات عن الحادثة، وقدم الإعلام عددا ضخما يصل إلى 54 شهيدا من الأمن، أصاب الجميع بالذهول، إلى أن خرجت وزارة الداخلية ببيان رسمي مساء السبت تعلن فيه تفاصيل الحادث وتنفي الرقم المتداول للضحايا وتؤكد أنهم 16 شهيدا من أفراد الأمن، و15 قتيلا من الإرهابيين، لتظل مصر في حالة حداد وعزاء ومشاهد قاسية لإعادة جثامين الشهداء.

 

22 أكتوبر .. سداسية الأهلي

ومن حزن لفرح، أعقب الحادث مباراة النادي الأهلي أمام النجم الساحلي التونسي في إياب نصف نهائي دوري أبطال أفريقيا، يوم 22 أكتوبر على أرض إستاد برج العرب بالإسكندرية، ليحرز ممثل مصر نتيجة استثنائية ستة أهداف مقابل هدفين من النادي التونسي، تؤهله لمباراة النهائي أمام الوداد البيضاوي المغربي، لتغير النتيجة المزاج العام حتى لغير المهتمين بالكرة بشكل كبير.

https://www.youtube.com/watch?v=s6sGYE3Yva8

 

25 أكتوبر .. طلاق ياسمين صبري

 

عودة أخرى لما يشغل الرأي العام من حياة المشاهير الشخصية، ظهرت النجمة ياسمين صبري يوم 2 أكتوبر في لقاء على شاشة قناة cbc مع الفنانة إسعاد يونس في برنامجها “صاحبة السعادة” تعلن لأول مرة أنها متزوجة منذ خمس سنوات، مما شكّل مفاجأة للمشاهد نظراً لظهورها المستمر كفتاة عزباء تتحدث عن مواصفات شريك حياتها.

بعد حوالي ثلاثة أسابيع فقط من اللقاء تداولت وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام خبر طلاق ياسمين من زوجها الحالي، لتثير الدهشة للمرة الثانية من غرابة تعاقب أخبارها وترددها.

لم تعلق صبري على الخبر، إنما طلت عن طريق جلسة تصوير جديدة لها لا تحمل أي شيء عن مستجداتها.

 

31 أكتوبر .. عودة الروح

 

جاء ختام شهر أكتوبر ليحافظ له على لقبه كشهر بطولة ومجد، حيث قامت قوات الشرطة -بالتعاون مع القوات المسلحة- بهجمات انتقامية ضد البؤر الإرهابية بالصحراء الغربية التي راح ضحيتهم 16 من رجال الأمن، كما قامت بتحرير النقيب محمد الحايس، الذي ترددت الأنباء حول مصيره بين الخطف والاستشهاد؛ فبعد إعلان اسمه ضمن قائمة الضحايا لم تتوصل أسرته لجثمانه، ونُقل للمستشفى العسكري فور وصوله وقام الرئيس عبدالفتاح السيسي بزيارته صباح الأول من نوفمبر.

جاء إنقاذه انتصارًا وسعادة لكل المصريين، واستعادة لثقتهم بأجهزة الأمن والجيش، وقدرتهم على مواجهة الزحف الإرهابي بمصر.